هيا تتحقّق كيف يعزّز الجمال قوة المرأة ويزيد ثقتها بنفسها

صحيح أنّ الجمال الداخلي هو الأهمّ، وصحيح أنّنا نتخلّص تدريجياً من عقلية المعايير المثالية، ولكن نتّفق جميعنا على أنّ الشعور بالجمال – بدون أن يكون مثالي بالضرورة – يمدّ المرأة بالقوة وبالتالي بالثقة بالذات. فكيف نستمدّ القوة من الجمال، وماذا يعني أن يكون الجمال مرادفاً للقوة؟

حين نقول إنّ الجمال قد يكون مرادفاً للقوة، لا نعني أنّ الجمال يتقيّد بعدد من المعايير المحدّدة التي تستلزم استيفاءها لتحقيق القوة. إليكِ ما نقصد بذلك. تخيّلي نفسكِ حين تستيقظين صباحاً وتقفين أمام المرآة وأنتِ تشعرين بأنّكِ جميلة. وفكّري أيضاً في الأيام الأخرى التي تشعرين فيها بأنّ الأمور ليست على ما يُرام وتلاحظين أنّكِ لست راضية حتّى عن إطلالتكِ. الأحاسيس مختلفة بين الحالتين، وهذا تماماً ما نتحدث عنه. في الأوقات التي ترين فيها نفسكِ جميلة، تتعزّز القوة في داخلكِ وتحسّين بأنّ يومكِ إيجابي وأنّكِ قادرة على إنجاز الكثير. ومن هنا، تستمدّين القوة من الجمال.

الإجراءات التجميلية والقوة

تشكّل الإجراءات التجميلية، الجراحية منها وغير الجراحية، خياراً تلجأ إليه الكثير من النساء لتحسين الملامح في الوجه أو إصلاح مظهر بعض العيوب، وذلك للحصول على إطلالة مرضية. والإطلالة المرضية تعني الرضا عن الذات والسعادة نوعاً ما والثقة بالنفس، وبالتالي القوة. ومع مرور السنوات، لاحظنا أنّ مفهوم الإجراءات التجميلية تغيّر تماماً. ففيما كان عدد كبير من النساء يلجأ في الماضي إلى العمليات أو غيرها من الأساليب للوصول إلى إطلالة نهائية معيّنة أو لركوب موجة صيحة محدّدة، أصبحت النتائج التي يسعى الأطباء إلى الترويج لها حالياً أكثر طبيعية، إذ يتم التركيز على احتياجات المرأة التجميلية وملامحها الخاصة بدون اتّباع قواعد موحّدة للجميع.

وفي هذا الإطار، سألنا د. محمد سعيد، المعروف باسم Dr.Mo (وحسابه على إنستغرام @ ask.dr.mo)، عن العلاقة ما بين الإجراءات التجميلية والقوة.

فقال: «لا نستطيع تجاهل دور إجراءات التجميل في تمكين المرأة، وإحساسها بالقوة منبعث من جمالها. وأقصد هنا اهتمامها الدوري والروتيني بجمالها ونضارة بشرتها وصحة شعرها وسلامتها البدنية، وليس اختيار الإجراءات التجميلية المتكلفة أو المبالغ فيها أو العمليات التي تصبح ترند أي صيحات. فأصل قوة المرأة وتمكينها هو إحساسها بالأمان وصحة دورها الاجتماعي بين الأفراد وسلامتها النفسية وثقافتها .لكن، من الضروري القول في هذا الإطار إنّ الاهتمام بالجمال يعزّز قوة المرأة ويمكّنها، ولكنّه ليس شرطاً أساسياً لتكون قوية. فعلى سبيل المثال، لم تشتهر Oprah Winfrey بفضل قلّة التجاعيد في وجهها، بل بفضل الثقة الصلبة التي تمثلها. وأفكّر هنا في أهمية الجمال في الإحساس بالثقة أو أنّ الثقة ترسم الجمال، إذ تزداد الثقة أحياناً بمجرّد اختيار تفاصيل صغيرة في المظهر أو لون الشعر أو الملابس».

المكياج والقوة

قد يعتقد البعض أنّ المكياج شيء سطحي، ولكنّه في الواقع مصدر قوة. بالنسبة إلى البعض، هو سلاح. وبالنسبة إلى البعض الآخر، هو طريقة للتعبير عن الذات. فكريم الأساس ليس مجرّد منتج عادي، وحتّى الهايلايتر قد يمنحكِ أكثر من مجرّد إشراقة. مستحضرات المكياج قادرة على إحداث تحوّل، وتعزيز الثقة بالذات، وتحسين المزاج.

على سبيل المثال، يساعد الكونسيلر فتاة تعاني من حب الشباب في إخفاء آثار البثور والحصول على سحنة أفضل، وهذا ما يُشعرها بمزيد من الراحة تجاه نفسها. كذلك، يساعد المكياج، وتحديداً بعض تقنيات الكونتورينغ، في تغيير بعض الأبعاد والمقاسات في الوجه للحصول على ملامح أكثر متناسقة لإطلالة معيّنة.

وبالنسبة إلى الثقة بالذات، يساعد المكياج في تعزيزها. وبغضّ النظر عن الستايل الذي نختاره، سواء كان جريئاً أو أكثر نعومةً، نحصل بفضل المستحضرات على النتائج التي نرجوها، وهذا ما يمنحنا شعوراً أكبر بالرضا عن الذات. ولا يعني هذا أنّنا غير مرتاحات في علاقتنا مع أنفسنا، ولكن يساعدنا المكياج على تقبّل ذاتنا بطريقة مناسبة ومتوازنة. ونتيجةً لذلك، يتحسّن المزاج. كذلك، يشكّل المكياج أسلوباً من أساليب التعبير عن الذات، وهذا مصدر قوة أيضاً. ففي بعض المناسبات، نحبّ التعبير عن جرأتنا ولذلك نعتمد مثلاً مكياج عيون ملفت وخارج عن الاعتيادي أو حتّى لون أحمر شفاه غير مألوف مثل الأزرق أو البرتقالي الفاقع.

وفي هذا الإطار، استشرنا Serby Gli (@ itsserby)، خبير المكياج الإقليمي والمدرّب التعليمي لدى Parfums Christian Dior في الشرق الأوسط.

وقال: «أعتقد أنّ كل واحد منّا جميل على طريقته الخاصة، وينبع هذا الجمال من فرادتنا واختلافنا عن سواء. لا يجب التألّق بالمكياج لنغيّر أنفسنا، بل لتعزيز الجمال الطبيعي. المكياج أداة وسلاح تستطيع المرأة من خلاله محاربة «خوفها». وبفضل هذه القوة، ستستطيع تحقيق أحلامها. ومن الضروري أن نتذكّر أنّ المكياج ليس قناعاً، فأنتِ ستبقين أنتِ، سواء وضعت المكياج أم لا. الأمر يشبه ارتداء الملابس، فأنتِ تبحثين عن التألّق بأجمل الأزياء وإبراز نفسكِ بالطريقة التي تحلو لكِ. وتماماً كما انتعال حذاء بكعب عالٍ، يمنح المكياج الثقة بالذات ويشعركِ بأنّكِ قادرة على التحكّم بما يحيط بك». ​

اقرئي أيضاً: هيا تتحقّق كيف يتحوّل العملاء في عالم الجمال إلى العادات الجمالية البسيطة