الدور الشهيرة تتمسّك بمفهومها للفخامة

لا شكّ في أنّ العالم من حولنا في تغيّر مستمرّ، لا سيّما مع التأثير الذي نشهده للتكنولوجيا ولوسائل التواصل الاجتماعي. وبفضل الانتشار الواسع الذي تحقّقه هذه الأخيرة، دخلت إلى حياتنا موجة جديدة من المؤثّرين والمؤثّرات الذين لا ينفكّون يستعرضون لنا ما يفضّلونه من صيحات ومنتجات وتفاصيل بشكل عام. غير أنّ الدور الشهيرة لا زالت تتريّث في دخول هذه الموجة من بابها العريض، كما أنّها تتمسّك بمفهومها الخاص للفخامة والترف. فكيف نفسّر وجهة النظر هذه وكيف تنعكس العلاقة بين المؤثّرين من جهة والعلامات العالميّة من جهة ثانية؟ وهل سيكون للفخامة وجه جديد في ظلّ التغيّرات المتواصلة اليوم؟

اقرئي: متجر لا تفوّتي زيارته في فرنسا

تغيّر ملحوظ

ليس إطلاق مستحضر جديد أو تصميم مبتكر اليوم مماثلاً للكشف عن إبداع رائع في الماضي. فالتغيّر الملحوظ الذي شهده عالمنا مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي انعكس بدوره على الرؤية التي تضعها العلامات والدور الشهيرة لتقديم أحدث ابتكاراتها موسماً تلو الآخر.

اختلاف عالم الجمال عن عالم الموضة

مع دخول عالم المؤثّرين على تعدّد أنواعهم، لا يخفى على أحد منّا الاختلاف بين عالم الجمال من جهة وعالم الأزياء والموضة من جهة ثانية. والسبب؟ يعود إلى ملامسة المستحضرات الجماليّة قاعدة أكبر من الجمهور مقارنة مع الأزياء والأكسسوارات الفاخرة. ويرتبط ذلك بكثرة الفيديوهات التي بتنا نقع عليها اليوم سواء على Youtube أو Instagram أو غيرهما والتي تطلعنا على كيفيّة الاستعمال وعلى مختلف النصائح في ما يتعلّق بمستحضرات الماكياج أو منتجات البشرة أو حتى الشعر. انطلاقاً من ذلك، يمكن الإشارة إلى عدد من الآثار الإيجابيّة التي تعكسها موجة المؤثّرين ومواقع التواصل الاجتماعي على عالم الجمال.

الفخامة أكثر قرباً من الجمهور

بفضل وسائل التواصل الاجتماعي، باتت الفخامة أكثر قرباً من الجمهور، أي أنّنا لم نعد نحتاج إلى زيارة هذا المتجر أو ذاك للتعرّف على مستحضر جديد أطلقته العلامة الجماليّة المفضّلة بالنسبة إلينا، بل يكفي أن نجول الصفحات الإلكترونيّة لنطّلع على الابتكار الجديد وتدرّجاته وكيفيّة تطبيقه حتّى. ولا بدّ من الإشارة إلى التأثير الإيجابي الذي ينعكس بدوره على المبيعات، لا سيّما أنّ العملاء يحصلون على تجارب واقعيّة.

مزيد من المصداقيّة

من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، تكسب مستحضرات العلامات مزيداً من المصداقيّة، لا سيّما حين يشاهد العملاء فيديوهات تؤكّد النتائج المرضية للاستعمال.

اقرئي: DANIEL STANGL: بشرة مشرقة في أربعة أسابيع

ما موقف العلامات الفاخرة من موجة المؤثّرين هذه؟

تتريّث العلامات الفاخرة في الانضمام إلى هذا التيّار المعاصر، نظراً إلى تاريخها الغني وإرثها العريق الذي عملت طوال سنوات على صقله وفقاً لأسس كل دار ونهجها الخاص. لذلك، ولتمسك تماماً بزمام كل تفصيل يرتبط بها، لم تتخلّ العلامات والدور الفاخرة عن مفهومها الخاصّ بالفخامة الذي يعادل التميّز والفرادة والخصوصيّة. فما هي إذاً الرؤية التي تنتهجها هذه الماركات لتواكب العصر وتزداد توسّعاً مع الحفاظ على أسسها ومبادئها العريقة؟

نحو النجوم والمشاهير

مع دخول عالم مواقع التواصل الاجتماعي وفي ظلّ العدد المتزايد للمؤثّرين والمدوّنين، يبقى التحدّي الأكبر بالنسبة إلى العلامات الفاخرة الحفاظ على رؤيتها الخاصّة والحصريّة بها وعلى تطلّعاتها التي لا تشبه غيرها. لذلك، ولتبقى على برّ الأمان، غالباً ما تختار هذه الدور والعلامات الاستعانة في حملاتها الإعلانيّة، سواء الإلكترونيّة أو التلفزيونيّة  أو الورقيّة، بنجوم ومشاهير اكتسبوا قاعدة جماهيريّة واسعة بفضل أغنيات قدّموها أو أفلام مثّلوا فيها أو أعمال مبدعة من أيّ نوع كانت. لنأخذ على سبيل المثال دار Chanel التي اختارت منذ العام 2013 النجمة الشابّة Kristen Stewart سفيرة لعطورها، كعطر Gabrielle Chanel الذي أبصر النور في موسم الربيع والصيف الماضي. وكذلك بالنسبة إلى الدار المرموقة Dior التي وقع اختيارها على الممثّلة Natalie Portman لتكون سفيرة عطر Miss Dior منذ انطلاقه وحتى النسخة الأخيرة منه Miss Dior For Love. وكيف لا نذكر دار Givenchy التي انتقت العارضة العالميّة Candice Swanepoel بطلة للحملة الإعلانيّة الخاصة بعطرها Dahlia Divin Eau de Parfum Nude. ولا يختلف الأمر مع دار Chloé التي رست على ممثّلة هوليوود Haley Bennett وعلى موهبتها الديناميكيّة لتقدّم عطورها الآسرة. بالإضافة إلى ذلك، لا بدّ من الإشارة إلى التعاون الذي جمع دار Estée Lauder بمصمّمة الأزياء والعارضة العالميّة Victoria Beckham لإطلاق مجموعة ماكياج تحمل توقيعها.

انطلاقاً من ذلك، يمكن القول إنّ الدور الفاخرة دائماً ما تدخل العالم العصري بخطوات ثابتة لا تمسّ بمفهوم ترفها ولا بإرثها أو تاريخها. ويعود سبب ذلك إلى رغبة الدار أو العلامة في السيطرة على العلاقة التي تربطها بسفرائها وضمان تعاونهم الحصري معها من دون غيرها.

اقرئي: نصائح جمالية للكسـولات فقط!

عالم المؤثّرين... عالم واسع

أسئلة كثيرة تراودك حول كلمة «المؤثّرين» التي بات الكل يتداولها في الآونة الأخيرة، سواء في الأحاديث  أو المقالات التي تقرئينها. لذلك، لا بدّ من الاطلاع على ستّ مجموعات تندرج ضمن هذه الكلمة:

المجموعة الأولى: المهنيّون

هم المدوّنون الناجحون الذين جمعوا مئات آلاف المتابعين على حساباتهم على Instagram  وYoutube وغيرهما، علماً أنّهم يلجؤون غالباً إلى فريق خاصّ يساعدهم في تصوير الفيديوهات والتقاط الصور.

المجموعة الثانية: الإعلاميّون والصحافيّون

هم الصحافيّون والمحرّرون من جهة والمنشورات من جهة ثانية، إذ يؤدّون دوراً أساسيّاً في التأثير على العملاء من خلال ما يكتبونه.

اقرئي: اختاري العود لسحر لا يضاهى!

المجموعة الثالثة: المشاهير

هي المجموعة التي تلجأ إليها العلامات والدور الفاخرة لإطلاق مجموعاتها الخاصة ولتصوير حملات إعلانيّة. ولا بدّ من الإشارة إلى التأثير الكبير الذي تفرضه هذه المجموعة على قاعدة العملاء،  لا سيّما المعجبين والمحبّين.

المجموعة الرابعة: المبدعون

تشمل المصوّرين والحرفيّين وغيرهم من الفنانين الذين لا يتردّدون في مشاركة شغفهم بابتكار إبداعات فاخرة. وتختارهم العلامات التي لا تعمل طبعاً في مجال خبراتهم.

المجموعة الخامسة: الخبراء

تلجأ إليهم العلامات لإبداء رأيهم المهني في مجال هذه الصناعة أو تلك، علماً أنّ تقييماتهم تكون موضوعيّة وأكثر موثوقيّة بالنسبة إلى العملاء.

المجموعة السادسة: العملاء

نعم، ينضمّ العملاء إلى قائمة المؤثّرين، فهم يعبّرون عن حبّهم الصادق للعلامة ولمنتجاتها. فكم من مرّة عبّرت عن إعجابك بهذه العلامة أو تلك وتابعتها على مواقع التواصل الاجتماعي!

 
شارك