الشيف جودي القلّا: فلسطين هي المقاومة والقوّة والتاريخ
حازت فلسطين مؤخراً على دعم كبير في الأوساط جميعها ومن الجنسيّات كلّها. فلم يختلف الفلسطيني مع غير الفلسطيني على إنسانيّة هذه المعاناة التي تعانيها البلاد، ولم يتردّد أحد في التعبير عن غضبه من هذا الظلم. وقد تحدّثنا إلى الشيف الفلسطينيّة جودي القلّا التي عبرت عن حبّهما لفلسطين وعن وجه جديد من أوجه ثقافتها.
كأيّ مواطنة فلسطينيّة، تؤثّر قضية هذه البلاد وهذا الشعب في الشيف جودي القلّا. وبعيداً عن عالم الطبخ، أصرّت على أن تشاركنا رأيها في كلّ ما حصل وأن ترفع الصوت عالياً عبر منبرنا.
ماذا تعني لك فلسطين وكيف تستطيعين وصفها؟
فلسطين بالنسبة إليّ هي المقاومة والجمال والقوّة والتاريخ. ولم أتخيّل يوماً أنّني قد أرى فلسطين بهذا القدر من الروعة والصلابة. فلسطين هي الوطن، وحتّى لو لم تطأها أقدامنا، لا يمكن تجاهل أنّ جذورنا تمتدّ من أرضها وأنّ فيها زرعت أجيال عائلتي بذوراً نمت في مختلف أنحاء العالم. ويجمعني شخصيّاً بفلسطين إحساساً عاطفيّاً بفضل ما سمعته من جدتيّ وما أريد أن أتذكّره فعلاً، بخاصّة مع كلّ ما حدث ويحدث حاليّاً. ومن الأقوال التي أحبّها «من الظلام ينبثق النور ومن الألم ينبثق الجمال»، وهذا ما ينطبق على فلسطين والفلسطينيّين.
ماذا تقولين عن المعاناة الأخيرة التي رزحت فلسطين تحتها؟
نرى الفلسطينييّن ينتفضون حاليّاً في الضفة الغربية والقدس الشرقيّة وغزّة وجميع أنحاء العالم. وقد سُمّيت هذه الانتفاضة «انتفاضة الوحدة العالمية» لأنّ الشعب الفلسطيني يبعث رسالة واضحة تؤكّد أنّه سيبقى شعباً موحّداً يقاوم التطهير العرقي والاستعمال والفصل العنصري على الرغم من كلّ محاولات التشرذم والتفريق. ولا بدّ من إيقاف كلّ ما يحدث للبلاد ولا بدّ من التدخّل لتغيير الوضع، فأنا لم أشهد يوماً على مذبحة يشاهدها هذا القدر من المتفجّرين من دون أيّ تدخّل. فكيف يمكن تبرير ذلك؟
كيف تؤثّر بك القضيّة الفلسطينيّة على الصعيد الشخصي؟
تؤثّر بي القضيّة الفلسطينيّة كإنسانة وفلسطينيّة على حدّ سواء. ولم تصدّق عيناي الظلم الذي حدث، هذا التطهير العرقي على شعب بأسره وعلى فقراء عاشوا في تلك الأرض منذ زمن طويل. كيف نستطيع البقاء جانباً من دون التدخّل؟ وكيف نستطيع التدخّل؟ فالصدمات النفسيّة تصيب الأشخاص البعيدين، فماذا عن الذين يعيشون في فلسطين؟! وحده الله يعلم كيف يستيقظون يوميّاً وما يأملونه دائماً.
كيف تستغلّين حساباتك على مواقع التواصل الاجتماعي لترفعي الصوت وتسلّطي الضوء على هذه القضيّة؟
يُسعدني تماماً أن أمتلك منفذاً أستطيع فيه نقل ما يحدث فعلاً على أرض فلسطين وما يتعرّض له الشعب الفلسطيني يومّياً. ليس ما نعرضه جديداً، بل إنّه تصاعد لما كان يحدث وتحوّل إلى مجزرة، والجميع يحتاج إلى معرفة الحقيقة. وأمر رائع أن تُتاح لي مساحةً أثقّف فيها الناس عن تاريخ الجرائم التي تسلب شعباً أرضه لتمنحها إلى شعب آخر.
كيف تؤدّي مواقع التواصل الاجتماعي دورها حاليّاً في عرض الصورة الحقيقيةّ لما يحدث في فلسطين؟
مواقع التواصل الاجتماعي ضرورية لأنّها تتيح للفلسطينيّين حالياً وللمرّة الأولى فرصة رواية حقيقة ما يحصل. فعلى الرغم من ممارسات الحجب التي طالت المنشورات عن فلسطين مؤخراً، وصلت الأخبار إلى الجميع بخاصّة الذين لا يعلمون عن كفاح شعبنا منذ أكثر من 73 عاماً في وجه القمع والإبادات الجماعيّة. وقد أتاحت هذه المواقع تحوّلاً في الوعي العالمي، ويسعدني أن أنضمّ إلى حملات رفع الصوت، فلو بقينا صامتين سنكون مخطئين بحقّ التاريخ.
اقرئي أيضاً: الكوفية الفلسطينيّة رمز للصمود والعزيمة والتضامن