التخلّص من التوتّر مع بداية الموسم الجديد بهذه النصائح والخطوات

في خلال هذه الفترة من العام، أي بعد انقضاء موسم الصيف وفي ظل العودة إلى الروتين الحياتي المزدحم بالمسؤوليات، نشعر جميعنا بنوع من القلق والتوتّر وكأنّنا نبدأ كل شيء من جديد. ولكن، قد يكون التخلّص من هذه المشاعر السلبية سهل لو اتّبعت عدداً من النصائح والخطوات. ولذلك، ناقشنا هذا الموضوع مع سمر السالم، مؤسسة مركز العناية بالعافية والرفاهية Samadhi Wellness.

من الطبيعي أن تكون مشاعرنا في بعض الأحيان مختلطة، فالحياة لا تسلك المسار نفسه دائماً. فتماماً كما نعيش لحظات سعيدة نتمنّى ألا تنتهي، نواجه في الكثير من الظروف أحاسيس يمكن وصفها بالسلبية. ومن المهمّ أن تعرفي أنّ مشاعر القلق والتوتّر والإحباط وحتّى الخوف لا تراودكِ وحدكِ، بل هي مشاعر طبيعية تواجهها كل فتاة وامرأة منّا.

وتحديداً في هذه الفترة من العام، نلاحظ أنّ عواطفنا ليست متوازنة وهذا ما يمكن وصفه بالتعب العاطفي. فبعد الكثير من المناسبات والعطلات والحفلات، يحين موعد العودة إلى الروتين، روتين العمل والمنزل والمسؤوليات. ولذلك، نتحدّث اليوم مع سمر السالم عن كل هذه الأحاسيس التي نواجهها ونتطرّق إلى أساليب مختلفة تساعدنا في التخلّص منها.

فترات التعب العاطفي

نؤكّد لكِ أنّ التعب العاطفي أو Emotional Fatigue هو حالة شائعة في الفترات التي ننتقل فيها من ظروف إلى أخرى، مثل الانتقال من عطلة الصيف التي يكون فيها الكثير من الاسترخاء إلى فترة جديدة منظّمة من ناحية الروتين ومتماشية مع جداول زمنية محدّدة ومسؤوليات جديدة، الأمر الذي يشعرنا بالإرهاق. كذلك، تتعزّز أحاسيس القلق والإجهاد من جرّاء التوقّعات العالية التي نضعها لأنفسنا حتّى يكون أداؤنا على مستوى معيّن من دون سواه. فالخوف من عدم الوصول إلى هذا المستوى المتوقّع يدفعنا إلى الوقوع في دوّامة من المشاعر السلبية. ومن الضروري أيضاً التحدّث في هذا الإطار عن الخوف من المجهول أي من بداية الموسم الجديد الذي لا نعرف أي شيء عنه وعن التحديات أو التغيّرات التي قد نضطرّ إلى مواجهتها.

أمر أساسي لا تتغاضي عنه!

من المهم جداً أن تعرفي أنّ هذه المشاعر التي قد تختبرينها طبيعية تماماً، حتّى أنّها تشكّل جزءاً من كل واحدة منّا. ولو اعترفتِ بهذه الأحاسيس وسمحتِ لنفسكِ بأن تشعري بها، سيتحسّن رفاهكِ العاطفي. لذلك، تعلّمي كيف تتقبّلينها ولا تقاوميها، لأنّها ستتلاشى تدريجياً.

نصائح لاستبدال السلبية بالإيجابية

لتبنّي عقلية إيجابية، عليكِ أوّلاً أن تعيشي الحاضر بكلّ ما للكلمة من معنى، أي بدون أن تحكمي على الظروف من حولكِ وبدون أن تقاوميها حتّى. ببساطة، تقبّلي مشاعركِ ودعي نفسكِ تتفاعلين معها بكل حرية.

ثانياً، دقّقي في الأفكار السلبية التي تراودكِ وفكّري في أهميتها. اسألي نفسكِ لماذا تخالجني هذه الأحاسيس، كيف أستطيع تحويلها إلى مشاعر إيجابية بناءً على تجاربي السابقة؟ سأعطيك مثالاً عن نفسي: حين عدت منذ أسبوعين تقريباً من عطلتي مع أسرتي، شعرت أنّني لست على ما يرام وأنّني أنظر إلى الغد ببعض السلبية. لذلك، جلست مع نفسي وفكّرت في أنّني لن أستطيع الذهاب في عطلة أخرى ما لم أعمل جاهدةً في خلال الفترة المقبلة. كذلك، لا معنى للحظات الجميلة ما لم نعبر قبلها ببعض الصعوبات والتحدّيات التي تجعلنا أقوى. حتّى أنّني بدأت التفكير في العطلة المقبلة لتكون بمثابة دافع إيجابي يشجّعني على إعطاء أفضل ما عندي في عملي.

ثالثاً، ليكن الامتنان ركيزةً أساسية لكِ. ركّزي على كل الفرص والتجارب الإيجابية التي تتميّزين بها في حياتكِ، وكوني ممتنة لكل ما تملكين على مختلف المستويات.

رابعاً، أحيطي نفسكِ بأصدقاء وأفراد أسرة يقدّمون لكِ كل الدعم ويغمرونكِ بأفكارهم وأحاسيسهم الإيجابية.

خامساً، لا تكوني قاسية على نفسكِ وأدركي أهمية الحوار الذاتي. تأكّدي أوّلاً من أنّكِ تنظرين إلى نفسكِ وتتعاملين معها بلطف وإيجابية، وضعي حداً لكل الانتقادات الشخصية التي توجّهينها لنفسكِ، وتحدّثي مع ذاتكِ بعبارات الحب والتشجيع.

روتين صحي لمزيد من الإيجابية

قد لا تعلمين أنّ الروتين الصحي يساعد أيضاً في تعزيز المشاعر الإيجابية ويقلّل من كل التوتّر والقلق اللذين تختبرينهما. ويشمل الروتين الصحي ممارسة الرياضة بانتظام، واتّباع نظام غذائي صحي متوازن يحتوي على الخضار والفواكه، والحصول على ساعات كافية من النوم (ما بين 7 و8 ساعات على الأقلّ)، وممارسة الهوايات المفضّلة، والتدوين، وممارسة اليوغا والتأمّل، وإدخال الأنشطة الترفيهية إلى روتين حياتكِ، وبناء علاقات صحية مع الأصدقاء والأقرباء.

تبسيط الصعوبات والتحدّيات

تذكّري دائماً أنّ الصعوبات مرحلية، ويكفي أن تكوني صبورة حتّى تتخطّيها لأنّ الحلول قد لا تكون فورية أحياناً. لذلك، يجب أن تتعاملي مع التحديات بطريقة منظّمة ومنطقية. مثلاً، اطلبي المساعدة حين تشعرين أنّكِ عاجزة عن حل المشكلات، وقسّمي الأعمال المترتّبة عليكِ إلى مهام صغيرة يمكنكِ إنهاءها شيئاً فشيئاً. كذلك، حدّدي أولوياتكِ سواء من حيث الأفكار أو الأفعال، وضعي أمامكِ خطة واضحة لاتّباعها. والأهمّ من ذلك، فكّري في الظروف ما بعد تخطّي الصعوبات لتتشجّعي أكثر وتشعري بالمزيد من الإيجابية. 

اقرئي أيضاً: لوجينا صلاح في حديث عن الجمال والنظرة الإيجابية إلى الذات

 
شارك