
هل يزول الشغف بعد الزواج؟

فرح قمر-بيروت
عندما تفكر المرأة بالزواج، كثيراً ما تقفز إلى مخيّلتها أفكار لطالما حلمت بها، بيت زوجي سعيد، عائلة وأطفال، وعاطفة تشد العائلة وتحميها. لكن ماذا عن الحبّ؟ ماذا عن السعادة الشخصيّة؟ فهل تدرك المرأة فعلاً أنّ الشغف قد لا يدوم إلى الأبد؟ وأنّ الروتين قد يتسلّل إلى حياتها من دون إذن مسبق ليطفئ هذا الشغف تدريجياً إلى أن يصبح مجرّد ذكرى؟ والأهم، هل من سبيل لتفادي المشكلة التي تهدّد الكثير من العلاقات الزوجيّة؟
الصورة... الحلم
قليلات هنّ الأمهات اللواتي يخبرن بناتهنّ عن الزواج على حقيقته، وعن المشكلات التي مهما كبرت تبقى بين المرأة وزوجها ولا يباح بها خصوصاً للأطفال، فأي امرأة تريد أن تخبر ابنتها عن خفوت الشغف بينها وبين زوجها؟ وأي أم قد تخاطر في رسم صورة مغايرة لابنتها عن الحلم الذي انتظرته منذ الطفولة؟ لذلك عندما تدخل الفتاة إلى منزلها الزوجي، تتلاشى الأحلام التي سبق ورسمتها في مخيّلتها. لكن هذا الأمر ليس حتمياً ويمكن لكل امرأة أن تتفاداه.
مسؤوليّة مشتركة
بداية، يجب على كل امرأة أن تعرف أنّ الحب الذي يبقى متّقداً طوال الوقت، موجود في الروايات والمسلسلات التلفزيونيّة فقط. فمن الطبيعي أن يمر الحب بفترات تصاعديّة وتنازليّة مع الأيام، وذلك مع ازدياد الروتين وكثرة الانشغالات، وحتى مع الخلافات مهما صغرت. لكنّ ذلك لا يعني أنّ الحب يزول كلياً، بل يبقى موجوداً ويزداد عمقاً في داخل كل من الطرفين، لكنّ الهيام لا يبقى سيد العلاقة إلا نادراً. يؤكد المتخصّصون بالعلاقات الزوجيّة أنّ طبيعة الزواج هو أن يميل نحو الروتين، وحالة زوال الشغف بين الزوجين هي حالة عاديّة، لذلك فإنّ إبقاء العلاقة متّقدة تحتاج إلى جهد يبذله الشريكان معاً، من خلال خطوات واعية وإدارة حكيمة.