أنعشي ذاكرتك!

الذاكرة وظيفة أساسيّة لدماغنا وهي تحتاج إلى الإنعاش المستمر. كما أنّه من الضروري حمايتها والحفاظ عليها. لكن كيف تعمل الذاكرة؟ وما هي الاضطرابات التي تمنعنا من تذكّر الأمور؟ تعرّفي أكثر على ذاكرتك!

الذاكرة هي القدرة على تسجيل المعلومات وإمكانيّة استخدامها في ما بعد، وهي تعمل بحسب تسلسل ثلاث مراحل مختلفة: دخول المعلومات، تخزينها ثمّ إطلاقها.

لمَ نخسر ذاكرتنا؟

مهما يكن عمرنا، كلّنا نمرّ بفترات نفقد فيها الذاكرة. وهذا ما يقلقنا أكثر كلّما تقدّمنا في السنّ. القلق، الهمّ، المسؤوليات، كلّها تؤثّر على حياتنا وتضعف بالتالي قدرات التذكّر عندنا، كما أنّ النسيان جزء من الذاكرة. تعتبر بعض فترات فقدان الذاكرة طبيعيّة وبعضها الآخر يرتبط بمرض ما. خلال حياتنا، نستخدم فقط 30 إلى 40% من مجموع الخلايا العصبيّة، لذلك هناك دائماً مخزون لتطوير ذاكرتنا.

الأطعمة التي تحفّز ذاكرتك:

-         الفاكهة المجفّفة والزيتيّة: مصدر غني بالطاقة والمعادن والعناصر الغذائيّة مثل الزنك. والنقص في الزنك يمكن أن يؤدّي إلى اضطرابات في التعلّم والفكر والذاكرة والانتباه. تناولي بعض حبّات الفاكهة الجافّة (الزبيب، المشمش المجفّف، اللوز، البندق، الجوز...) على الفطور أو كوجبة خفيفة خلال النّهار، فهي تساعدك في المحافظة على أعلى قدرات الخلايا العصبيّة.

-         الأسماك الدهنيّة: وهي المصدر الأساسي للأوميغا 3، الحمض الدهني الضروري لوظيفة سليمة للخلايا العصبيّة والذي يلعب دوراً هاماً على تحفيز الذاكرة. ولكي يكون دماغك في أحسن أحواله، أدخلي الأسماك الدهنيّة (السردين، السلمون...) ضمن نظامك الغذائي مرّتين إلى ثلاث مرّات في الأسبوع.

-         الحبوب الكاملة: كما كلّ أعضاء الجسم، لا يمكن للدّماغ أن يعمل من دون الطاقة. فالقدرة على التركيز والانتباه تولد من المخزون المناسب والثابت للطاقة، على شكل غلوكوز في الدّم وإلى الدماغ. لذلك، يمكنك تناول الحبوب الكاملة التي تحتوي على مؤشر غلايسيمي منخفض، ما يطلق الغلوكوز ببطء في الشرايين، فيبقيك متيقّظة طول النّهار. اختاري قمح النخالة والخبز الكامل والمعكرونة السمراء.

حفّزي ذاكرتك على المدى القصير:

-         أسرعي: يكون عمر الذاكرة على المدى القصير قصيراً حيث تحفظين الأمور لثوان فقط. فلا تدعي الكثير من الوقت يمرّ بين حفظ المعلومة واستخدامها!

- كرّري: لكي تزيدي فترة التذكّر، يمكنك استخدام تقنيّة التكرار الذهني للمعلومات.

- سبعة فقط: تتميّز ذاكرتنا القصيرة بميزة مدهشة بحيث لا تستطيع حفظ أكثر من سبعة عناصر (مع فارق اثنين تقريباً بحسب الأشخاص.)

- اختاري الصوت: يبدو أنّه يسهّل على ذاكرتنا القصيرة تذكّر الأصوات أكثر من الصّور. فلا تترّددي في تكرار المعلومات على صوت عالٍ أو تذكير نفسك بما يجب عليك القيام به.

- ركّزي: يمكن للذاكرة القصيرة أن تنحرف بسهولة. عندما تحاولين تذكّر أمر ما، تجنّبي القيام بأمر آخر في الوقت نفسه. كذلك، حاولي أن تبتعدي أو تتجاهلي كلّ ما يمكن أن يصرف انتباهك (ضجّة، تلفاز.... )

5 خطوات لكي تنعشي ذاكرتك

لكي تعزّزي الخلايا العصبيّة يومياً، يكفي أن تفكّري بها. إليك 5 خطوات لكي تدرّبي ذاكرتك وتنعشيها:

-         راقبي ضغطك: من المعروف اليوم أنّ ارتفاع الضغط، إذا لم تتمّ مراقبته، يدمّر المسارات العصبيّة. لذلك، من المهمّ، إذا كنت عرضة لارتفاع الضغط، أن تراقبي نفسك بانتظام.

-         تحرّكي: تساهم التمارين الرياضيّة في تعزيز الوظائف الذهنيّة بفضل معالجة أفضل بالأوكسجين للدّماغ، كما أنّ المنافع الحقيقيّة للرياضة تكمن في المحافظة على أفعال لا إراديّة عند النشاط الحركي، ما يسمح بإطلاق المخزون الدماغي من أجل الحفاظ على الذاكرة عوضاً عن الأمور التي يجب عدم التفكير عند القيام بها مثل نزول الدّرج والتحدّث في الوقت نفسه.

-         حافظي على نشاطك الذهني: الفضول الفكري هو المحرّك المذهل للذاكرة، والمدرسة تبقى المحفّز الأساسي من خلال تنوّع التعلّم وانتظامه. كما يمكن أن نستمرّ في ذلك عندما نساعد مثلاً أطفالنا في دروسهم. وحتّى لو أنّ الدماغ ليس عضلاً، إلا أنّ القراءة والكتابة والمناقشات وكلّ ممارسة فكريّة أخرى نقوم بها بلذّة يمكن أن تساهم في المحافظة على المسارات العصبيّة للذاكرة من خلال إعادة تكوين المخزون الرئيسي.

-         ابتعدي عن الروتين: يمكن لقراءة الإعلانات أن يكون عمليّة فكريّة لأنّه يدخل في عمليّة تحفّز على مقارنة المعلومات بين ماركات عدّة وبالتالي مواجهة تحدّيات جديدة. فليس هناك أسوأ من الروتين! لهذا السبب، تعتبر لعبة Sudoku، إذا أصبحت عادة، غير كافية إلا في حال كانت منافسة. غير أنّ الاعتناء بالحدائق يعتبر محفّزاً رائعاً للذاكرة لأنّه، بكلّ بساطة يرغمنا على التخطيط. ومن أجل تحفيز الذاكرة، ينصح بالقيام بنشاط ممتع مثل الاعتناء بالحديقة أو السّفر أو حل الكلمات المتقاطعة أو مشاهدة وثائقي بالإضافة إلى المحافظة على علاقات اجتماعيّة تبعدنا عن الروتين اليومي.

-         أقيمي توازناً عاطفياً: أظهرت الدراسات أنّ الأشخاص الذين لا يتمتّعون بروابط اجتماعيّة يشيخون بطريقة أسوأ من غيرهم. تجنّبي الشجار مع أطفالك: فبالإضافة إلى عذاب الفراق، تدمّرين التحفيز الدّماغي الذي ينتج عادة عن تلك العلاقات. كما أنّ العزلة تؤدّي إلى الحزن والاكتئاب وهما عاملان أساسيان لخسارة الذاكرة. طوّري علاقات الحب والصداقة، لتطوّري ذاكرتك أيضاً.

 
شارك