GIVENCHY...الدار الأحبّ إلى قلوب النجمات وعاشقات الموضة

تُعدّ Givenchy إحدى الدور التي طبعت اسمها في عالم الفخامة وبنت لها سمعة واسعة بفضل تصاميمها الرائعة والمدهشة. ومنذ أن أسّسها Hubert de Givenchy في العام 1952، اشتهرت العلامة الفرنسيّة بدمجها بين الفخامة والإبهار وبعكسها توازناً مثاليّاً بين التقليد والحداثة. 

ولد Hubert de Givenchy في شمال فرنسا في العام 1927، وحين بلغ السابعة عشرة من عمره، انطلق في تحقيق حلم حياته وشغفه في أن يصبح مصمّماً فانتقل إلى باريس ليبدأ مسيرته المهنيّة. وفي العام 1947، انضمّ إلى Elsa Schiaparelli وشغل بعد فترة وجيزة منصب المدير الفنّي للمتجر الواقع في Place Vendôme في باريس. وتجدر الإشارة إلى أنّ Hubert اشتهر بارتدائه ثوب المختبر الأبيض باستمرار. ولم يمضِ على ذلك وقت طويل حتّى أسّس داراً خاصّة به وقدّم مجموعته الأولى في العام 1952 متضمّنةً بلوزاً وتنانير أنيقة للغاية مصنوعة من مواد بسيطة مع خطوط هندسيّة. وتميّزت الإطلالة الأولى بقطع منفصلة تتيح للمرأة التألّق بها بطرق متنوّعة.

ومن أبرز الأسماء التي ارتبطت بمؤسّس دار Givenchy اسم Audrey Hepburn. فقد التقى الاثنان في العام 1953 حين تألّقت Hepburn بمجموعة تصاميم تحمل توقيعه في فيلمها Sabrina. وبعد عدّة سنوات، وتحديداً في العام 1957، وقع الاختيار عليها لتكون الوجه الإعلاني لأوّل عطور Givenchy وهو عطر L’Interdit المخصّص لها. ولكن، في العام 1995 أي بعد أكثر من 40 عاماً على تأسيسه علامته التجاريّة وترسيخه لهويّتها الجماليّة، تنحّى Hubert ليفسح المجال لخلفائه الشهيرين الذين أكملوا مسيرته. ومن هؤلاء نذكر John Galliano وAlexander McQueen وJulien MacDonald وRiccardo Tisci.

أمّا في العام 1957، فشهد عالم الموضة على أكثر تصاميم Givenchy وقعاً: أسلوب Sack الذي رافق الفستان على شكل القميص وأحدث ثورة حينها بفضل شكله غير المحدّد. وقد ساهم هذا المفهوم في إحداث تحوّل كبير عن الأشكال المنظّمة والتقليديّة التي سادت في الخمسينات. وكان Cristobal Balenciaga صديقاً مقرّباً لـHubert ومعلّماً بالنسبة إليه، لا بل مثلاً أعلى. وبعد أن تقاعد Balenciaga في العام 1968، ورث عنه Givenchy عدداً من حرفيّيه وعملائه.

وفي هذا السياق، قال Hubert de Givenchy: «علّمني Balenciaga كلّ ما أعرفه، علّمني الانتباه إلى التفاصيل فلا داعي لخياطة زرّ غير ضروري مثلاً أو لإضفاء زهرة تجعل الفستان جميلاً... لا داعي للتفاصيل غير الضروريّة».

وطوال أكثر من 40 عاماً، برز اسم دار Givenchy بشكل كبير في عالم الموضة لا سيّما في عالم الأزياء الراقية. فبعد أن اكتسب Hubert خبرته الفنيّة من Jacques Fath وElsa Schiaparelli، استعان بفريق من الحرفيّين الماهرين الذين عملوا في مشغل الدار. وحتى يومنا هذا، يستخدم الحرفيّون التقنيّات التي اكتسبوها من Hubert ويستمرّون في عملهم الدؤوب للوصول بكلّ قطعة إلى حدّ الكمال. فكلّ تصميم يتطلّب مئات الساعات لإنجازه إذ يخاط يدويّاً بالكامل. كذلك، يهتمّ الحرفيّون بأدقّ التفاصيل لضمان جودة القطع العالية.

ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ دار Givenchy لا تزال من الدور الأحبّ إلى قلوب النجمات وعاشقات الموضة حول العالم، لا سيّما أنّها تجاوزت اختبار الزمن بكونها علامة تجاريّة تقدّم لعالم الموضة الراقي نمط حياة كاملاً. وفي ظلّ الصيحات الجديدة والابتكارات التي تطلقها، تحافظ الدار العالميّة على هويّتها الأصليّة.  

وفي السنوات الأخيرة، اعتمدت العلامة أسلوباً أكثر عصريّة، ما زاد الإقبال عليها بشكل كبير. فقد جمعت الدار مثلاً بين الألوان الداكنة وتلك الفاتحة، كما وأطلقت مجموعات مستوحاة من الثمانينات وبدلات فريدة من نوعها. وليست هذه الأمثلة سوى لمحة بسيطة عن عالم Givenchy الذي لا ينفكّ يدهشنا بكلّ مجموعة جديدة يطلقها. 

ومع تعيين المديرة الفنيّة الحاليّة Clare Waight Keller، لا شكّ أنّ العلامة ابتعدت قليلاً عن الاتّجاه العصري واقتربت أكثر من هويّتها الأصليّة. فالبدلات الأنيقة وفساتين السجّادة الحمراء ومجموعات الملابس الجاهزة المرغوبة للغاية والأكسسوارات الأزليّة هي كلّ ما يستهوي محبّات الدار. 

ولموسم ربيع وصيف 2019، أطلقت Givenchy حقيبة يد جديدة تحمل اسم The Whip وهي مستوحاة من تراث فنّ صناعة السوط. أمّا لموسم ما قبل خريف 2019، فأزاحت الدار الستار عن حقيبة يد Mystic المستوحاة من الصور الظليّة لأزياء الهوت كوتور والتي تجمع بشكل مثالي بين التعقيد والنعومة. 

وما هو مؤكّد أنّ الدار الفرنسيّة تمكّنت من تخطّي اختبار الزمن فبحوزتها أكثر من 40 عاماً من الأناقة المطلقة، وقد نجحت في الوقت نفسه في إبداع صيحات جديدة في عالم الموضة. وممّا لا شكّ فيه أنّ هذه العلامة تقدّم لزبائنها تجربة حياة كاملة كونها تعدّ من أهمّ دور الخياطة التي تبتكر لزبائنها من رجال ونساء أزياء راقية وملابس جاهزة عصريّة وأنيقة. 

 

 
شارك