ياسمينا العبد: نحن جيل مستقل ومغامر وحرّ لا يعترف بالقيود
الصورة الرئيسية: أقراط T1 وقلادة Circle وأساور وخواتم من الذهب الأبيض المرصّع بألماس باغيت بأسلوب بافيه من مجموعة Tiffany T، عقد Link بحلقات بالحجم المتوسّط من الذهب الأبيض والألماس من مجموعة Tiffany HardWear، نظّارات شمسية من الأسيتات الأسود وعدسات بتدرّجات اللون الرمادي من مجموعة Tiffany T
هي رمزٌ مبهر ونموذج يُحتذى به لجيل زد، في الـ18 من عمرها استطاعت أن تسطع فريدة في سماء مليئة بالنجوم، فهي تتمتع بموهبة شاملة في التمثيل والغناء والاستعراض ما خوّلها أن تفرض حضورها في الساحة العربية والعالمية، متمسكةً بسنوات طفولة ومراهقة قضتها في تعلم مختلف أنواع الفنون، ومستفيدةً من فرص استحقتها، جمعت بينها وبين الكثير من الفنانين العرب والعالميين، وخوّلتها التواجد على أهم المنصات والمشاركة في أهم المهرجانات والفعاليات الفنية.
في جعبتها أفكار وأحلام وتوقعات كثيرة لمستقبلها الفني الذي تبنيه بثبات وثقة ورغبة في التطور، واليوم نراها تحقق حلماً من أحلامها بالتعاون مع دار .Tiffany & Co، فتتزين بأجمل المجوهرات الراقية لتعكس ذوق واتجاهات جيلها الذي يعيد تعريف الفخامة المعاصرة. فتعرّفي عليها من خلال هذا اللقاء واستمتعي بإطلالاتها الراقية متزينةً بمجوهرات .Tiffany & Co.
رئيسة التحرير والإدارة الفنية: Sima Maalouf، تصوير: Greg Adamski لدى MMG Artists، تنسيق: Sleiman Dayaa لدى MMG Artists، شعر: Ivanna، مكياج: Emmanuelle Geoffrey من Dior، إنتاج: Kristine Dolor
مرحلة الطفولة تضع الأساس لمعظم الصفات التي ترافق الشابة مستقبلاً، فكيف كانت ياسمينا الطفلة، لتكون اليوم ياسمينا الشابة الموهوبة في الغناء والتمثيل والرقص؟
كنت طفلة واثقة من نفسها بشكل كبير، اعتدت تقديم المسرحيات في المدرسة والمشاركة في عروض الأزياء وكنت أغنّي وأرقص أمام الناس، من دون الإحساس بالخجل أو الرهبة أو الخوف. كما تعلمت رقص الباليه وشاركت في كورال، وذلك حين كنت في سويسرا، وكنت أشعر أنّ هذا ما أحب القيام به في الحياة، وأنني سأستمر في هذا المجال سواء في الغناء أو الرقص أو التمثيل. لم أرد أن أصير طبيبة أو محامية بل عرفت أنني حين أكبر سأصير فنانة، وقد بدأتُ طريقي بثبات ووصلت إلى ما أنا عليه اليوم.
ما هي الأعمال الدرامية التي سحرتكِ في مرحلة طفولتك؟ أو يمكن ممثلة تأثرتِ بأدائها أو تتّبعين خطاها مثلاً؟
اعتدت مشاهدة قناتي Nickelodeon و Disney، وأعجبتني مسلسلات مثل Jessie وShake It Up، وأحببت الرقص والغناء والتمثيل، وعرفت أنني أعشق هذا النمط من الأعمال، فقد كانت تبهرني وتسحرني. أحببت زندايا كثيراً ولا زلت حتى اليوم متأثرة بها. كما عشقت فيلم Teen Beach Movie الذي حفظته ولا زلت أذكره حتى اليوم، وهو ما جعلني أحب المسرحيات الموسيقية. يوجد أيضاً فيلمي The Princess Diaries وخاصةً أداء آن هاثواي فيهما، حيث القصة المشوقة لفتاة صغيرة تتحول حياتها بشكل جذري.
كيف تطورين أداءك التمثيلي؟ هل تفضّلين الدراما أو الكوميديا؟ الأعمال الواقعية الاجتماعية؟ أم يمكن أن نراك في تجارب مختلفة: خيال علمي، رعب، أكشن...
في أوقات فراغي وحين لا يكون لديّ عملاً أصوره، أقوم بالتعلّم ومتابعة ورش التمثيل لكي أكتسب مهارات جديدة من أشخاص مختلفين وثقافات متنوعة، فأنا أحب التعرّف على مدارس تمثيلية بعيدة عن عالمنا العربي، لكي أوسّع آفاقي حول الفن، كما أنني درست الدراما لمدة 8 سنوات، ودرست في أكاديمية لندن للموسيقى والفنون المسرحية لمدة ست سنوات وأخذت شهادة منها، بالتالي فإنّ كل حياتي تتمحور حول التعلم والتطور في كل المجالات الفنية التي أحببتها. وإنّ التمثيل الكوميدي من أصعب الأنماط، لأنّه ليس من السهل أن نرسم الضحك على وجوه المشاهدين، لذا أفضّل حالياً الأعمال الدرامية التي تخرق بعض "التابو" والممنوعات في مجتمعاتنا، فهي تلقي الضوء على قضايا ومشاكل اجتماعية مهمة. أحب أيضاً المسرحيات والأفلام الغنائية وأرغب في تقديم المزيد منها، لذا كنت سعيدة جداً بالمشاركة في فيلم "سكر"، وهو أول فيلم موسيقي باللغة العربيّة، وأحاول على الدوام أن أروّج للأعمال الدرامية الموسيقية لأنّ وجودها قليل في منطقتنا العربية.
وأهدف إلى أن أنوّع في الأدوار التي أقدّمها، وأتمنى أن أخوض تجربة الرعب في عمل مقبل، فما يهمني هو تحدّي ذاتي واكتشاف كل قدراتي الكامنة كممثلة شابة.
تعاملتِ مع ممثلين مخضرمين، فما هي الدروس الحياتية والمهنية التي اكتسبتها منهم؟
أعتبر نفسي محظوظة لأنني عملت مع ممثلين مخضرمين، أحب أعمالهم وأحترم موهبتهم الكبيرة مثل هند صبري وماجد الكدواني وسوسن بدر وظافر العابدين ويسرا، كما قابلت أحمد حلمي ومنى زكي ووجدتهما قمة في التواضع والدعم للمواهب الصاعدة. تعلمت الكثير منهم كالالتزام بالمواعيد والتعامل بشكل مناسب مع فريق العمل والتواضع والثقة الكبيرة بالنفس، كما استفدت من معرفتهم التمثيلية ومواهبهم القوية والتي تنعكس إيجاباً على كل من يعمل معهم.
مثلتِ أيضاً مع الشباب، كيف ترين المستوى التمثيلي في العالم العربي حالياً؟
أشعر بوجود تطور كبير في مواهب الجيل الجديد، كما أنّهم يقدّمون أفكاراً درامية جميلة وجديدة، وقد اكتشفت مؤخراً أننا في العالم العربي مستعدون للمنافسة عالمياً، فلا شيء ينقصنا خلف الكاميرا وأمامها، ونتلقّى الدعم المادي والمعنوي من جهّات ودول مختلفة ولا سيما السعودية. جيلي قوي ولديه إمكانات وطموح لا حدود لهما، هو جيل قادر على الإنتاج والإخراج والتمثيل والاستعراض، وهو لا يخاف من التجربة أو الفشل، بل يسعى أن يقدم كل جديد وسيستمر بتقديم الأفضل مستقبلاً.
في كواليس الأعمال الدرامية، ما هي أجمل المشاعر التي تعيشينها؟ وما هي الصعوبات التي لا يعرفها كثر عن مجال التمثيل؟
أحب العمل الدرامي بكل نواحيه، والتواجد في موقع التصوير، وعكس كل المشاعر والحالات النفسية المطلوبة لنجاح الشخصية، وأصعب ما أواجهه هو انتهاء العمل، لأنني أكون قد تعودت على الأشخاص وأماكن التصوير، فنصير وكأننا عائلة كبيرة، بالتالي تكون عودتنا لحياتنا الحقيقية صعبة ومؤلمة بالنسبة لي. من جهة ثانية، فنحن لا نصوّر مشاهدنا في أي عمل درامي بالترتيب، بل يمكن أن نعيش عدة حالات نفسية خلال ساعة واحدة، وبالتالي فإنّ هذا التغيير في المشاعر والحالة العامة، يكون صعباً جداً ويمثل تحدياً حقيقياً لأي ممثل، وبشكل عام الأيام تكون طويلة جداً في موقع التصوير، وبالتالي هناك تعب حقيقي وضغط هائل ولا سيما أنني في سن صغيرة، والكل ينتظر مني أن أتقن ما أقدمه.
ما هي التحضيرات التي تقومين بها قبل أي دور جديد؟
أقوم بتحليل الشخصية التي سأقدّمها قبل بدء التصوير، ومع بدء التحضيرات، أطرح أسئلة كثيرة على المخرج والممثلين والمصورين وطاقم العمل التمثيلي خلال البروفات، وذلك لكي أفهم جيداً أبعاد الدور، وفي الحقيقة يوجد شخصيات قدّمتها، كانت قريبة منّي جداً ولاسيما شخصيّة زينة في "البحث عن علا"، كما أنني أحاول إيجاد صفات تشبهني بدرجة بسيطة في الشخصيات التي أؤدّيها، وذلك لكي أمسك بها جيداً، وبعدها أبدأ بفهم اختلافها عنّي، وأعيش تحدياً كبيراً كي أجيدها بالشكل الأنسب. حالياً أنا متحمسة جداً لدوري في الجزء الثالث من "موضوع عائلي" لأنّ دوري فيه صعب وجديد ومعقّد. ولديّ أيضاً ما يشبه التقليد الذي اعتدت عليه ويساعدني كثيراً في الفصل بين شخصيتي والدور الذي أقدّمه، وهو تغيير العطر الذي أضعه، فأنا لديّ حاسة شم حساسة جداً وأتأثر بالروائح، وأجدها وسيلة لكي أتذكّر على الدوام الشخصية التي أؤديها.
هل من قضايا اجتماعية معيّنة تحبّين طرحها مستقبلاً من خلال أدوارك؟
أحب التركيز على الصحة النفسية والأمراض أو الأزمات التي تواجه الشابات وتؤثر على حياتهنّ وتتعلق بالأمور النفسية، وبشكل عام أرغب في أن تكون الرسائل التي تصل من خلال أدواري مفيدة وهادفة في المجتمع.
هل تركّزين مستقبلاً على الأعمال المصرية أم يمكن أن نراك في دراما مشتركة؟
حصلت على فرصة المشاركة في أعمال مشتركة وأخرى عالمية، حيث شاركت مؤخراً في مسلسل "كارنتينا" وقدّمت دوراً هو من أصعب الأدوار التي أدّيتها، وصوّرناه في اليونان، جمع بين اللغات العربية والفرنسية والإنكليزية، مع فريق عمل من دول مختلفة، وأترقّب عرضه قريباً. كما عملت في مصر ونجحت في الوصول إلى جمهورها، ومستقبلاً أريد أن أساهم في إيجاد سوق إنتاجي تمثيلي عالمي يضم كل الثقافات، فلا نفرّق بين الجنسيات، بل نتمكّن من بناء أعمال تمثّل مزيجاً من ثقافات ولغات مختلفة وتلغي الهوّة الموجودة حالياً بين الشرق والغرب.
موهبة الغناء لافتة لديكِ، حدّثينا عن أجمل تجربة غنائية خضتها؟
الغناء يُعتبر أول مجال فني أحببته، فأنا كنت ضمن فريق كورال في صغري، كما طرحت 3 أغان حين كنت بسن الـ 12، تحمل رسائل مختلفة وبصوت طفولي يختلف عن صوتي حالياً، كما درست المسرح الموسيقي في دبي واعتدت الإحساس بسعادة كبيرة عند التواجد على المسرح، وقدمت أيضاً مشروع "سكّر" الموسيقي كما ذكرت، وسيُعرض الجزء الثاني منه في مهرجان البحر الأحمر السينمائي، ومستقبلاً، أتمنّى الحصول على فرص أكبر في المجال الموسيقي، وأن يتسنى لي دمج التمثيل والغناء والرقص في مشروع واحد.
حدّثينا عن التعاون الذي يجمعكِ اليوم مع دار.Tiffany & Co، ما الذي يعنيه لك؟ وكيف ترين قطع المجوهرات التي تقدّمها؟
أشعر بسعادة وبفخر كبيرين، وكأنه حلم يتحقق، وهنا أعود بالذاكرة إلى أول مرة عرفت بها هذه العلامة، عندها كنت في السادسة من عمري، أزور متحف Madame Tussauds، ووقفت لالتقاط صورة مع تمثال أودري هيببورن وقد سألت والدتي عن المجوهرات الرائعة التي تضعها، وعرفت أنّها من .Tiffany & Co وطلبت معرفة باقي تفاصيل قصة التعاون بين الدار والممثلة المعروفة، ومنذ ذلك الحين وأنا مبهورة بمجوهرات الدار، وكأنّها قصّة حب نشأت بيني وبينها، فهي تعكس الأناقة الخالدة والرقي بكل أوجهه. من جهة ثانية، فإنّ دار .Tiffany & Co لديها علاقة قوية بالسينما، سواء من خلال تعاونها مع أودري هيببورن أو غيرها من الأعمال الرائعة التي خلّدت تصاميمها عبر الدراما العالمية، لذا يوجد لها مكانة خاصة في قلبي، وأشعر أنّ مجموعات المجوهرات التي تحمل توقيعها مناسبة لمختلف الأعمار والشخصيات، فهي تناسب النساء بكل حالاتهنّ واختلافهنّ، ويمكن لكل شابة إيجاد ما يعجبها ويناسب ذوقها وأفكارها.
ما الذي تعنيه لكِ المجوهرات وكيف تختارينها لمناسباتكِ المهمة؟
أحب المجوهرات كثيراً فهي أساسية في إطلالاتي وسترينها ترافقني في كل مناسباتي المهمة، وبرأيي فإنّ الحلي تجمع الإطلالة بشكل أنيق ولافت، ولا يكتمل أي مظهر مميّز إلا إذا زيّنته المجوهرات المناسبة.
كيف تختارين إطلالاتكِ وأزياءك؟ ومن هم المصممين الذين تشدّكِ تصاميمهم سواء من العالم العربي أو الغربي؟
أختار عادةً الأزياء الكلاسيكية، الخالدة أو العابرة للزمن، الأنيقة والتي تناسب سني، وأحياناً أحب المخاطرة والاتجاه نحو قطع ملابس جريئة وشبابية وعصرية، مع المحافظة على مظهر راقٍ وأنيق، كي لا أندم بعد 10 سنوات من اليوم على ما ارتديته. وأحب مصممي الأزياء اللبنانيين ولا سيما Elie Saab و Georges Hobeika، كما أحب أعمال المصممة السعودية هنيدا، وفي مصر تعجبني أعمال Shahira Lasheen وقد تعاملت معها في العديد من إطلالاتي، وعالمياً أعشق أزياء Chanel و Dior و Givenchy.
تتمتعين بمظهر طبيعي يعكس الجمال العربي، ما هو أكثر ما يعجبكِ في شكلك؟ هل واجهتِ في فترة الطفولة ضعف ثقة بالنفس يتعلق بمظهرك؟ في حال نعم، كيف تخطيتِ هذه المشكلة؟
أحب كثيراً شكل عيني وشعري فهما يعكسان الجمال العربي الذي أفتخر به. وبالتأكيد يوجد لديّ بعض الشكوك في ما يتعلق بشكلي، وهذا الأمر طبيعي لدى كل فتاة شابة، ولكن في الماضي القريب، كانت ثقتي بنفسي أكبر بكثير فيما يتعلق بمظهري، ولم أكن أنتبه كثيراً لأي عيوب أو نواقص، لأنّ تركيزي الأكبر كان ينصبّ على تنمية مواهبي، ولكن اليوم ومع تركيز وسائل التواصل على الشكل الخارجي، صرت أكثر حرصاً على اختياراتي وإطلالاتي، وأحاول إبراز مكامن القوة في شكلي الخارجي لكي تزداد ثقتي بنفسي وبشكلي.
برأيكِ كيف غيّرت تفضيلات وخيارات الجيل الجديد مفهوم الفخامة التقليدي الذي كان يقوم على ضرورة امتلاك المال من أجل العيش السعيد؟
الفخامة اليوم تعني القدرة على عيش تجارب كثيرة، السفر واكتشاف العالم، التعلم من الثقافات البعيدة، القدرة على اتخاذ قراراتنا بأنفسنا من دون أي ضغوط، لكي نصل إلى سعادتنا الخاصة من دون النظر إلى ما ينتظره الآخرون منا. كل هذه الأمور لا تحتاج بالضرورة إلى المال بل إلى الثقة والتمكّن والوعي الكامل بالقدرات الذاتية.
ما هي الاتجاهات أو الخيارات الجديدة التي يبحث عنها الجيل الجديد وأنتِ منه، والتي ستشكّل مستقبل مفهوم الفخامة؟
يبدي هذا الجيل ميلاً نحو الاستقلالية، سواء مادياً أو نفسياً، فهو لديه الحرية لتجربة أمور كثيرة من دون الخوف من الفشل، وبرأيي هذا الأمر يشكّل الفخامة المعاصرة التي نعيش فيها، فنحن اليوم غير مقيدون بأي شيء، يمكن أن ندخل سوق العملحتى من دون شهادة جامعية، أو يمكننا الدراسة وبلوغ أعلى مراحل التعليم، فلدينا حرية في الاختيار والقيام بما نرغب فيه، وتكرار التجارب لحين الوصول إلى ما يرضينا ويسعدنا حقاً. نحن لسنا محدودين بفكرة جمع الأموال أو السلع الثمينة لكي نكون سعداء، بل إنّ تحقيق أحلامنا والقيام بما نحبّه هو التعريف الحقيقي للعيش المرفه.