هذا الطعـام لا يناسبـــني

كم من مرّة تناولت هذا الطعام وأحسست بأعراض غير اعتياديّة في جسمك أو على بشرتك؟ لاحظت احمراراً في منطقة البطن، أو شعرت بآلام شديدة في المعدة، فأدركت أنّ هذ النوع بالذات لا يناسبك. وانطلاقاً من هذا، شخّصت أنّك تعانين من حساسيّة تجاه هذا الطعام. فكيف نعرّف فعلاً هذه الحساسيّة؟ ما هي العوارض التي تطرأ على المريض؟ وهل من علاجات أو طرق وقاية لا بدّ من اتّباعها للتعامل مع الحساسيّة؟

إقرئي أيضاً: تصاميم وردية خاصة بشهر أكتوبر ، إيمي سيمر غانم وحسن الرّداد يدخلان القفص الذهبي ، المحطة الأخيرة في اليوم الثالث من Fashion Forward لربيع وصيف 2017

ما هي الحساسيّة؟

حساسيّة الطعام هي ردّة فعل مناعيّة غير طبيعيّة يقوم بها الجسم لدى تناول نوع معيّن من أنواع الطعام. فجهاز المناعة يحافظ على الجسم ويبعد عنه الالتهابات والمخاطر الأخرى التي قد تهدّد صحّته. بالتالي، حين يلاحظ هذا الجهاز خطراً ما في هذا الطعام أو في أحد مكوّناته، يقوم بردّة فعل وقائيّة.

وإن تساءلت عن العامل المسبّب للحساسيّة في الطعام، فهو غالباً ما يكون بروتيناً يؤدّي إلى إفراز مواد كيماويّة تسبّب التهاباً ما.

ماذا عن العامل الوراثي؟

على الرغم من أنّ الحساسيّة غالباً ما تميل إلى الانتشار بين أفراد الأسرة الواحدة، إلاّ أنّه لا يمكن التكهّن فيما إذا كان الطفل سيرث حساسيّة نحو طعام محدّد من أحد والديه مثلاً.

ما هي الأطعمة المسبّبة للحساسيّة؟

هل تعلمين أنّ بعض المأكولات تسبّب الحساسيّة لدى الأشخاص أكثر من غيرها؟ صحيح، فعلى الرغم من أنّ أيّ نوع من الطعام أو المكوّنات قد يسبّب ردّ فعل سلبي في الجسم، غير أنّ هذه الأنواع الثمانية، التي نذكرها في ما يلي، تكون مسؤولة عن الحساسيّة في 90 % من الحالات، وهي:

- البيض: والبياض تحديداً، مع الإشارة إلى عدم تأثّر بروتينه بالغلي، فتظهر الحساسيّة بغضّ النظر عن كيفيّة تناوله.

- الحليب الصناعي: ولا سيّما لدى الأطفال، وتتناقص هذه الحساسيّة مع ازدياد العمر. ولقد أشارت دراسات عدّة إلى أنّها ناتجة عن البروتين الموجود في الحليب الذي لا يتأثّر عادة بالغلي. بالتالي، يعاني الإنسان منها كيفما تناول الحليب.

- الفول السوداني: يحتوي على مواد تثير الحساسيّة ولا تتأثّر بالتحميص أو التسخين، فتسبّب الحساسيّة في الحالات جميعها.

- الجوز، وهذا النوع من الحساسيّة يعدّ من أكثر الأنواع شيوعاً بين الناس.

- السمك والمأكولات البحريّة: ولا سيمّا إن جاءت ملوّثة أو محتوية على بكتيريا نتيجة لعوامل خارجيّة.

- المحار: وهو من المأكولات الشائعة والمسبّبة لحساسيّة الطعام.

- القمح: وتكون ضدّ مادة الجلوتين الموجودة فيه، والتي تلحق الضرر بالزوائد المعويّة.

- الصويا: وهو من أكثر الحبوب المستخدمة في الصناعات الغذائيّة، ويسبّب حساسيّة شديدة.

هذا من دون أن ننسى بعض أنواع البذور الشائعة المسبّبة للحساسيّة، كبذور السمسم والخردل على سبيل المثال.

كيف تظهر أعراض حساسيّة الطعام؟

تظهر أعراض الحساسيّة في كلّ مرّة يتناول فيها الفرد الطعام المسبّب لها، مع الإشارة إلى إمكانيّة اختلاف هذه الأعراض من شخص إلى آخر، ومن مرّة إلى أخرى لدى الشخص ذاته. وقد تبدأ بعد دقائق قليلة من تناوله أو بعد انقضاء ساعات على ذلك. وتتراوح الأعراض التي يصاب بها الجسم من المعتدلة إلى الحادّة، وتطال البشرة أو الجهاز الهضمي أو الجهاز التنفّسي أو حتّى القلب والأوعية الدمويّة في الحالات الأكثر خطورة. وتشمل الأعراض ما يلي:

المعتدلة منها:

- احمرار أو تورّم أو حكّة في مناطق معيّنة من البشرة.

- الأكزيما، وهي طفح جلدي مسبّب للجفاف والحكّة.

- احمرار في المنطقة المحيطة بالعينين.

- التقيّؤ والغثيان.

- آلام في المعدّة.

- الإسهال.

- احتقان الأنف أو سيلانه.

- العطس أو السعال المتكرّر.

أمّا الحادّة، فهي:

- صعوبات في التنفّس أو صفير فيه.

- انخفاض ضغط الدمّ.

- صعوبات في ابتلاع الطعام.

- توّرم اللسان أو الشفتين أو حتّى الحلق، ما يؤثّر سلباً في إمكانيّة التكلّم والتنفّس.

- ضعف في نبضات القلب.

- الدوخة أو الشعور بالإغماء.

- شحوب البشرة أو ميلها إلى اللون الأزرق.

وصولاً إلى أكثر الأعراض خطورةً، وهي الحساسيّة المفرطة. وهي عبارة عن ردّ فعل يهدّد الحياة ويؤدّي إلى صعوبات في التنفّس، مصحوبة بآلام في المعدة وطفح جلدي.

ماذا عن تشخيص حساسيّة الطعام؟

قد تظهر حساسيّة الطعام في أيّ عمر، غير أنّها غالباً ما تُكتشف في مراحل الطفولة. وفي حال معاناتك من حساسيّة تجاه نوع محدّد من المأكولات، فلا بدّ من استشارة طبيب مختصّ، وذلك كي يعمل على دراسة تاريخك وتاريخ أسرتك الطبيّين، ليقرّر الفحوصات اللازم إجراؤها، كفحص الدمّ مثلاً، أو الفحوصات الخاصة بالبشرة. وبالتالي، وبعد جمعه المعلومات الأساسيّة، يتمكّن الطبيب من تشخيص الحساسيّة أو ترجيح عدم وجودها. وفي عمليّة التشخيص أيضاً، يطرح الطبيب عليك أسئلة مفصّلة تطال أنواع الطعام التي تتناولينها والأعراض التي تشعرين بها، مثلاً:

- «ماذا أكلت؟ وكم هو مقدار ما تناولته؟».

- «متى تبدأ الأعراض عادة؟».

- «ما هي الأعراض التي عانيت منها؟ وكم استمرّت؟».

ابتعدي عن الحساسيّة

إنّ أفضل طريقة لتفادي الحساسيّة هي الابتعاد عن تناول الطعام المسبّب لها. لذلك، ينبغي عليك مراعاة ما يلي:

- لدى شراء أيّ منتج من المتجر، اطّلعي على المكوّنات التي يحتويها، فلعلّها تضمّ أيّاً من تلك التي تسبّب لك الحساسيّة.

- بالإضافة إلى ذلك، لا بدّ لك من معرفة جميع تسميات الطعام الذي يسبّب لك الحساسيّة، فلربّما يعرف باسم مختلف عن ذلك الذي تعرفينه.

- في حال لجأت إلى اختصاصي تغذية، أطلعيه على الأطعمة التي تسبّب لك الحساسيّة، ليكون على دراية تامّة بالوجبات التي لا بدّ لك من تناولها من دون الوقوع في أيّ مشكلة.

- إن خرجت لتناول الطعام مع الصديقات في أحد المطاعم، اسألي عن مكوّنات الطبق الذي اخترته، لتتأكّدي من خلوّه من أي مسبّب للحساسيّة.

إلى متى تستمرّ؟

إن تساءلت عن المدّة التي ستستمرّ فيها تلك المعاناة من الحساسيّة نحو هذا الطعام، فاعلمي بأنّه ما من إجابة قاطعة: فقد تستمرّ مدى الحياة، كالحساسيّة نحو السمك والمحار مثلاً، أو قد تختفي مع مرور الوقت، كتلك التي يسبّبها الحليب أو البيض أو الصويا.

حساسيّة الطعام لدى الأطفال

قد يعاني طفلك من حساسيّة نحو طعام ما، لذا لا بدّ من إبعاد ذلك النوع من الطعام عنه قدر الإمكان. أطلعي المعلمّين والمسؤولين عن طفلك في المدرسة عليها، ليصبحوا على علم بضرورة تجنّبه هذا النوع من الطعام إن خرج صفّه، مثلاً، في رحلة إلى أحد المطاعم، أو إن حضّروا طبقاً محدّداً مع المعلّمة في الصفّ.

ليست حساسيّة الطعام أمراً خطراً إن أحسنت الوقاية منها: توقّفي عن تناول الطعام واستشيري طبيباً خاصّاً يساعدك في تحديد الأطعمة التي لا بدّ لك أيضاً من الابتعاد عنها، لتتجنّبي الإصابة بالأعراض مهما كانت معتدلة.

لا تشغلي تفكيرك بالماضي أو بالمستقبل واستمتعي باللحظة التي تعيشينها كما لو أنّها لن تعود أبداً. وإن كنت غير سعيدة، فأنت بالتأكيد تفكّرين في الماضي أو تقلقين بشأن المستقبل. فلا تشغلي بالك كثيراً لأنّ السعادة قد تأتيك من أصغر الأشياء الموجودة في حاضرك. ولا تنسي أنّ السّعادة الحقيقيّة تنبع من الذّات، فلا تهملي نفسك أبداً!

 
شارك