العلاج بالموسيقى ما أهميته وكيف يمكن الاستفادة منه

"الموسيقى"... كلمة واحدة ومعانٍ كثيرة. والموسيقى نسمعها في كل مكان... في الطبيعة حين نزور منتجعاً، في السيارة ونحن نقود السيارة للتوجّه إلى العمل، في المقهى حين نخرج مع الصديقات، وحتّى على مواقع التواصل الاجتماعي حين نشاهد الفيديوهات والتراندات. وحتّى في العلاجات، أصبحت الموسيقى عنصراً أساسياً يُستخدم للتوصّل إلى نتائج محدّدة ترتقي بالصحة النفسية والعقلية. وفي العدد المخصّص للموسيقى، نتعرّف أكثر على هذا النوع من العلاجات.

 

الرفاه في عصرنا

لا شكّ في أنّ الحياة العصرية التي نعيشها صاخبة بكل ما للكلمة من معنى. فمن جهة أولى، تزدحم حياتنا بالأنشطة والمسؤوليات والأعمال التي تتوزّع ما بين الأسرة والعمل والتي نحاول التوفيق بينها لتحقيق التوازن المثالي أو شبه المثالي بين الحياة الشخصية والحياة المهنية. في المقابل، ومن جهة ثانية، نتأثر بالأحداث الحاصلة في منطقتنا ولا نستطيع أحياناً وقف التفكير وفصل أنفسنا عن الواقع الحاصل في العديد من البلدان العربية. ونتيجة كل ذلك؟ تأثير إلى حد ما على الصحة العقلية والنفسية. فحتّى لو شعرت بأنّك تمتلكين كل شيء، قد يرقهك التعب أحياناً فتبحثين عن حلول تريحك وتستبدل سلبيتك بالإيجابية.

ولذلك، اكتسب موضوع الرفاه أهمية كبيرة خلال السنوات الأخيرة، لا سيّما بعد جائحة كوفيد-19 وما أحدثته من تغييرات في عالم وما أعقبها من أحداث متسارعة. وأصبحنا بالتالي نتحدّث عن علاجات رفع مستوى الرفاه بمزيد من الانفتاح والتقبّل.

 

العلاج بالموسيقى... ما هو

العلاج بالموسيقى، بأبسط تعريف له، هو العلاج الذي يستخدم الموسيقى أو الصوت لتحقيق أهداف معيّنة في صحة الشخص. يُعرف باللغة الإنجليزية بـMusic Therapy أو Sound Healing. وبحسب Sophiya Faizal، المؤسسة الشريكة لـPaus Cafe، الوجهة المتخصّصة بالرفاه والتي تقدّم هذا النوع من العلاجات، يمكن تعريفه كالآتي: "العلاج بالصوت هو ممارسة تستخدم اهتزازات الصوت، كتلك الصادرة عن الأوعية أو الأجراس، للمساعدة في تحقيق التوازن بين الجسم والعقل. وتخلق هذه الأصوات تردّدات مهدئة تساعد في تقليل التوتر وتعزيز الشعور بالسلام".

 

عودة إلى تاريخ هذا العلاج

صحيح أنّنا بدأنا نسمع عن العلاج بالموسيقى منذ أعوام قليلة، لكن في الواقع يعود تاريخه إلى الأجيال القديمة. فمن جهة أولى، كان أبولو إله الموسيقى والطب لدى الإغريق القدماء، وكانت الموسيقى تُستخدم في المعابد المصرية كعلاج. وفيما أشار أفلاطون إلى أنّ الموسيقى تؤثر على العواطف وبالتالي على طبيعة الفرء وفيما وصف أرسطو الموسيقى على أنّها قوة تطهّر المشاعر، كان كورنيليوس يستخدم صوت الصنج النحاسي والماء لعلاج الاضطرابات النفسية.

 

جلسة العلاج بالموسيقى

توضح Faizal أنّ جلسة العلاج بالموسيقى هي جلسة يمكن فيها الجلوس أو الاستلقاء بوضعية مريحة للاستماع إلى النغمات والأصوات المهدئة التي يصدرها المعالج باستخدام أدوات صوتية مختلفة. وتؤكد أنّه يمكن لأي كان الاستفادة من هذه التجرية المريحة إلى حد كبير. وفي هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أنّ بعض مراكز الرفاه تنظّم جلسات علاج بالموسيقى جماعية، حيث يشارك الجميع في إصدار الأصوات، ما يعزّز مشاركة المشاعر والأحاسيس ويشعر البعض بمزيد من الراحة.

 

فوائد العلاج بالموسيقى

في ما يأتي، نعدّد أبرز الفوائد التي يمكن تحقيقها من جلسات العلاج بالموسيقى:

  1. مساعدة الجسم على الاسترخاء، لا سيّما حين يكون مرهقاً من مهام العمل والمسؤوليات الحياتية الروتينية
  2. التقليل من الضغوطات والتنفيس عن التوتّرات
  3. تقليل مشاعر الاكتئاب وجميع المشاعر السلبية
  4. إثارة المشاعر التي يعجز الفرد أحياناً عن إطلاقها أو التعبير عنها، فيخفيها في داخله
  5. معالجة المشاعر الداخلية والتعامل معها بمزيد من التركيز، لا سيّما أنّ الاهتزازات الصوتية تبطئ وتيرة العقل
  6. المساعدة في علاج الاضطرابات النفسية
  7. المساعدة في علاج الأرق
  8. تحسين جودة الحياة وتعزيز المشاعر الإيجابية

بالتالي، يمكن القول إنّ جلسة العلاج بالموسيقى هي أشبه بجلسة ديتوكس عاطفي.

 

الاختلاف مقارنةً بالعلاجات الأخرى

العلاج بالموسيقى هو علاج غير جراحي وحتّى علاج لا يتطلّب أي مجهود أو تلامس جسدي. وهو يتميّز بقدرة الاهتزازات الصوتية على تعزيز الشفاء على المستويين العاطفي والجسدي على حد سواء، وهذا ما يجعله نهجاً علاجياً أكثر لطفاً وأكثر عمقاً في مجال الصحة والرفاه.

اقرئي أيضاً: الموسيقى في الحملات التسويقية والفيديوهات على المنصات الإلكترونية

 
شارك