الرابر السعودية ليسا: اختياري مواضيع أغان هادفة ساهم في تقبّل المجتمع ودعمه لي
في مجتمع لا زال يضع الحدود للنساء خوفاً عليهنّ ربما أو حفاظاً على تقاليد مترسّخة في الممارسات الحياتية اليومية، نلتقي 4 شابات سعوديات اخترن الإختلاف والتحرر من كل القيود المعيقة للتقدّم، مع الحفاظ في الوقت نفسه على هويتهنّ وخصوصيتهنّ. من عازفة العود إلى المنسّقة الموسيقية، ومدربة اليوغا والرابر، غوصي في حياة 4 نساء تجرّأن أن يكنّ هنّ على الحقيقة.
الحيويّة والذكاء والجمال يشعّ من عينيها الملونتين، أمّا أسلوبها في غناء الراب العربي وتحديداً السعودي فهو ساحر وآسر للحواس. ففي صوتها نبض شبابي وصل إلى ملايين السعوديين والسعوديات من أبناء جيلها، وجعل ليسا تكون أول رابر في المملكة، تطرح مواضيع جديدة وحسّاسة بأسلوب معاصر، فماذا تقول عن قصّتها والرسائل التي تضمّنها في أغانيها؟
كيف بدأ حبّكِ لفن الراب؟ وهل تأثّرتِ بفنّانين محدّدين؟
بدأ حّبي لفن الراب منذ الصغر، فأنا أذكر أنّني أحببت ممارسة الغناء باستخدام القوافي منذ كنت طفلة، فكنت أؤلف وأجمع الكلمات التي تتلائم بشكل جميل، ومع العمر نضجت موهبتي أكثر. ولا أستطيع القول أنّني تأثرت بفنّان معين، بل أسعى لتقديم أفكاري حتى أنجح بطريقتي الخاصّة.
كيف تختارين مواضيع أغانيك؟ وما هي الرسائل التي تحبّين إيصالها من خلال هذا الفن؟
أهم الرسائل التي أود إيصالها تتجلّى في نقل ما أشعر به بكل بساطة. أنا أبوح للمستمع بالتجارب المؤلمة أو السعيدة التي مررت بها أو حتى اختبرها أشخاص مقرّبون منّي، فكل أغنية أقوم بإنتاجها تعكس حدثاً معيّناً، بالتالي هي تحمل أحاسيس خاصة وقصّة مختلفة. أحب كثيراً قدرتي على كتابة الكلمات بنفسي، فأنا التي أتحكّم بمسار الأغنية لتخرج بطريقة ترضيني وتعكس ما مررت به تماماً.
كيف ترين التغيير الحاصل في المجتمع السعودي؟ هل ساعدكِ هذا التغيير في تحقيق النّجاح في هذا المجال الجديد على الشابات السعوديات؟
في البدايات كان الموضوع صعب بالنسبة للمجتمع السعودي لأنّ التغيير جاء سريعاً في كل المجالات، ولكن التقبّل يزداد مع الوقت. وبالنسبة لي، فقد اخترت الوقت المناسب للظهور والغناء وقد ساعدني هذا التغيّر في تحقيق النجاح. فأنا أُعتبر من أوائل الشابات اللواتي قدّمن فن الراب وقد أُتيحت لي فرصاً مميّزة لإحياء الحفلات والغناء أمام جمهور مباشر.
أسلوبكِ المميّز في الأزياء لفت الجمهور، فأنتِ تختارين الإطلالات العصرية ولكنّها تتناسب بشكل كبير مع التقاليد والمعايير المحافظة في السعودية، كيف حقّقتِ هذه المعادلة؟
أحب ارتداء الملابس الغريبة المميّزة والجريئة التي لا تشبه غيرها، وسأقوم قريباً بافتتاح علامة أزياء خاصة بي، فأنا أتلقّى على الدوام طلبات من فتيات يرغبن بملابس مشابهة لما أرتديه. ولأنّني أحب الموضة كثيراً قررت خوض هذه التجربة الجديدة. برأيي تستطيع كل شابة إيجاد خطّها الخاص من خلال البحث عن الألوان والقصّات والموديلات التي تعجبها وتليق بها.
ما هي أكثر أغنية قدّمتها تحبينها وتفخرين بها؟
الأغنية الأقرب إلى قلبي هي "سقنا". فهي سبب دخولي مجال الراب وهي أول عمل فنّي قمت بإصداره حين تسنّى لنا كشابات المملكة قيادة السيارة. كنت متحمّسة وسعيدة بهذا الإنجاز وقّدمت ما أحسست به، ومع أنّني أنجزتها بإمكانات مادية متواضعة جداً، إلا أنّها دخلت قلوب الجمهور وحازت على أكثر من 11 مليون مشاهدة.
هل تحظى الفنّانات السعوديات الشابّات بالدعم اللّازم من الجهات الرسمية؟ وكيف ترين قطاع الفن في المملكة؟
أنال كفنّانة سعودية الدعم الكامل لأتمكّن من إظهار موهبتي والغناء والتعبير عن ذاتي من خلال الفن. وأرى وجود جهّات كثيرة تنظّم حفلات وحملات إعلانية تركّز فيها على إظهار مواهب الفنّانات والفنّانين السعوديين، كما ازدادت شركات الإنتاج التي تدعم الأعمال الشبابية وهذا الواقع مبشّر للمستقبل.
هل واجهتِ رفض من الأهل أو المحيط الاجتماعي لدخولكِ مجال الفن؟
أهلي كانوا الداعم الأكبر لي منذ البدايات وحتى الآن. بعد ذلك جاء حب الجمهور وتقبلهم وتشجيعهم للفن الذي أقدّمه. لا أنكر أنّني واجهت القليل من الصعوبات في تقبّل المجتمع لفكرة وجود فتاة تغنّي راب، ولكن اختياري لمواضيع أغنياتي وظهوري بالشكل المناسب هو ما شدّ فئة أكبر إلى الاستماع لمحتواي والتفاعل الإيجابي معه.
حدّثينا عن الشعور الذي يعتريكِ قبل أي عمل جديد؟ من يساعدكِ في تنفيذ الكلام واللحن؟
أعمل بمفردي ومن دون أي مساعدة سواء في الإنتاج الموسيقي أو التأليف، فهذا العمل خاص بي وأحب البدء بالفكرة من الصفر لأشهد تطوّرها حتى تصل إلى الصورة النهائية.
كيف ترين تفاعل الجمهور مع الفن الذي تقدّمينه؟ وتعليقات المتابعين عبر وسائل التواصل؟
في كل عمل جديد أطرحه، أقوم باختيار لون جديد لم يسبق لي الغناء به، وهذا ما يسبّب لي القليل من القلق. ولكن تفاعل الجمهور وإعجايهم بما أقدمه يزيد من حماسي ويشجعّني. أنا ببساطة أحب ما أقوم به وأؤدّيه بصدق وإحساس وأثق أن ّصدقي سيصل للآخر.
حدّثينا عن مواهبكِ الأخرى غير الراب؟ هل سنراكِ ممثّلة قريباً؟
بالفعل أملك موهبة التمثيل رغم أنّه لم يسبق لي المشاركة في أي عمل، والسبب هو أنّ جميع العروض المقدّمة أراها غير مناسبة ولا تلاقي طموحي. فأنا أبحث عن دور بطولة في فيلم أم مسلسل يطرح فكرة جديدة ومختلفة، وبالانتظار سأستمر في مجال الراب وأسعى للتحسّن وللتطوّر.
اقرئي المزيد: ليلى الجندان: قدّمتُ في العديد من أعمالي الفنيّة التراث والأزياء السعودية بحلّة عصريّة