
ام جميلة عوض... اليد الخفية وراء نجاح ابنتها!

تُعد جميلة عوض واحدة من أبرز الوجوه الشابة في السينما والتلفزيون المصري المعاصر، حيث استطاعت أن تفرض نفسها بموهبتها وحضورها اللافت منذ أول ظهور لها. لكن خلف هذه النجومية، تقف سيدة موهوبة أخرى، ام جميلة عوض، رانيا مسعد، التي تنتمي إلى عائلة فنية شهيرة، ولها بصمتها الخاصة. في هذا المقال، نسلط الضوء أولًا على جميلة عوض ومسيرتها، ثم نتعمق في الحديث عن والدتها وعلاقتها بعالم الفن.
أولًا: من هي جميلة عوض؟
ولدت جميلة عادل عوض في القاهرة عام 1991، وهي ابنة للمخرج والكاتب عادل عوض، وحفيدة الفنان الكوميدي الكبير محمد عوض، أحد رموز المسرح والسينما في مصر خلال القرن العشرين. تربّت جميلة في بيت فني، مما ساهم في تكوين ذائقتها الجمالية والدرامية منذ سن مبكرة.
درست الإعلام في الجامعة البريطانية في مصر، ثم التحقت بعدد من الورش الفنية التي صقلت موهبتها قبل دخولها مجال التمثيل. تتميز جميلة بحضور ناعم ومميز، يجمع بين الجمال الهادئ والأداء العاطفي القوي.
انطلاقتها الفنية
كانت الانطلاقة الحقيقية لجميلة عام 2015 من خلال دورها في مسلسل تحت السيطرة، من بطولة نيللي كريم وتأليف مريم نعوم وإخراج تامر محسن. أدّت فيه دور "هانيا"، الفتاة المتمردة التي تنغمس في عالم الإدمان، وقدّمت أداءً مؤثرًا نال استحسان الجمهور والنقاد على حد سواء.
هذا الدور كان نقطة تحول، حيث أثبتت قدرتها على أداء أدوار مركبة رغم حداثة تجربتها، وفتح لها أبواب المشاركة في أعمال سينمائية وتلفزيونية بارزة.
إقرأي أيضاً: اكتشفي الأسرار الجمالية الخاصة بجميلة عوض
أبرز أعمالها
• هيبتا: المحاضرة الأخيرة (2016): فيلم رومانسي فلسفي من إخراج هادي الباجوري، شاركت فيه بدور مؤثر ضمن مجموعة قصصية عن مراحل الحب المختلفة.
• الضيف (2019): عمل درامي سياسي من إخراج هادي الباجوري وتأليف إبراهيم عيسى، وقد أثار جدلًا واسعًا بسبب طرحه الجريء، وشاركت فيه جميلة بدور مركّب يعكس صراعًا داخليًا ودينيًا.
• بنات ثانوي (2020): فيلم شبابي اجتماعي ناقش حياة الفتيات المراهقات في المدارس المصرية، وشاركت فيه بدور فتاة تبحث عن ذاتها وسط مجتمع لا يرحم.
• لازم أعيش (2020) ضمن سلسلة "إلا أنا": قدمت دور فتاة تعاني من مرض البهاق، وتحدّت من خلاله الصورة النمطية للجمال، وكان من أهم أدوارها إنسانيًا وفنيًا.
جميلة والاهتمام بالقضايا الاجتماعية
ما يميز اختيارات جميلة عوض هو وعيها الفني، إذ تميل للمشاركة في أعمال تحمل رسائل إنسانية واجتماعية. أدّت شخصيات فتيات يعانين من الإدمان، والأمراض الجلدية، والتمييز، وهو ما يبرز التزامها بتقديم محتوى يعكس واقع المرأة والشباب في المجتمع العربي.
ثانيًا: من هي والدة جميلة عوض؟
رانيا مسعد، والدة جميلة، هي فنانة مصرية ظهرت في فترة الثمانينات والتسعينات، وهي أيضًا ابنة الفنان التشكيلي الكبير مسعد عوض، وتنتمي لعائلة تهتم بالفن والثقافة. تزوجت من المخرج عادل عوض، وابتعدت عن الأضواء لفترة طويلة من أجل التفرغ لعائلتها.
قد تكون رانيا لم تترك إرثًا فنيًا واسعًا من حيث عدد الأعمال، لكنها كانت تمتلك كاريزما خاصة في أدوارها القليلة، وجاذبية أنثوية جعلتها محط اهتمام في تلك الفترة. بعد زواجها، فضّلت أن تظل داعمة لعائلة زوجها الفنية، واهتمت أكثر بتربية ابنتها جميلة وتنميتها فنيًا وإنسانيًا.
أثر الأم على ابنتها
في لقاءات إعلامية عديدة، تحدثت جميلة عوض عن والدتها بكل حب وفخر، مشيرة إلى أنها كانت السند الحقيقي في كل خطواتها. لم تكن رانيا فقط أمًا، بل كانت أيضًا مستشارة فنية تقيّم أداء ابنتها بصدق وصرامة. كما دعمتها بقوة عندما قررت خوض أدوار جريئة وغير تقليدية.
يمكن القول إن رانيا مسعد ورثت الفن عن والدها، ونقلته إلى ابنتها، فكان هذا الإرث الإبداعي المتسلسل من الأسباب الرئيسية في نضج تجربة جميلة رغم صغر سنها.
تمثل جميلة عوض نموذجًا للممثلة الشابة الطموحة التي استفادت من خلفيتها الفنية، ولكنها لم تعتمد عليها فقط، بل طورت نفسها، واختارت بعناية أدوارًا عكست قضايا واقعية وهموم حقيقية. أما والدتها، رانيا مسعد، فقد اختارت أن تكون خلف الكواليس، تزرع وترعى، لتخرج إلينا نجمة تحمل رسالة فنية وإنسانية واضحة. قصة نجاح جميلة عوض ليست فقط عن موهبة شابة، بل عن تربية واعية، ودعم أسري أساسه الحب والفن.
إقرأي أيضاً: جميلة عوض الوجه الإعلاني لعطر Sì Passione Intense