هل تعلمين ما هي مخاطر التمييز بين أولادك؟
بينت دراسة أميركية أجراها باحثون في جامعة Brigham أن الابن الأصغر هو المفضل لوالديه، وذلك بعد الاستناد إلى معطيات تمّ رصدها لدى 300 عائلة لكل منها ولدان مراهقان.
اقرئي: هل يستيقظ طفلك مرعوباً؟ هكذا تعاملي معه
ورأى الباحثون أن الطفل الأصغر يتعلق بالوالدين أكثر من إخوته الأكبر سناً الذين يميلون للاستقلالية سريعاً، فلا يحتاجون إلى المحبة الظاهرة والعلنية من قبل الوالدين، بينما الطفل الأصغر يحتاج إلى الحب والرعاية، لأنه يضع نفسه في دائرة المقارنة مع الأطفال الأكبر، وهو يحصل على مراده، فيوليه الأهل الاهتمام.
وتدق هذه الدراسة ناقوس الخطر لأنها تظهر أنّ عدداً كبيراً من الأهل يميز في المعاملة بين الأبناء، ويعد هذا الموضوع من أكثر المشاكل التي تواجه الأهل في التربية، فالتعاطي بمساواة بين الأولاد يساهم في تحسين العلاقة بين الإخوة وإسادة جو إيجابي في البيت.
ففي حال وقع الأهل في فخ التمييز فهذا يعني خلق مشاكل كبيرة وآثار سلبية تنعكس على جوّ الأسرة وعلى العلاقة بين الأبناء، فقيام الأهل بالتمييز سيجعل الطفل الأقل ظفراً بالاهتمام يحقد على أخيه أو يغار منه، كما يولّد لدى الطفل المدلّل الشعور بالأنانية وحب التملك.
صحيح أن الغيرة بين الإخوة شعور طبيعي، إلا أنّها تزيد عن حدّها حين يتعامل الأهل مع أبنائهم بشكل غير عادل، فتتحول الغيرة البسيطة إلى حقد وعدوانية يمكن أن تصل بالأخ إلى إلحاق الأذى بأخيه.
اقرئي: لا تضعي طفلك داخل عربة التسوّق!
ومن أكثر أسباب التمييز شيوعاً، بالإضافة إلى الميل الطبيعي لحماية الطفل الأصغر ورعايته كما جاء في الدراسة آنفة الذكر، تفضيل الأسر لا سيما في الدول العربية للابن الذكر وإعطاؤه المزيد من الصلاحيات والرعاية بينما يتم التضييق على أخواته البنات.
من جهة ثانية، تلعب شخصيات بعض الأطفال دوراً في جعلهم محبوبين أكثر، كأن يكونوا أشد ذكاء أو جمالاً، ما ينعكس بشكل بالغ على نفسية الطفل الأقل جمالاً أو الذي لديه قدرات ذهنية متواضعة، فالذنب ليس ذنبه في أنّ إمكاناته لا توازي إمكانات أخيه، وبالتالي على الأهل أن يعطوه كامل اهتمامهم كي يتحسن ويوازي أخيه في العطاء.
وفي بعض الأحيان، يصاب أحد الأطفال بمرض أو بمشكلة كبيرة فيقوم الأهل بمداراته وحمايته وإظهار الحب له أكثر من باقي إخوته، وهذ التصرف خاطئ أيضاً لأن لا ذنب لباقي الأولاد بما حصل مع أخيهم، ويجب أن لا يشعروا أنه أكثر أهمية منهم، بل أن يفهموا وضعه جيداً ويتعاونوا مع أهلهم للعناية به.
اقرئي: هل أنت حامل…إليك الوضعية الأنسب للنوم!
لذلك، من الضروري أن يكون هناك إشباع عاطفي سليم لكل الأولاد من دون أي تمييز، لأن هذا الإشباع هو الوسيلة الأفضل لتمتعهم بالصحّة النفسية السليمة وحمايتهم من الاضطرابات مستقبلاً، كما يجب تجنب إجراء مقارنات ومعايرة الضعيف بأخيه القوي، فلكل طفل خصائص ونقاط قوة تميزه، وعلى الأهل اكتشافها وتوجيهه نحو طريقة الاستفادة منها.