هيا تتحقّق بمناسبة يوم الأرض: كيف يمكن للجمال أن يكون صديقاً للبيئة
شهد عالم الجمال في السنوات الأخيرة تطوّراً على مختلف المستويات. فلم تتوصّل العلامات التجارية فقط إلى إبداعات تكنولوجية ارتقت بالروتين الجمالي وحسب، بل وصلت أيضاً إلى مستويات جديدة من الاستدامة واحترام البيئة وصون العالم الخارجي الذي نعيش فيه. فمقابل كل التقدّم الذي بلغناه مثل الميتافيرس والرموز غير القابلة للاسترداد (NFTs)، لا يُخفى على أحد منّا أنّ اتّجاه الجمال الأخضر أو الجمال الصديق للبيئة يزداد أهمية يوماً بعد يوم. وقد أظهرت إحدى الدراسات الحديثة التي أجريت على المستهلكين في دول مجلس التعاون الخليجي أنّ 30% من المشاركين يهتمّون بمنتجات الجمال النظيف والصديق للبيئة. فالعملاء في المنطقة على دراية تامّة بأهمية استخدام حلول جمالية شاملة تراعي أثر الاستهلاك على البيئة.
كثيرة هي الجوانب التي ينعكس فيها "الجمال الأخضر" أو الجمال الصديق للبيئة. وفي تقريرنا هذا، سنكشف عن هذه الجوانب وسنكتشف كيف تطبّقها العلامات التجارية بنفسها، بخاصّة أنّ العملاء باتوا يتابعون أكثر هذه الخطوات التي تضمن الحفاظ على البيئة والعالم من حولهم.
الاستدامة في استخراج المكوّنات والمواد
كانت المرأة في الماضي تهتمّ نوعاً ما فقط باختيار منتج أو تركيبة تناسب بشرتها وسمعت بفوائدها المتعدّدة، من دون أن تركّز على أمور أخرى باتت أساسية في أيامنا هذه، ومنها على سبيل المثال جهود العلامات التجارية للحفاظ على البيئة. وضمن هذه الجهود، نذكر الاستدامة في استخراج المكوّنات والمواد. ففي الواقع، باتت العلامات التجارية تتباهى بسعيها إلى الاستحصال على المواد والمكوّنات التي تدخلها إلى تركيبتها بطريقة مستدامة تسمح بالحفاظ على هذه الموارد وعلى البيئة أيضاً. ومن الأمثلة في هذا الإطار، الدار العالمية Guerlain التي تركّز بشكل كبير على جهود الاستدامة التي تبذلها في إنتاج منتجاتها للعناية بالبشرة، بخاصّة مجموعة Abeille Royale من عسل النحل الأسود. فدائماً ما تطلق حملات وفيديوهات تظهر كيف تعتني بالنحل وبالمربّين وكيف تحصل على استعمال منتجات العسل بطريقة مستدامة وصديقة للبيئة.
إعادة التدوير والتقليل من النفايات
لتحافظ على البيئة أيضاً ولتنضمّ إلى حركة "الجمال الأخضر"، حرصت العلامات التجارية في السنوات الأخيرة على تكثيف جهودها من حيث إعادة التدوير وذلك من أجل تقليل النفايات والحدّ من أثرها السلبي على البيئة. فعلى سبيل المثال، منذ عام تقريباً، أطلقت L’Occitane En Provence برنامج إعادة التدوير الخاص بها والذي يسمح للعملاء بإعادة العبوات الفارغة إلى متاجر العلامة من أجل إعادة تدويرها، سواء كانت من الورق أو الكرتون أو الزجاج أو البلاستيك. بالإضافة إلى ذلك، افتتحت علامة Lush مؤخراً العام الجديد بمخطّط إعادة التدوير Bring It Back. وفي إطار هذا المخطّط، يعيد العملاء العبوات الفارغة ويُخصم لهم في المقابل مبلغ معيّن من مشترياتهم القادمة. وقد تم التركيز بشكل خاص على البلاستيك الأسود الذي يتم التخلّص منه عادةً بالطمر أو الحرق. وقد أشارت العلامة في هذا الإطار إلى أنّ التركيز على البلاستيك الأسود تحديداً يسمح بـ"استخدام مواد أولية معاد تدويرها بنسبة 100% بعد الاستهلاك بسهولة بالغة، وذلك يمنحنا المرونة من حيث ألوان المواد الأولية التي نستخدمها ويسمح لنا بدمج العديد من المصادر المختلفة للبلاستيك المعاد تدويره في مزيج عبوات Lush".
التركيز على المكوّنات الطبيعية
من الجوانب التي ينطوي عليها اتّجاه "الجمال الأخضر"، التركيز على المكوّنات الطبيعية. ففي الفترة الأخيرة، لاحظنا أنّ العلامات التجارية تركّز على استعمال المكوّنات الطبيعية بنسبة كبيرة في تركيباتها، حتّى أنّ كلمة "طبيعية" أو Natural باتت تتردّد على مسامعنا مرّات كثيرة. والابتعاد عن المواد الكيميائية في هذا الإطار لا يحسّن صحة البشرة وحسب، بل يعزّز أيضاً الحفاظ على البيئة لأنّ استخراج المواد الطبيعية بأساليب مستدامة وسليمة يخفّف الأضرار البيئية والتلوّثات. ومن العلامات التجارية التي تركّز للغاية على التركيبات الطبيعية في منطقتنا، علامة Tata Harper التي تستخدم مكوّنات نشطة وفعّالة بعيداً عن أي مواد سامة كما في سيروم العيون Elixir Vitae Eye Serum الذي يُعتبر بديلاً يومياً عن العلاجات التجميلية، هذا بالإضافة إلى ماركات أخرى مثل Olivanna وAroma Tierra وHerbal Essentials وغيرها...
بالإضافة إلى ذلك، ومع انتشار ظاهرة التسوّق الإلكتروني بخاصّة بعد جائحة كورونا، كثرت المواقع الإلكترونية التي تتيح تسوّق المنتجات المستدامة والعضوية والطبيعية أي التي تدعم "الجمال الأخضر"، ونذكر منها على سبيل المثال في الشرق الأوسط موقع ProjectbYouty.com وموقع Foxyskin.com.
إعادة تعبئة العبوات أو Refillable Beauty
صحيح أنّ الجمال القابل لإعادة التعبئة أو Refillable Beauty هو مفهوم موجود منذ سنوات طويلة، غير أنّه لم يكتسب يوماً هذا الزخم الكبير كما في الفترة الأخيرة. فقد لاحظنا أنّ العلامات التجارية والدور العالمية تركّز أكثر على هذه الناحية من "الجمال الأخضر" وتشجّع المستهلكين على تقليل النفايات الناتجة عن العناية الجمالية بأنفسهم. فعلى سبيل المثال، أعلنت علامة Dries Van Noten مؤخراً عن إطلاق أول مجموعة منتجات جمالية من توقيعها، وهي تحتوي على مستحضرات أحمر شفاه وعطور قابلة لإعادة التعبئة. بالإضافة إلى ذلك، وفي إطار انضمامها إلى اتّجاه الجمال النظيف أو Clean Beauty من خلال مجموعتها للعناية بالبشرة No. 1 de Chanel التي تضمّ 9 مستحضرات نظيفة، اختارت الدار العالمية أن تسمح للعملاء فرصة إعادة تعبئة منتجاتها من كريمات الترطيب وأحمر الشفاه.
ولأنّ العلامة الفرنسية الشهيرة La Bouche Rouge تقدّم بدورها مستحضرات أحمر شفاه بتركيبة نظيفة وعبوة جلدية خالية من البلاستيك وقابلة لإعادة التعبئة، أي أنّها تنضمّ إلى علامات "الجمال الأخضر"، كانت لنا هذه المقابلة مع مؤسسها Nicolas Gerlier الذي زار الشرق الأوسط منذ فترة وجيزة.
- بات "الجمال الأخضر" عنصراً من عناصر الرفاهية بالنسبة إلى الماركات التي أصبحت أكثر وعياً بأهمية الحفاظ على البيئة. ما هي أبرز الإجراءات التي تتّخذها العلامات التجارية في هذا الإطار؟
صحيح! في السنوات القليلة الماضية، ازداد اهتمام الماركات بالحفاظ على البيئة ويتّضح ذلك على سبيل المثال من خلال التعبئة القابلة لإعادة التدوير. ففي La Bouche Rouge مثلاً، تُعتبر الاستدامة جزء من هوية العلامة منذ تأسيسها وحتّى اليوم. ولذلك، ارتقينا بهذا المفهوم والتزمنا بـ"الجمال الأزرق" (Blue Beauty) أي الإنتاج بطريقة لا تضرّ بكوكبنا، وهذا ما وجّه سلسلة التوريد الخاصة بنا بالكامل، بدءاً من التركيبات النظيفة والمصنوعة في غالبنا من مكوّنات طبيعية وصولاً إلى التعبئة الخالية من البلاستيك.
- أدخلنا أكثر في تفاصيل مفهوم "الجمال الأزرق".
في الواقع، يلخّص هذا المفهوم نهجاً شاملاً. فرؤتنا تتمثّل في التوصّل إلى شكل جديد من أشكال الفخامة، الشكل الذي يدفع إلى الاستهلاك بطريقة مستدامة أكثر بفضل الأشياء الجميلة التي تدوم. فجميع منتجاتنا قابلة لإعادة التعبئة، ونحن نصنع العبوات من مواد قابلة لإعادة التدويل أو قابلة للتسميد. وبالطبع، يتطلّب ذلك ابتكاراً متواصلاً لخلق حلول أكثر استدامة في كل مرة، غير أنّنا ملتزون بصناعة منتجات جميلة تحافظ على موارد الأرض.
- كيف يفيدون الالتزام بصنع تركيبات نظيفة وعبوات قابلة لإعادة التعبئة كعلامة تجارية؟ وكيف يفيد ذلك المستهلكين أيضاً؟
بالنسبة إلى العلامة التجارية، تعكس هذه العناصر قيمنا والتزاماتنا. فلطالما سعينا لنكون علامة تدعم التغيير وتبتكر بطريقة تساهم في بناء عالم أفضل. أمّا بالنسبة إلى المستهلكين، فتُتاح لهم فرصة استعمال منتجات مفيدة للرفاهية بشكل عام بفضل التركيبات النظيفة والخالية من البلاستيك والبارابين والمواد الحافظة. هذا بالإضافة إلى الفوائد المرطّبة والمغذّية! كما ونقدّم للمستهلكين عبوات جميلة قابلة لإعادة التعبئة ومصمّمة لتبقى قطعة مميّزة يحملونها معهم.
- هل تعتقد أنّ الجمال الأخضر يكتسب أهمية بين المستهلكين؟
بالطبع نعم! فمع تزايد وعي المستهلكين بالحاجة إلى حماية كوكبنا، يختار كثيرون التسوّق من علامات تعكس هذه القيم. وهذا التحوّل في الطلب يدفع شركات كبيرة كثيرة إلى اتّباع ممارسات أكبر استدامة من أجل الحفاظ على هؤلاء العملاء.
اقرئي أيضاً: في يوم الأرض…رسالة مؤثرة من ريتا لمع