Marion Cotillard...لا أعيش في الماضي!
لا يختلف اثنان على موهبتها التمثيليّة الاستثنائيّة، فهي تأسرك بعينيها قبل صوتها، فتجدين نفسك أمام فنانة متحكّمة بأدواتها قلباً وقالباً. هي النجمة الفرنسيّة Marion Cotillard التي تحدّثنا في هذه المقابلة عن تربية طفليها وعن رغبتها في الرحيل بعيداً عندما كانت في الـ18 من عمرها وعن عدم تعاونها من جديد مع المخرج العالمي Woody Allen، كما وتؤكّد دعمها للحملة التي نشهدها اليوم ضدّ الاعتداءات التي تطال النساء حول العالم.
حوار: Lex Martin من The Interview People
كيف توفّقين بين طفليك وعملك؟
يتعلّق الأمر بالعمل الذي أشارك فيه. بالنسبة إلى فيلمي الأخير Ismael’s Ghosts مثلاً، لم تتعدّ فترة التصوير الأسبوعين. في السابق، لا شكّ أنّني عانيت كثيراً مع ابني ولكن اليوم، وبعد بلوغه السادسة من عمره، بدأ بارتياد المدرسة وأنا آخذ الأمور برويّة أكثر لأنّه عليّ أن أبقى قريبة منه. أمّا ابنتي، فلا تزال طفلة صغيرة. التوفيق بين العمل والعائلة مهمّة صعبة. من جهتي، أستطيع اصطحابهما معي أينما ذهبت لأنّني قادرة على تحمّل كلفة المربّية، إلّا أنّني أفكّر في أولئك الأمّهات العاملات اللواتي أنجبن ولدين أو ثلاثة واللواتي ليس لديهنّ من يساعدهنّ. أظنّ فعلاً أنّ الأهل أبطال!
خاص «هيا»: هذا ما سيحدث في الجزء الثاني من «الهيبة»
هل تتقاسمين وزوجك Guillaume Canet المهام والمسؤوليّات؟
نعم، هو حاضر جدّاً في حياة ولديه، إلّا أنّ الأمر يختلف بالنسبة إليه مع الصغيرة لا سيّما أنّني أعتمد معها الرضاعة الطبيعيّة.
هل كانت الأمور أفضل عندما كنتما تصوّران الأفلام معاً؟
كلا، في الواقع كان الوضع أسوأ! كما ذكرت، نحن محظوظان لأنّنا قادران على تحمّل كلفة المربّية. في فرنسا مثلاً، تحصل الأمّ بحسب القانون على إجازة أمومة تمتدّ على ثلاثة أشهر بعد الولادة، ولكنّني
لم أختبر ذلك فعليّاً لأنّني عدت مباشرةً إلى العمل، إلّا أنّني اصطحبت طفلتي معي وكنت مصرّة على إرضاعها طبيعيّاً، لذا أعتبر نفسي محظوظة لأنّ أمّهات أخريات يعجزن عن إرضاع أطفالهنّ لمدّة سنة. لا شكّ أنّني أمرّ أحياناً بأوقات صعبة إلّا أنّني أدرك أنّ الحظّ يقف إلى جانبي على الرغم من كل شيء.
هل تنظرين أحياناً إلى الوراء وتتأمّلين بداياتك ومشوارك المهني؟
كلّا، فأنا لا أعيش في الماضي!
هل ابتعدت لفترة معيّنة في إحدى مراحل حياتك لتعودي لاحقاً؟
عندما كنت في الـ18 من عمري، أردت أن أختفي وأرحل لفترة من الوقت. وأذكر أنّني قلت لأمّي إنّني أرغب في البدء من جديد في بلد مختلف ومدينة مختلفة. عشت مراهقة مضطربة بعض الشيء، ولم أكن أحبّ نفسي! أردت الرحيل بعيداً لأتمكّن من التصرّف على سجيّتي وأبدأ من جديد، ولا أدري إن كنت لأنجح في ذلك لكنّ هدفي كان أن أتعرّف إلى أشخاص جدد لا يعرفون شيئاً عنّي ولا يتوقّعون شيئاً منّي ولا يحكمون عليّ. وعلى الرغم من تخطيطي للرحيل، لم أقدم على ذلك ولا أدري إن كان السبب عدم تمتّعي بالجرأة الكافية للرحيل أو تمتّعي بالجرأة للبقاء.
اقرئي: هل تريدين حضور حفل عيد ميلاد ملكة بريطانيا؟ إليك الطريقة
لمَ لم تحبّي نفسك في سنّ المراهقة؟ ومتى بدأت تتقبّلين ذاتك؟
كنت محاطة بأشخاص تمتّعوا بشخصيّات قويّة وقد تأثّرت بعدد كبير منهم لا سيّما أنّني كنت أحبّ الأفراد الذين يتميّزون بجرأتهم ويعبّرون عن أنفسهم. أمّا أنا، فكنت أرى نفسي غير مهمّة ومن دون جدوى وخجولة جدّاً. كنت قاسية في الحكم على نفسي.
لماذا قسوت على نفسك إلى هذا الحدّ؟
في شبابي تعرّفت إلى أشخاص سيّئين ولطالما كان لديّ أسئلة متعلّقة بالماورائيّات فقد أردت معرفة سبب وجودنا. تربّيت على يد والدين صالحين وكانت علاقتنا جيّدة جدّاً إلّا أنّ التلاميذ في مدرستي كانوا مختلفين وجعلوني أتساءل عن سبب كل التصرّفات المهينة والانتقاديّة. أذكر حادثة عشتها في سنّ الخامسة تقريباً عندما سمعت أحدهم يتحدّث عن الموت وقد صُعقت بالفعل لأنّني كنت أطرح تلك الأسئلة العميقة في سنّ مبكرة جدّاً. لم أكن بريئة مثل باقي الأولاد فلطالما راودني شعور القلق وكان لديّ ملايين الأسئلة التي تحيّرني.
بعد كل الادّعاءات والاتّهامات الموجّهة ضدّ Woody Allen، هل تندمين على العمل معه في فيلم Midnight in Paris؟ وهل قد تتعاونين معه من جديد؟
بصراحة، عندما تعاونت معه لم أطرح عدداً كبيراً من الأسئلة ولم أعرف الكثير عن حياته الشخصيّة. صحيح أنّ ما سمعت به كان غريباً إلّا أنّني لا أستطيع أن أحكم عليه لأنّني لست على علم بما قام به بالتحديد. ولكن، بعد موجة الاعتداءات، أرى أنّ عدداً كبيراً من النساء عانين وهذا أمر مؤسف جدّاً. واليوم، إذا طلب منّي التعاون معه، سأفكّر أكثر في الموضوع مع أنّني أشكّ أنّه قد يفعل، إذ لم يكن هناك انسجام حقيقي بيننا.
اقرئي: فنانة خليجية تفقد جنينها وزوجها يهدد:«لن أسكت»
ما رأيك بالرسالة التي كتبتها الممثّلة Catherine Deneuve والتي تدافع فيها عن الرجال الذين يتعرّضون لاتّهامات بشأن الاعتداءات؟
لا أوافق بتاتاً على هذه الرسالة. أظنّ أنّ الثورة التي نشهدها اليوم ضروريّة وأساسيّة، وقد سبق وشاركت الآخرين تجربتي إذ تعرّضت بدوري للاعتداءات مرّات كثيرة من دون أن أذكر تفاصيل طبعاً. وعندما كنت مع مجموعة من السيّدات أيضاً وأثناء مناقشتنا لهذا الموضوع تبيّن أنّ كل النساء الموجودات مررن بتجارب مماثلة. لذا، أظنّ أنّ التطرّق إلى هذه المسائل أمر ضروري جداً، والأمر سيّان بالنسبة إلى دعم حريّة الرأي.