هل تساعد الرياضة على تحسين النوم في الليل؟
نتّفق جميعنا على أهمّيّة الرياضة في تعزيز الصحّة العقليّة والنفسيّة والجسديّة. غير أنّنا في كلّ مرّة نكتشف قدرات جديدة لها ونتعرّف على سمات تضمن لها تحسين نواحي مختلفة من حياتنا. واليوم، نركّز أكثر على الرياضة وقدرتها في تحسين النوم ليلاً، وذلك للحصول على المزيد من الطاقة والتمتّع بالمزيد من النشاط في اليوم التالي.
منافع كثيرة كثيرة...
الحفاظ على وزن صحّي، والتمتّع بلياقة جسديّة، والحماية من أمراض القلب، والتخفيف من التوتّر، والتنفيس عن الغضب، وتعزيز مستويات السعادة... جميعها منافع تدرّ بها الرياضة على حياتنا. لكن هل سمعت من قبل أنّ ممارسة التمارين تساعد أيضاً على تحسين النوم في ساعات الليل؟
مفاجأة!
نعم، لا تتفاجئي! هذا الأمر صحيح، فالرياضة تساعدك على النوم بشكل أفضل ولساعات أطول. وفي الواقع، لا تُخفى على أحد منّا أهمّيّة النوم جيّداً للحفاظ على الصحّة والعافية بشكل عام، كما لضمان مستوى عالٍ من الأداء الفعّال والتركيز التامّ خلال أداء المهام وإنجاز المسؤوليّات في النهار. ألا تلاحظين مثلاً أنّك حين لا تنامين جيّداً، لا تكونين قادرة على بلوغ قدرتك الإنتاجيّة بالكامل؟ ألا تشعرين بأنّك غير قادرة على التركيز وأنّك متعبة وأنّ مزاجك سيّئ في بعض الأحيان؟
لذلك، ولو كنت تعانين مشاكل في النوم، حان الوقت لتركّزي أكثر على ممارسة الرياضة، فتساعدين نفسك على حلّ هذه المشكلة بطريقة طبيعيّة.
أهمّيّة النوم للجسم
دائماً ما يشدّد الخبراء على أهمّيّة النوم خلال ساعات الليل وعلى أهمّيّة تنظيم هذا الروتين الحياتيّ. فالنوم هو الفترة التي يتجدّد فيها دماغنا وينظّم مختلف وظائفه. وهذا ما يساعد في معالجة الجسم والنفس من مختلف مشاكلها وفي استعادة القوّة وتقليل التوتّر أيضاً. وحين ننام جيّداً، يقدر جسمنا على بناء عضلاته وإصلاح أنسجته وتقوية ذاكرته، ما يحسّن قدرتنا خلال ساعات النهار على تعلّم المهارات وتعزيز إنتاجيّتنا، هذا بالإضافة إلى تنظيم الهرمونات.
وفي هذا الإطار، تشير آنا كارولينا كورسي بيريرا، مديرة اللياقة البدنيّة في فيتنس فيرست، دبي: «إن لم تحصل أجسامنا على ساعات النوم الكافية لها، ستعاني مشاكل صحّيّة كثيرة. ففي حال قلّة النوم، لن يكون للجهاز الليمفاوي ما يكفي من الوقت لأداء وظائفه، ما يؤدّي إلى تراكم السموم وبالتالي إلى التأثير على القدرات المعرفيّة والسلوكيّات».
قلّة النوم وزيادة الوزن
قد لا تعلمين أنّ قلّة النوم تؤدّي بشكل أو بآخر إلى زيادة الوزن. فحين لا تنامين جيّداً، ترتفع نسبة هرمون الجوع (الجريلين) وتنخفض في المقابل نسبة هرمون الشبع (اللبتين). وهذا ما قد يبعدك عن رغبتك في الحفاظ على الوزن المثاليّ بالنسبة إليك.
فما الحلّ إذاً؟
من أجل تحسين روتين النوم وجودة هذا الاسترخاء الذي تحصلين عليه، يمكن الالتزام بعدد من النصائح المفيدة كالآتي:
• ممارسة تمارين التنفّس العميق والاسترخاء قبل النوم.
• النوم في غرفة مظلمة وباردة.
• عدم استعمال الهاتف أو أيّ جهاز إلكترونيّ آخر قبل ساعة من النوم على الأقلّ.
• اتّباع نظام غذائيّ صحّيّ ومتوازن.
• تجنّب الكافيين وتناول السكّر في ساعات المساء والليل.
وماذا أيضاً؟
ممارسة الرياضة! الرياضة وتحسين النوم
في الواقع، تُعتبر الرياضة طريقة رائعة للحصول على نوم أفضل خلال الليل. بخاصّة أنّها تعزّز أداء الجسم وتحسّن مختلف وظائفه لا سيّما تلك غير السليمة وتساعد في علاج عدد من المشاكل الصحّيّة. وحين نحصل على نوم جيّد، نتمتّع بالتالي بصحّة جيّدة أيضاً.