الزومبا: 4 حركات كفيلة بأن تغيّر حياتك
الكثير من الشابّات لا تستهويهنّ الرياضة. ومنهنّ الشابّة سولينه توركوميان التي لم تكن رياضيّة طوال حياتها لكنّها تمكّنت من إيجاد نشاط آخر يعوّضها عن فوائد التمارين وهو رقصة الزومبا. وبعد أن أجرت أبحاثاً عنها وقامت بدورات لتتعمّق أكثر فيها، عادت إلى لبنان وباتت مدرّبة ومصمّمة رقص. ونشرت خطوات هذه الرقصة الجديدة في محيطها. التقينا سولينه لنتعرّف أكثر على موهبتها ونكتشف فوائد الزومبا.
كيف بدأت علاقتك بالرقص ووصلت إلى تعليم رقصة الزومبا؟
نشأت في عائلة تعشق الرقص فوالدي لديه أكاديميّة لتعليم الرقص. وفي طفولتي وتحديداً في سنّ الخامسة تعلّمت الباليه والرقص النقري. وكنت في السنوات اللاحقة أراقب والدي يدرّب مختلف أنواع الرقص. فصرت أتعلّم منه وأطبّق الحركات، حتّى وصلت إلى سنّ الرابعة عشر حين صرت أعطي صفوفاً في الرقص للكبار والصغار في الأكاديميّات والجامعات والمعاهد حتّى العام 2008 حين تعرّفت على رقصة الزومبا وقد أعجبتني كثيراً لأنّ خطواتها جديدة وبعيدة عن الروتين، فسافرت لأتدرّب وعدت وأنا مغرمة بها! تعرّفت كذلك على نشأة الزومبا في العام 2001 على يد Beto Perez مع شركائه Alberto Aghion وAlberto Perlman وقرّرت أن أطلقها في لبنان. وقد لاقت إعجاب السيّدات لأنّها لا تتطلّب وجود شابّ مع المرأة. وبدأت مع 80 شخصاً في الصفّ الأوّل وبعدها ازدادت الأعداد سريعاً حتّى أن الكثير من طلّابي الذين تابعوا معي باتوا اليوم أساتذة في معاهد رقص مختلفة.
ما الذي جذبك إلى هذا النوع من الرقص بالتحديد؟
أحببت الزومبا لأنّها تجمع بين الرقص والرياضة، فلا مجال فيها للملل. كما أنّ خطواتها سهلة وقليلة فهي بحدود الأربع خطوات. وبالتالي لا داعي للتعلّم كثيراً والإحساس بالعجز أمام صعوبة الحركات. بل يمكن البدء بالرقص مباشرةً مع الموسيقى. وأنا من النوع الذي يكره الروتين وأفضّل الحركة السريعة والمسليّة. وكان الدخول إلى الصف ولا يزال كالذهاب إلى حفل، فالجميع سيقضي بين 45 إلى 60 دقيقة من المتعة، مع حرق أكثر من 700 سعرة حراريّة. لذا هي أفضل بكثير من التنقّل بين الماكينات الرياضيّة في النادي أو القيام بالمشي أو الجري والشعور بأنّنا مجبرون على قضاء هذا الوقت لنحافظ على رشاقتنا أو نخسر الوزن. والزومبا كفيلة بجعلك أكثر رشاقةً ولياقةً وصحّةً وحماساً مع ضمان قضاء أوقات ممتعة بلا ملل.
تبدو الرقصة صعبة ومعقّدة لدى مشاهدتها عبر الفيديوهات، فكيف يمكن للمدرّب أن يساعد تلاميذه ليتقنوها؟
المدرّب الذي يحبّ الزومبا سينقل إحساسه إلى تلاميذه. والرقصة كما قلت سابقاً ليست صعبة أبداً بل تحتاج إلى بعض التركيز في البداية مع القدرة على التحكّم بالجسد. وهذا الأمر يحتاج إلى بضع دقائق فقط. لذلك أطلب دائماً ممّن يتدرّب معي أن يعطي لنفسه بعض الوقت، وأن يكمل على الأقلّ جلستين فلا يستسلم سريعاً، وسيلاحظ التحسّن السريع في حركاته. فجسمه سيعتاد في النهاية على الحركات وسيكرّرها ويتفاعل بشكل تلقائيّ مع الموسيقى، وستبدأ المتعة الحقيقيّة مع ثالث جلسة. وأنصح أيضاً بالبقاء في الصف حتّى النهاية. فأنا أسمح للمبتدئين بالقيام بالحركات بنمط أبطأ كي لا يتعبوا في منتصف الرقصة. لكن عليهم ألّا يتوقّفوا كي لا يحصل تباطؤ في نبضات القلب وبالتالي يخسروا المجهود الذي بذلوه.
ما هي فوائد رقص الزومبا؟
الزومبا هي علاج نفسيّ وجسديّ متكامل. فهي كفيلة بتخليصك من كلّ ما يشغل بالك لأنّك تكونين بكامل تركيزك العقليّ والذهنيّ لتتقني الخطوات. كما أنّها طريقة مثاليّة لخسارة الوزن الزائد من دون الإحساس المزعج بأنّنا مجبرون على ممارسة الرياضة. وهي وسيلة لتغيير المزاج وتحسين الصورة عن الذات والثقة بالنفس. فقد التقيت بالكثير من الشابّات اللواتي كنّ يخجلن ولا يشعرن بالارتياح من شكلهنّ الخارجيّ. لكن بعد أن أتقنّ الزومبا تحسّن شكل جسدهنّ وازدادت ثقتهنّ بالنفس وصرن أكثر قوّةً وجرأةً وتقبّلاً لمظهرهنّ.
هل يوجد أمراض معيّنة تمنع صاحبتها من رقص الزومبا؟
أنصح كلّ شابة لديها مرض مزمن أن تأخذ رأي طبيبها ففي النهاية هو الأقدر على أن يحسم هذا الأمر. لكن بحكم تجربتي أقول إنّ الزومبا ساعدتني لأتخلّص من مشكلتي الصحّيّة وهي دقّات القلب السريعة. فقد توقّفت عن تناول الدواء وتمكّنت من الشفاء بفضلها. والرياضة بشكل عام تساعد على تخفيف آثار الأمراض الجسديّة. لكن بالتأكيد لا يُنصح بالزومبا لمن يعاني أوجاعاً قويّة في الرقبة أو الظهر أو القدمين.
هل يوجد تجديد في الحركات أو الأغاني التي ترقصين عليها؟
أنا عضو في مؤسّسة زومبا العالميّة وهم يقدّمون لنا بشكل شهريّ مجموعة من الأغاني والرقصات المعمّمة بين كلّ دول العالم. كما يمكنني كمدرّبة أن أبتكر حركات جديدة وأصمّم رقصة مختلفة يمكن لأيّ طالب زومبا في العالم أن يتعلّمها ويرقصها. هنا ألفت إلى أنّ هناك أنواعاً مختلفة من الزومبا منها الزومبا في الماء، والزومبا مع الكرسيّ، ونوع مخصّص للكبار في السنّ، وآخر للأطفال، ونوع مبتكر لحديثي الولادة مع أمّهاتهم.
ما هي نصيحتك للشابّات المتردّدات اللواتي لا يملكن الجرأة لتجربة الرقص؟
أقول لكلّ امرأة مهما كان عمرها أو وضعها أن تجرّب وتعطي نفسها فرصة. فهي قد تجد شيئاً لطالما بحثت عنه في حياتها. لذلك عليها ألّا تضع العراقيل بل تستمرّ في البحث عمّا يجلب لها الراحة والسعادة.