أنجي جمّال عن كورونا: فرصة للعودة إلى جذورنا وإعادة اكتشاف معدننا الحقيقيّ

من بين الأسماء التي تحدثن إليهن المخرجة أنجي جمّال التي شاركتنا عن يومياتها منذ بدء تفشي فيروس كورونا وماذا تعلمت من هذه الأزمة والنصائح التي تقدمها.

كيف أثر فيروس كورونا عليك وعلى عملك وما هي الإجراءات التي اتّخذتها لمواجهة التغيير الذي حدث في حياتك؟
في الفترة التي سبقت انتشار فيروس كورونا، كنت مشغولة جداً وكان وقتي مقسّماً بين السفر والتصوير. شعرت أنّني مستنزفة واشتقت جداً لأولادي، فقرّرت أن آخذ استراحة من العمل، لأجد فجأة أنّ العالم كلّه قرّر أن يحصل على هذه الإجازة. منذ اليوم الأوّل للحجر، بدأت في قضاء وقت ممتع مع عائلتي، وزاد شعوري بالسلام والسعادة والإنجاز بطريقة أو بأخرى. أعتقد أنّه أمر جميل جدّاً أن نشعر في بعض الوقت أنّ العالم من حولنا لا يسير بسرعة ولا يدفعنا نحن أيضاً للتسابق: فلا يوجد مواعيد نهائيّة ولا ضغط زبائن ولا تسابق، بل هي الحياة تسير بنمطها الطبيعي.صحيح أنّ الأعمال كانت قليلة ولكنّني صرت أعمل لدى نفسي أيّ إنّني أبحث اليوم عمّا يرضيني ويسعدني. وبدأت أتساءل عن طموحاتي التي كانت مؤجلة، وما هي خطوتي التالية لأطور مهنتي وأحقّق شغفي.. بدأت بكتابة مشروعين جديدين، الأوّل عبارة عن مسلسل والثاني هو فيلم. والأمر المميّز هو أنّني صرت أكتب على سجيتي ومن دون ضغوط. فلا مواعيد يجب التقيّد بها، وشعرت أنّني أعود إلى ذاتي حيث لا مكان لأيّ عامل خارجي ضاغط، إذ ثمّة أفكار خام عليّ أن أطوّرها وأبلورها فحسب. بالنسبة إليّ كان التغيير إيجابيّاً بالرغم من قساوة الظروف التي مرّ بها العالم. فاكشتفت أنّه من خلال تغيير طريقة نظرتنا إلى الأمور واعتبار هذه الفترة هديّة يمكننا الاستفادة منها وفرصة للعودة إلى جذورنا وإعادة اكتشاف معدننا الحقيقيّ.

ما هي خطواتك التالية بعد كورونا؟
بالإضافة إلى بعض المشاريع المعلّقة بسبب كورونا، أرغب في متابعة مشاريعي الكتابيّة الخاصّة التي استثمرت بها وقتي خلال الفترة الفائتة أثناء الحجر، أي الفيلم والمسلسل وأتمنى أن تتبلور الأمور في القريب العاجل.

ماذا تعلّمت من هذه الأزمة؟ وهل من نصائح أو رسائل توجهينها للناس الذين يعيشون أوقاتاً صعبة حالياً؟
تعلّمت الكثير في مختلف جوانب حياتي... فمع العائلة تعلّمت الاستمتاع بأبسط اللحظات وتقدير نعمة الصحّة، فهي كنز حقيقي. وحين يكون كلّ من حولي وأفراد عائلتي بخير فلا شيء أهمّ من ذلك. كما أنّني اكتشفت مهارات أولادي التعليميّة، حين تعيّن عليّ تعليمهم. مع العلم أنّ ذلك لم يكن سهلاً أبداً إلّا أنّني اكتسبت من خلاله القدرة على الصبر، كما أنّني دعمت صغاري في وقت حساس ومصيري... صحيح أنّ الأبطال الحقيقيّين في هذه الفترة هم العاملون في المجال الطبّي، لكن الأمهات أيضاً لعبن دوراً كبيراً في جعل المنزل مكاناً سعيداً لأفراد العائلة والحفاظ على طاقته الإيجابيّة، سواء من خلال طهي وجبة طعام لذيذة أو ابتكار ألعاب مسلية أو خلق أوقات فرحة لكل فرد من أفراد الأسرة.

أمّا على المستوى الوظيفي، فلطالما اعتقدت أنّ الإبداع يتعزّز لدى مشاهدة فيلم أو الاستماع للموسيقى أو تأمل لوحة فنّيّة. إلّا أنّني أكتشف اليوم أنّ الإحساس بالرفاهيّة العاطفيّة يحفز الحسّ الإبداعي، ويتحقّق ذلك حين نمضي وقتاً سعيداً مع الزوج والأولاد وننام لوقت طويل وكافٍ، ونكون على طبيعتنا... نعم مع الشعر المبعثر وفي البيجاما المنزليّة، شعرت أنّني على طبيعتي وهذا ما هدّأني وألهمني ودفعني للعودة إلى الكتابة التي لطالما كانت مشروعاً مؤجلاً بسبب كثرة انشغالاتي.

وأنصح الناس الذين يعانون اليوم أن يحاولوا تغيير طريقة تفكيرهم وينظروا إلى هذه الفترة على أنّّها هديّة. فليكن وقتاً خاصّاً لذاتنا ونكتشف أفكارنا ونتمكّن من اتّخاذ القرارات بوضوح. فلنعتبر هذه الأيام فرصة لبناء أنفسنا وبعدها سيكون كلّ شيء من حولنا على ما يرام... أعلم أنّ الأمور كانت صعبة على مختلف الأصعدة، إنّما لفترة مؤقّتة. ممّا يعني أنّ الأزمة ستنتهي، ولنبلغ ذلك الوقت علينا الاستمرار بالتعلّم والنموّ والتحسن.

اقرئي أيضاً: مادونا أجدد ضحية لفيروس كورونا فمن سبقها وتماثل للشفاء؟

 
شارك