هاجر محمد: جيلي يمتلك الطموح والشجاعة والأحلام الكبيرة

مهما اختلفت تسميتهم بين جيل زد أو جيل ألفا أو جيل ألفا، فهم المستقبل القادم، وهم بمعظمهم الشباب الذين فتحوا أعينهم على الشاشات، وأجادوا استخدامها قبل حتى أن يتعلموا الكتابة والقراءة. يخبئون الكثير من المفاجآت، فمعارفهم وقدراتهم تفوق خيالنا، لذا من الضروري جداً التعرف عليهم عن كثب، وقيادتهم وتوجيههم وربما الاستماع إلى أفكارهم خلال هذه العملية، لكي نكون معاً على نفس الموجة التي ستحملنا إلى المستقبل "التكنولوجي" بامتياز.

وفيما يلي نعرفّكِ على 6 مواهب شابة ومنها الصغيرة جداً. نعم، صدّقي أنّ هذه هي إجاباتهم على أسئلة عميقة طرحتها عليهم خلال اللقاء، فهم فعلاً بهذا الوعي والذكاء والمعرفة، لذا فلنحاول معاً أن نفهمهم ونراعيهم بالشكل الأنسب لكي يكونوا صنّاع مستقبل أفضل لأمتنا وللعالم.

صوتها جميل وهادئ وقوي، وحضورها محبب وساحر، فهي تتمتع بالرقي والكاريزما العالية، إنها هاجر محمد التي تألقت بالغناء والتمثيل منذ سنوات طفولتها الأولى، وهي اليوم تشارك في الكثير من الفعاليات الفنية والوطنية، وتثبت حضورها لدى الجمهور السعودي والعربي، وتشارك أجدد أعمالها عبر صفحتها على إنستغرام: hajar_star@. نتعرف أكثر فيما يلي على أفكارها التي تسبق سنوات عمرها بكثير، وتنبئ بموهبة كبيرة على الساحة العربية.

كيف اكتشفت موهبتك الفنية؟ ومن شجعك من أهلك أو محيطك للتعبير عنها؟

من عمر السبع سنوات وأنا أشارك في الفعاليات المدرسية ومن هنا بدأت رحلتي الفنية. ماما كانت موجودة في إحدى هذه الفعاليات واكتشفت موهبتي وقررت أن تدعمني وتفتح لي حساب على مواقع التواصل. هكذا بدأت بتنزيل مقاطع غنائية لي، ومع الوقت وصل صوتي إلى فئة كبيرة من الناس وبدأت أتعامل مع شركات قوية وكبيرة، ومع جهات رسمية وهكذا قدمت أعمالاً كثيرة، وتشجعت لكي أستمر وخاصةً أنني أرى أن موهبتي تكبر وأعمالي تصل إلى أعداد أكبر من الجماهي. بعد هذه المرحلة اكتشفت أن لديّ موهبة أخرى وهي التمثيل وصرت أدمج بين التمثيل والغناء وكان أجمل ما حصل معي هو مشاركتي في أول فيلم غنائي في الشرق الأوسط وفي الكثير من الأعمال الوطنية.

الحمدلله أهلي كلهم بدون استثناء كانوا معي في كل خطوة لي في هذا المجال وهم بعد الله المشجعين الأقوى لي، فقد ساعدوني لكي اكتشف نفسي في الغناء، وهم فخورون بكل إنجاز صغيراً أو كبيراً، قد حققته.

هل كان إيجاد فرصة في الوسط الفني السعودي أمراً سهلاً لشابة صغيرة تحلم بالتعبير عن موهبتها؟

أكيد لا يوجد شيء سهل، ولكن إذا أردنا أن نحقق حلمنا فسنتعب، في بدايتي عملت كثيراً حوالي ثلاث أو أربع سنين لكي أوصل صوتي للناس، وحتى أتمكن من المشاركة في أعمال قوية ولها رسالة، فأنا أرغب بأن يكون هناك موضوع في الأغاني التي أقدمها، لذلك احتجت إلى الكثير من الصبر للتمسك بالحلم وعدم التراجع والمواصلة في العمل إلى أن وصلت لما أنا عليه اليوم بفضل الله.

ما الذي أحببته في العمل في مجال التمثيل أو الغناء؟ وما هي في المقابل الأمور التي لاتحبينها؟

أرى نفسي في هذا المجال، وأستطيع أن أعبر عن نفسي وأوصل للجمهور مهاراتي، فأنا إنسانه مليئة بالطاقة وأحس أن الغناء يفرغ الطاقة التي بداخلي، ويساعدني كثيراً في تطوير شخصيتي والتعرف على جوانب مختلفة من نفسي وتعزيز ثقتي بذاتي أيضاً.

من الأشياء التي لا أحبها في مجالي تصادف أعمال فنية كثيرة مع فترة الدراسة والتي هي أولوية بالنسبة لي فاضطر أن ألغي العمل أو أمتنع عن المشاركة فيه. وما يزعجني أحياناً هي تعليقات بعض الناس السلبية، والتي أعرف أنها لن تتوقف مهما فعلت، ولكنني مع الوقت صرت قادرة على التعامل معها فالمهم أن أكون مقتنعة بما أقدم وهذا يعني أن لا أسمح بأي شيء خارجي أن يعترض طريقي.

ما هي أجمل ذكرى لديك من سنوات وجودك تحت الأضواء؟

ذكريات كثيرة بنيتها في السنين التي فاتت وأنا تحت الأضواء وتقريباً كل الذكريات التي أحتفظ بها جميلة ولن تتكرر.

هل واجهت انتقادات أو عبارات قاسية وغير لطيفة؟ وكيف تتعاملين معها؟ وكيف تنصحين الجيل الجديد من الشابات السعوديات بالتعامل مع التنمر وعدم تركه يؤثر سلباً على تكوين شخصيتهن؟

أكيد كلنا نواجه هذا النوع من التعليقات والتي يجب أن نعرف كيف نتعامل معها ونضع لها حداً فلا نسمح لها بالتأثير على أدائنا. عن نفسي أنا مقتنعة داخلياً أن هذا الكلام "لا يودي ولا يجيب"، هي مجرد حروف كتبوها وكونت جملاً مؤذية وغير مفيدة، وقد أرسلوها بدون سبب وجيه، وتعبّر عن أنهم أناس متفرغين بلا عمل، خصصوا من وقتهم ويومهم ما لا يقل عن دقيقتين حتى يكتبوا تعليقاً سلبياً ، وهذا الأمر يفرحني لأنهم مشغولون بي، ولكنني في المقابل لا أرد عليهم كي لا أعطيهم قيمة عالية.

لذا أقول لكل من يواجه التنمر: لا تتأثر ولا تعطي الكلام السلبي أي أهمية، أو تسمح له بالتأثير على شخصيتك، فهذا النقد يعبّر عن حقد وكره وهو جزء من شخصية من يرسله، لذا وبدلاً من الاهتمام بالناس السلبية وبكلامها المسيء، اهتم بالبحث عن موهبتك وتنميتها وتقوية شخصيتك.

كيف ترين صفات جيل "ألفا" الذي تنتمين إليه؟

هو جيل طموح جداً لو لاحظنا من حولنا فإن أغلب الجوائز في المسابقات من مختلف المجالات العلمية والفنية تذهب لشباب من جيلنا، أو جيل ألفا وهذا دليل على أنّ لدينا طموح كبير وشجاعة كافية في أن نقدم مواهبنا ونتحدث عن إنجازاتنا، مع تمتعنا بروح تنافسية عالية جداً، وهذا ما لاحظته خلال مشاركتي في مسابقة خلال السنة الحالية، حيث لمست كم نتمتع بصفات إيجابية وهي ما ستساعدنا في أن نجعل مستقبلنا أكثر تطوراً، وفي أن نفيد مجتمعنا ووطنا بالأشياء التي نملكها وأولها عقلنا الذي ما يمل من التحدي والابتكار والإقدام.

يقال إن الجيل الجديد هو جيل معتاد على الرفاهية واستخدام الآيباد لتضييع الوقت، ولا يحصل على الثقافة الكافية. هل ترين أن هذا الكلام صحيح؟ كيف تردين على هذا الكلام؟ ما هي انشغالاتك الحالية مع صديقاتك في مثل سنك؟

هذا كلام غير صحيح، أنا أرى أن الرفاهية ضرورية لجيلنا فمن خلال وسائلها يتطور تفكيرنا ونتوسع في الابتكار والخروج من الدوائر الضيقة، فنحن لا نبحث فقط عن الترفيه أو نلعب طوال الوقت أو نشاهد التلفزيون على مدار النهار، إنما نتعرف على أمور جديدة، نكتشف الكثير عن العالم، نتعلم مثلاً العزف على آلة موسيقية، نكتشف كيف يتم صنع الطائرة، ونعرف الكثير عن الثقافات والعلوم والإنجازات والألعاب المتطورة. أنا أجد أن هذه الأجهزة صارت وسيلتنا للمعرفة والثقافة، حتى أن جيل الأهل يلجأ إليها لهذه الغايات، فهي توفر الوقت والجهد. بالمختصر فإن جيلنا الآن يحتاج إلى الآيباد كي يتعلم ويكتشف فيتابع دروس أونلاين أو يقرأ الجلات الالكترونية، وغيره الكثير والكثير من الاستخدامات المفيدة.

ما هو أكثر تعليق حصلت عليه وأفرحك؟

بصراحة أتلقى الكثير من التعليقات التي تفرحني كثيراُ ولعلّ أغلاها هي حين قال لي مدربي في الغناء: انت صوت السعودية القادم.. هذه الكلمات أثرت بي كثيراً وحين أتذكرها أشعر بالسعادة والاعتزاز.

أنت تؤثرين في الجيل السعودي الجديد. ماذا تقولين لهم عن ضرورة السعي خلف تحقيق الأحلام منذ الصغر؟

أقول إنه من الضروري أن يسعى كل واحد وراء أحلامه فيكتشفها أولاً ثم ينميها حتى لو بدأ في منزله، وخلال أوقات فراغه، سواء أكان يحب العزف أو الغناء أو أي نشاط بعيد عن المدرسة.

ما هي هواياتك بعيداً عن الفن؟

انا كـ"بنت" اهتماماتي كأي فتاة في مثل سني تحب تمضية الوقت مع صاحباتها، وتهتم بالمدرسة والدراسة فأتواجد أكثر الوقت مع زميلاتي، ندرس للاختبارات ونحل الواجبات معاً، وفي أوقات الفراغ نذهب للتسوق، أو نقصد أي مقهى ويمكن نقوم بنشاط ترفيهي مثل ألعاب الفيديو وغيرها.

أما عن هواياتي، فهي كثيرة ومنها الرسم والكتابة ولعب الاسكيت بورد، وهنا أقول إن المجال الفني بعيد كل البعد عن حياتي الشخصية، فهي الأساس بمعنى أنني أهتم بالدرجة الأولى بدراستي وعائلتي وصداقاتي، وأسعى لدراسة تخصص أحلامي والتخرج منه حاصلة على أعلى الدرجات، أما الفن فهو مجال أحبه وأبرع فيه، ولكنه لا يأخذني من نواح أكثر أهميه أعيشها في طفولتي ومراهقتي ولاحقاً شبابي.

هل تقبلين نصائح الكبار؟ من هو أكثر شخص رأيه يؤثر فيك؟

أكيد أقبل نصائح من هم أكبر مني وبالعادة أنا التي أبدأ بطرح الأسئلة عليهم لأنني انسانة أحب اكتساب خبرة من الجميع، فهم لديهم معرفة أكثر مني وسيفيدونني في مختلف مجالات الحياة. وبالنسبة للجزء الثاني من السؤال، فإن أهلي هم الوحيدون الذين يؤثرون بي كثيراً لأنهم يعرفونني أكثر من الكل.

حدثينا عن علاقتك بمواقع التواصل؟ أي تطبيق تفضلينه أكثر من غيره، وكيف تختارين الأفكار التي ستشاركينها؟

مواقع التواصل هي عالم جميل جداً إذا كان عندك هدف ومحتوى جديد تريد إيصاله للناس، وأنا أستفيد منها لإيصال موهبتي الغنائية والتمثيلية، وأفضل تطبيق إنستغرام فأختار تحميل أغاني أحبها وأخرى يطلبها مني المتابعين، فأنا أحب لتواصل معهم ومعرفة ما يفضلونه، وهذا الأمر يساعدني أيضاً في معرفة نوعية المحتوى المطلوب والمؤثر في الجيل الجديد.

ما الذي تريدين أن تحققيه في المستقبل؟ وهل تستمرين في مجال الفن والأضواء؟

أريد في البداية أن أنهي تعليمي وأدخل الجامعة وأتخرج بأعلى الدرجات كما أسعى للاستمرار في مجال الفن والغناء وأطور موهبتي التي عملت منذ صغري على إظهارها، فأنا أحترمها كثيراً وأرى أنني بذلت جهداً كبيراً لكي تصل للناس، لذا سأستمر في مسعى التطور والتحسن فيها. لا أعرف إن كنت سأظل "تحت الأضواء" ولكني سأحاول الاستمرار وسأرى مستقبلاً ما سيكون الأفضل والأنسب لي.

اقرئي المزيد: أمل سامي: جيلي يملك حس الإبداع والرغبة في التغيير

 
شارك