نبراس الجعيب: عملي التصميمي يهدف لإنشاء الحوار بين التقليد والحداثة وبين موطني ووجهتي

أسست مصممة الديكور الداخلي السعودية نبراس الجعيب الاستديو الذي يحمل اسمها قبل 10 سنوات، وهي تستمر في تقديم الإبداعات التصميمية من خلاله، وتشتهر بنهجها المتقن حيث تمزج بسلاسة بين التأثيرات الكلاسيكية والمنظور المعاصر، ويتميز عملها بالدقة في المواد وفي القياس والتباين، مما يخلق مساحات مميزة ومألوفة في آن واحد. وبفضل تقديرها العميق للحرفية، تعيد تفسير الإشارات التاريخية ضمن السرديات الحديثة، وهي تتخصص في التصميمات الداخلية السكنية والتجارية على حد سواء.

مؤخراً كشفت الجعيب عن تعاونها مع "أرتيميست" من خلال تصميم "غرفة القراءة" في لابارتامنتو ضمن أسبوع ميلانو للتصميم 2025، وهي إعادة تفسير جريئة للعمارة الكلاسيكية من منظور عربي معاصر. تقع هذه المساحة في مدينة ميلانو التاريخية، وتمزج بين الأثاث المنحوت والمواد الغنية والتصميم المريح والهادئ، وتتميز بقطع مميزة مثل كرسي "سلينغ" الجديد، الذي تم تصميمه بالتعاون مع أرتيميست. تجسّد "غرفة القراءة"، المستوحاة من رحلة بحثية إلى رواد الرخام في توسكانا، سرد القصص العربية والحرفية الإيطالية والتصميم الحديث في حوار خالد. وقد التقيناها لتخبرنا المزيد حول هذا التعاون العالمي.

 

ماذا عنى لك أن تكوني أول مصممة سعودية تتعاون مع "أرتيميست"؟

كان شرفًا ومسؤولية في آنٍ واحد. تُجسّد أرتيميست الحرفية الإيطالية الخالدة، لذا كوني أول مصممة سعودية تتعاون معها كان بمثابة جسر بين إرثين ثقافيين غنيين، أحدهما متجذر في سرد ​​القصص العربية الأصيلة، والآخر في قرون من الإتقان الحرفي الإيطالي. لقد أشار ذلك إلى لحظة تُشارك فيها منطقتنا في حوار التصميم العالمي وتُشكّله.

كيف تبلورت رؤيتك التصميمية لـ"غرفة القراءة" التي اختيرت لتقديمها في قصر دونيزيتي التاريخي؟

صُممت "غرفة القراءة" لتكون ملاذًا أو مساحة للتوقف والتأمل وإعادة التواصل. تخيلتها كغرفة لا تقتصر فيها الأشياء على الزخرفة فحسب، بل تعبّر عن قصد ومعنى. كانت العملية تعاونية للغاية، مستوحاة من نسيج ميلانو، وتاريخ القصر، ومراجعي الثقافية الخاصة. أصبحت غرفة تدعو إلى السكون، وفي الوقت نفسه تشعر بأنها تنبض بالحياة.

كيف نقلتِ روح ميلانو التاريخية إلى هذه الغرفة، التي اعتدنا رؤيتها نمطيًا في معظم المنازل المعاصرة؟

بدلًا من إعادة إحياء جماليات ميلانو، أردتُ استخلاص روحها الهادئة والواثقة. أضفتُ لمسات رقيقة من ضبط النفس الميلاني مع عناصر تُعبّر عن لغتي البصرية الخاصة: درجات ألوان ترابية، وظلال مُهيكلة، وتوازنًا بين الشكل الجريء والنعومة. وكانت النتيجة مساحةً خالدةً لا تخشى الاختلاف.

أخبرينا عن اختياركِ للألوان والمواد التي ساعدتكِ على تجسيد رؤيتكِ التصميمية بالكامل.

اخترتُ لوحة ألوانٍ مُتجذرة في الدفء واللمسة: ألوان طينية عميقة، وألوان صحراوية محايدة، وألوان خضراء معدنية. كان على المواد أن تُعبّر عن نفسها - رخام بعروق تُشبه الخط العربي، وخشب يحمل عبير الزمن، ومعادن مصقولة تُحاكي ضوء الصحراء. تم اختيار كل ملمس لخلق مشاعر وحميمية من خلال وجود المواد.

كيف ساعدك السفر إلى توسكانا مع أرتيميست لمشاهدة أعمال حرفيي الرخام الإيطاليين، على تعميق فهمك للرخام ودوره في تعزيز الشعور بالفخامة في المساحات؟

وجودي في توسكانا، ومشاهدة الرخام وهو يُشكَّل بكل إجلال، ذكّرني بأن الفخامة الحقيقية تكمن في العملية. الأمر يتعلق بتكريم المادة - لا بالسيطرة عليها. وكما يعلم عملائي، فأنا أعشق الرخام، وقد عمقت تلك الرحلة إدراكي لكيفية استخدام الرخام لإثارة الإعجاب والتأثير، فهو يضيف ثقلاً وهدوءاً إلى المكان.

كيف يساعدك هذا العمل التصميمي على سرد القصص العربية، ودمجها مع تقاليد الحرف اليدوية الإيطالية والإبداع المعاصر لتجسيد حوار عالمي متجذر وديناميكي، ولكنه في الوقت نفسه يلائم العصر الحالي؟

عملي دائمًا هو إنشاء الحوار بين التقليد والحداثة، وبين موطني ووجهتي. سمح لي هذا التعاون بتضمين المراجع البصرية العربية والحساسيات المكانية في أشكال نفذها أساتذة إيطاليون. لقد خلقنا معًا شيئًا ليس شرقيًا أو غربيًا، بل كلاهما معًا.. هو لغة مشتركة من الحرف اليدوية تبدو خالدة وحديثة للغاية.

اقرئي المزيد: ندى وبسمة علي: التصميم المميز يتجاوز الحدود الثقافية ويُحدث توازناً بين الجمال والوظيفة

 
شارك