CHRISITAN DIOR... تاريخ عريق وإرث شامخ منذ العام 1947

تُعتبر دار Dior من أكبر إمبراطوريّات الموضة في العالم وهي تتمتّع بتاريخ قوي وإرث هائل شكّلا عاملين أساسيّين لنجاح الدار المستمرّ وبروزها على الصعيد العالمي.

أصدرت دار Dior مجموعتها الأولى لموسم الربيع والصيف في العام 1947 وتضمّنت 90 إطلالة وعُرضت في مقرّ الدار الرئيس في 30 جادّة Montaigne. حملت تلك المجموعة اسم New Look واعتُبرت بمثابة ثورة في عالم الموضة في أربعينات القرن الماضي وأعادت إحياء روح الأزياء الراقية. فمعها، عادت إلى الواجهة التصاميم الفريدة والأحجام الكبيرة والخصر الضيّق والتنانير الطويلة. ولطالما شكّلت التفاصيل الدقيقة والحرفيّة العالية أبرز مميّزات دار Dior التي استطاعت أن تحافظ على أسلوبها وصورتها على مرّ الزمن حتى بعد أكثر من 70 عاماً على تأسيسها. 

وفي خمسينات القرن الماضي، بدأت Dior بتقديم تصاميم مختلفة مثل الفستان الطويل بقصّة الـTulip المقلّم بخطوط عموديّة والمزدان بأزهار ثلاثيّة الأبعاد على الخصر للتركيز على تصميم الساعة الرمليّة الذي يضيق على الخصر ويتّسع من الأسفل مع ياقة على شكل V. كذلك، قدّمت الدار التنانير الطويلة المنسّقة مع أحذية منخفضة الكعب، وسرعان ما انتشرت هذه الإطلالة لتصبح إحدى بصمات دار Dior التي تشتهر بها.

ولاحقاً، قدّمت الدار قصّات جديدة ومنها القصّة التي تضيق من الأعلى وتتسّع من الأسفل أو A-Line والقصّة المستقيمة أو H-Line والتصاميم التي تتميّز بياقة على شكل V وتتّسع من الأسفل أو قصّة Y-Line. وقد شكّل ذلك تحوّلاً من ناحية القصّات فلم تعد تركّز على الخصر وحسب بل باتت تعانق جسم المرأة بطريقة مريحة أكثر.

ولطالما جسّدت دار Dior الأسلوب الأنثوي في تصاميمها كافّة. فمنذ بداية مسيرته الفنيّة، أدرك مؤسّس الدار السيّد Christian Dior أهميّة تقديم تجربة شاملة للمرأة من خلال الموضة بدلاً من تقديم الأزياء فقط. وفي تلك الفترة، قدّمت الدار العطر الأوّل لها Miss Dior تيمّناً بشقيقة السيّد Dior وأحمر الشفاه الأوّل أيضاً Rouge Dior.

وفي العام 1957، توفّي السيّد Christian Dior، وبالرغم من مسيرته المهنيّة القصيرة، استطاع أن يترك دار أزياء ما زالت حتّى اليوم من أبرز الدور وأشهرها في العالم. وقد تمّ تعيين مصمّمين كثيرين من بعده، ممّا سمح للدار بأن تستمرّ في تقديم تصاميم جديدة لتلبية الطلب في عالم الموضة دائم التطوّر، محافظةً على هويّتها وتاريخها العريق.

وقد ترك كل من Yves Saint Laurent وMarc Bohan وGianfranco Ferré وJohn Galliano وRaf Simons وMaria Grazia Chiuri بصمته في تاريخ الدار التي ما زالت حتّى يومنا هذا من أهمّ دور الأزياء في العالم.
لمع اسم دار Dior في مجال الأزياء الراقية على مرّ السنين وذلك بفضل نجاحاتها المتكرّرة والهائلة الموسم تلو الآخر. وتضمّنت عروض دار Dior للأزياء الراقية الفساتين الفاخرة بألوان غنيّة والتصاميم الكبيرة والمبالغ فيها في عهد Gianfranco Ferré.

أمّا John Galliano، فقد نقل الدار إلى توجّه مسرحي إذ اشتهر باستخدامه أنواعاً مختلفة من الأقمشة وبتقديم أسلوب مبدع وخلّاق تجلّى في تصاميم مبتكرة وفريدة من نوعها.

من جهته، قدّم Raf Simons أسلوباً أكثر عصريّة من خلال إعادة تصميم سترة Bar الشهيرة مثلاً والسراويل الرسميّة والتنانير الطويلة والزخرفة بالأزهار بطريقة معاصرة. فقد أضاف Simons لمسة من العصريّة إلى تصاميم Dior الكلاسيكيّة ومنح الدار طابعاً جديداً وتوجّه أكثر إلى المرأة العصريّة.
وفي يوليو 2016، عُيّنت Maria Grazia Chiuri مديرة إبداعيّة لدار Dior وما زالت تشغل هذا المنصب حتّى اليوم. أمّا مجموعتها الأخيرة للأزياء الراقية، فتمحورت حول السيرك حتى أنّ عرضها تضمّن ألعاباً بهلوانيّة من وحي السيرك أيضاً. 
وقد برز الكشكش على الياقات بالإضافة إلى الزخرفة والأحجام المبالغ فيها في هذه المجموعة التي تضمّنت أيضاً عقدات ضخمة وتنانير Tutu وسراويل فضفاضة وسترات مستوحاة من مسؤول الحلبة في السيرك. وقد منحت هذه التصاميم المجموعة طابعاً ممتعاً ومرحاً، محافظةً دائماً على التفاصيل الراقية والحرفيّة العالية.
كذلك، تمّ تنسيق القبّعات المطرّزة مع الإطلالات. وتضمّنت المجموعة أيضاً فساتين مقلّمة بخطوط ملوّنة ومزدانة بالتطريز اللّامع بالإضافة إلى الياقات المستوحاة من الأسلوب الفيكتوري والأكمام الضخمة. ولاحظنا أيضاً الماكياج البسيط والبارز في الوقت نفسه والمستوحى أيضاً من السيرك ليتماشى مع هذه المجموعة ذات الطابع المسرحي التي تمحورت حول الأناقة ومتعة السيرك.


وبعد أكثر من 70 عاماً على تقديم الأزياء الراقية، ما زالت دار Dior تقدّم تجربة كاملة وفريدة من نوعها سواء في مجموعات الأزياء الراقية أو الملابس الجاهزة أو العطور أو مستحضرات العناية بالبشرة أو الماكياج أو المجوهرات الفاخرة أو الأزياء الرجاليّة. وقد بقيت الدار وفيّة لجوهرها وإرثها منذ تأسيسها في العام 1947 وهي تستمرّ في تقديم الحرفيّة الهائلة في تصاميم معاصرة، محافظةً دائماً على الأسلوب الراقي والفاخر الذي لطالما اشتهرت به.

 
شارك