سلافة معمار وابنتها: نجاح مهني وعاطفة عائلية!


في عالم الشهرة والأضواء، يصعب على الفنانين الحفاظ على خصوصيتهم، خاصة عندما يتعلق الأمر بحياتهم العائلية. لكن سلافة معمار، واحدة من ألمع نجمات الدراما السورية، استطاعت أن تحقق توازنًا فريدًا بين كونها ممثلة محترفة وأمًا محبة. وفي هذا المقال نسلّط الضوء على سلافة معمار وابنتها دهب التي أصبحت جزءًا من ملامح سلافة الشخصية والإنسانية وعلى مسيرتها الفنية الغنية.

من هي سلافة معمار؟
ولدت سلافة معمار في 26 أبريل 1976 في دمشق، سوريا. بدأت حياتها بدراسة الأدب الإنجليزي، قبل أن تتحول إلى دراسة التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق. تنتمي سلافة إلى جيل ذهبي من الممثلين السوريين الذين أبدعوا في بداية الألفية الجديدة، وكانوا جزءًا من النهضة الدرامية السورية.
تميّزت سلافة منذ بدايتها بحضورها الطاغي وقدرتها على الغوص في الشخصيات المعقدة. لم تكن يومًا مجرّد وجه جميل، بل ممثلة مثقفة، واعية، تختار أدوارها بعناية، وغالبًا ما تميل إلى الأدوار النسائية القوية والمركبة.

مسيرتها الفنية
بدأت سلافة مشوارها من خلال مشاركات صغيرة، ثم تألقت في أعمال أصبحت علامات في تاريخ الدراما العربية، منها:
•   "أحلام كبيرة" (2004): الذي رسّخ مكانتها كممثلة شابة موهوبة.
•   "زمن العار" (2009): حيث قدمت أداءً استثنائيًا في شخصية "بثينة"، وكان العمل نقطة تحول في مسيرتها.
•   "قلم حمرة" (2014): مسلسل سياسي اجتماعي عميق من تأليف ريم حنا، جسّدت فيه سلافة شخصية "ورد"، الكاتبة التي تواجه الحرب والصراعات الداخلية، وهو أحد أدوارها الأكثر تعقيدًا ونضجًا.
•   "حارة القبة" و"خريف العشاق": من أبرز أعمالها في السنوات الأخيرة، وقد أكدت من خلالها استمرار تألقها واختياراتها الذكية.
تتميّز سلافة بقوة أدائها الداخلي، وتُعرف بقدرتها على التعبير بالعين والصمت، وهو ما جعلها محط إعجاب النقاد والجمهور في العالم العربي.

سلافة معمار والأمومة: دهب في قلب الحياة
من زواجها السابق من الممثل والمخرج سيف الدين سبيعي، رُزقت سلافة بابنتها الوحيدة دهب، التي أصبحت اليوم مراهقة جميلة تظهر أحيانًا مع والدتها في مناسبات نادرة. رغم انفصال سلافة وسيف عام 2012، فإن علاقتهما ظلت قائمة على الاحترام، ويحرص كلاهما على أن تكون دهب محاطة بالحب والدعم.
في مقابلات عديدة، تحدثت سلافة عن علاقتها بابنتها بدهب، ووصفتها بأنها "مرآتها ونقطة ضعفها في الحياة". وأكدت أن الأمومة غيرت أولوياتها، وجعلتها أكثر حساسية وتسامحًا. رغم انشغالها كممثلة، تحرص دائمًا على تخصيص وقت لابنتها، وتوازن بين مسؤوليات العمل والحياة الشخصية.

هل تسير دهب على خطى والدتها؟
حتى الآن، لم تظهر دهب بشكل رسمي في أي عمل فني، لكن البعض لاحظ حضورها الجذاب في الصور، وشبهها الكبير بوالدتها. وقد صرّحت سلافة سابقًا أن ابنتها تهتم بالفن، لكن القرار في يدها إن أرادت دخول المجال، مؤكدة أنها لن تفرض عليها أي خيار، لكنها ستكون داعمة لها كما دعمتها والدتها يومًا.
يعكس هذا الموقف نضج سلافة كأم، فهي تدرك أن الابنة يجب أن تختار طريقها بنفسها، لكنها ستكون هناك دومًا لإرشادها وتقديم النصيحة.

التحدي بين الفن والأمومة
تعيش سلافة تحديًا دائمًا في التوفيق بين كونها فنانة تُطلب دائمًا لأداء أدوار صعبة وتحتاج إلى تفرغ، وبين كونها أمًّا ملتزمة بحياة ابنتها اليومية. في تصريحاتها، لا تخفي سلافة أن هذا التوازن مرهق أحيانًا، لكنها تعتبر دهب هو "السبب الذي يجعلها تقاتل في هذه الحياة".
وفي مشهد درامي واقعي، تكون سلافة على المسرح أو أمام الكاميرا ممثلة قوية ومستقلة، لكنها خلف الكواليس، تعود إلى دور الأم الحنونة التي تطهو، وتُتابع دروس ابنتها، وتخاف عليها من المستقبل.

 صورة الأم والنجمة
سلافة معمار ليست فقط واحدة من أهم الممثلات السوريات، بل نموذج للمرأة القوية، التي استطاعت أن تجمع بين النجاح المهني والعاطفة العائلية. علاقتها بابنتها دهب تظهر جانبًا إنسانيًا دافئًا في حياة فنية صاخبة. وبين الأضواء والخصوصية، تبقى سلافة امرأة تعرف تمامًا ما تريد: فنّ راقٍ، وأمومة صادقة، وبيت يفيض دفئًا وحبًا.

سلافة معمار تواصل مسيرتها الفنية، حيث شاركت مؤخرًا في مسلسل "ولاد بديعة" الذي لاقى نجاحًا واسعًا، وأدت فيه شخصية "سكر" التي أثارت إعجاب الجمهور والنقاد على حد سواء. كما فازت بجائزة أفضل ممثلة عربية في حفل توزيع جوائز "الموريكس دور" لعام 2024 عن أدائها المميز في مسلسلي "الخائن" و"ولاد بديعة" . 
فيما يتعلق بابنتها دهب، فهي تواصل حياتها بعيدًا عن الأضواء، ولا توجد معلومات حديثة حول مشاركتها في أي نشاطات فنية أو إعلامية.

إقرأي أيضاً: ام جميلة عوض... اليد الخفية وراء نجاح ابنتها!

 
شارك