Dyala Moshtaha: أشارك حبّي الكبير لفلسطين وثقافتها النابضة بالحياة من خلال فني

يعكس الفنّ الحياة بمختلف أشكالها، ويجد الفنانون الفلسطينيون أنفسهم في هذه الأيام الثقيلة، وقد بثّوا كل مشاعرهم وآلامهم وأحلامهم على الورق أمامهم، لكي يوصلوا صوتهم وصوت أمّتهم إلى العالم بأسره. اخترنا 4 فنانين ليعبّروا من خلال أعمالهم عمّا تعنيه لهم هذه القضية التاريخية، فيكون الصمود عنواناً يجمعهم ويذكّر بكل فلسطيني اختار أرضه مهما بدا الثمن غالياً.

صحيح أنّ الفنانة والمصممة الشابة Dyala Moshtaha نشأت بعيداً عن بلدها فلسطين، ولكنّها تحمل جزءاً منه داخل روحها، وهي اختارت أن تعبّر من خلال الفن عن قوة انتمائها وحبها وتأثّرها بما يحصل فيها حالياً، فكيف سيكون شكل اللوحة التي ستعكس مشاعرها؟ اكتشفي المزيد عنها في ما يلي.

كيف اخترتِ التعبير عن دعمكِ لفلسطين من خلال الفن؟

الفن هو اللغة التي أتحدثها بطلاقة، ولطالما استخدمته كوسيلة للهروب من الواقع. إنّها الطريقة التي أعبّر بها عن نفسي، إذ آخذ مشاعري ومعتقداتي وأحوّلها إلى شيء جميل. لقد ولدت وترعرعت في دولة الإمارات، ثم سافرت إلى الخارج لدراسة الفن في لندن، وكفلسطينية، كان هذا الانفصال أمراً صعباً ومجزياً في نفس الوقت. لقد حاولت باستمرار إيجاد طرق للتواصل مع ثقافتي وإنشاء الرابط الذي أرغب في إقامته مع بلدي إلى الأبد. هناك مقولة لا أنساها أبداً وهي “الفن يولد من المعاناة”، وهو تذكير جميل ومؤلم بأنّ بعض أعظم الأعمال الفنية تأتي من الألم. فني هو صوتي، وأقوم بتقديم محتوى جميل ويحمل معنى، على أمل أن ألهم الآخرين للتفكير والشعور والتواصل مع فلسطين. ومن خلال عملي، أشارك حبي الكبير لبلدي وثقافته النابضة بالحياة وشعبه الصامد.

ما هو الرمز الذي يذكّركِ بفلسطين والصمود في قضيتها؟

لعبت الرموز دوراً مهماً في الفن لكل أمة في التاريخ، وبالنسبة للفنانين، لعبت هذه الرموز دوراً أساسياً في القدرة على تلخيص المواقف والظروف المختلفة التي عاشها الناس، وكل رمز مشتق من حقبة مختلفة من التاريخ الفلسطيني. الرمز الذي يتردد صداه معي أكثر هو الحمامة التي تُعتبر بلونها المسالم وهدوئها وبراءتها رمزاً عالمياً للسلام، وأصبحت رمزاً للأمل والحرية التي يتمسّك بها الشعب الفلسطيني. الفن يعكس الحياة، والحياة تلهم الفن، وبعد كل الألم والدمار الذي واجهه الفلسطينيون، من الملهم أن نرى مقدار الجمال الذي لا يزال يمكن أن يأتي من كل ذلك.

كيف يمكن للفن أن يساهم في رفع صوتنا عالياً في وجه الظلم؟

الفن لغة عالمية بغض النظر عن المكان الذي تنتمي إليه أو اللغة المحكية التي نتحدّثها. فإنّ الفن هو شكل يفهمه الجميع وهو قوة حقيقية للتغيير، وأعتقد أنّ كل شخص لديه القدرة على إحداث فرق في هذا العالم. الأمر متروك لنا لاستخدام نقاط قوتنا تجاه القضايا الهامة وذات الصلة، وكفنانة فلسطينية، آمل دائماً أن يلعب عملي ولو أصغر دور في إحداث تأثير إيجابي وإلهام الآخرين لإحداث فرق داخل مجتمعاتهم. ونتيجةً لألم الشعب الفلسطيني وقدرته على التحمل، أصبح الفن وسيلة جميلة وعلاجية لنا، فهو نافذة على أرواحنا، وقد أصبح وسيلة لإفهام الآخر البعيد عنّا بأوجاعنا.

لماذا اخترتِ هذا العمل الفني بالذات ليعكس موقفكِ من القضية الفلسطينية أو رؤيتكِ للقضية الفلسطينية؟

هذه القطعة التي صنعتها تحمل بعضاً من الرموز الجميلة التي تمثل قوة فلسطين وصمودها. فمن خلال عملي، حاولت دائماً العثور على الجمال في الفوضى. أريد أن أذكّر الناس باستمرار بالجمال الذي ستحتفظ به بلادي إلى الأبد. تتكون قطعتي من 4 رموز رئيسية هي قبة الصخرة والمفتاح والزيتون والحمامة. وأصبحت قبة الصخرة بهندستها المعمارية وتفاصيلها الفريدة رمزاً مميزاً لفلسطين، وهي تُعتبر من أجمل المباني في العالم وتمثّل أرض السلام. وأصبح المفتاح رمزاً للفلسطينيين الذين أُجبروا على الخروج من منازلهم، مع الاحتفاظ بمفاتيحهم الأصلية كتذكير بأنّهم سيعودون يوماً ما. وهذا يمثّل الآن أمل شعب فلسطين وسبب صموده، فيما ترمز شجرة الزيتون إلى الجذور العميقة والعمر الطويل، ولقد تم تناقل هذه الأشجار من جيل إلى جيل، وتعتني بها نفس العائلة منذ مئات السنين، لتصبح رمزاً للسلام والازدهار والارتباط الذي لا يمكن إنكاره بين الشعب ووطنه. والحمامة هي رمز عالمي للسلام، وهي طائر لطيف أبيض اللون يطير بحرية، وهي تمثّل الأمل والحرية التي يتوق إليها الفلسطينيون. وإنّ استخدام الصور بالأبيض والأسود الممزوجة بالعناصر الملونة يخلق بشكل طبيعي قطعة جريئة بصرياً، واختياري لإزالة الألوان من المكونات الأكبر للوحة التي أقدّمها كان من أجل إثارة شعور عاطفي ودرامي، وإعطاء الحياة من خلال الألوان للعناصر الطبيعية التي تمثّل بيتي الذي سيكون وسيظل إلى الأبد، فلسطين. 

اقرئي المزيد: Aya Mobaydeen: فني وسيلة قوية لزيادة الوعي وتعزيز الفهم بالقضية

 
العلامات: فنون
شارك