أكثر التساؤلات شيوعاً حول سرطان الثدي
تخصّصت الدكتورة تغريد المحميد في أكثر من مجال جراحي وهي جرّاحة أورام الثدي وجراحة المناظير وجراحة السمنة والبدانة، كما أنّها مجازة من هيئة البورد الأميركي والكندي ونالت شهادة الزمالة في جراحة أورام الثدي من الولايات المتحدة الأميركيّة. وقد أحبّت أن تغوص أكثر في هذا المجال لأنها أرادت مساعدة النساء اللواتي يواجهن مشكلة من هذا النوع. فالمرأة برأيها قادرة أكثر من الرجل على تفهّم المشاعر الكثيرة التي تصيب شابّة مثلها حين تكتشف وجود أي مشكلة صحية لديها ولأنها تدرك أهمّية الدعم لأي امرأة ترغب بمن يوجّهها ويساعدها سواء من الناحية الطبّية أو حتى النفسية والمعنوية. وقد التقيناها هي التي تعمل حالياً في مستشفى الزهراء في دبي وطرحنا عليها 7 أسئلة حول مرض سرطان الثدي.
ما هي الأعراض الغريبة التي تؤشّر على وجود مشكلة في الثدي؟
العارض الأول والأهم هو وجود كتلة في الثدي تختلف عن نسيجه الطبيعي، بعدها يجب الانتباه إلى أي تغيُّر في حجم الثدي أو شكله، أو تغيُّر ملمس الجلد المحيط به، أو دخول الحلمة إلى الداخل، أو احمرار جلد الثدي أو بروز قشرة أو خروج إفرازات أو سوائل من الحلمة، أو وجود ألم متواصل في منطقة معيّنة من الثدي. ويوجد عارض يمكن أن لا تربطه الكثير من النساء بالثدي ألا وهو الإحساس بوجع أو كتلة تحت الإبط وهي تكون مرتبطة بنوع من أنواع سرطان الثدي. وحين ترصد السيّدة أيّ عارض عليها التوجه بسرعة إلى طبيبها النسائي لتقوم بالفحوصات اللازمة وتعرف سبب المشكلة وتباشر بالعلاج المناسب.
ما هو الفحص الذاتي وكيف ومتى يجب القيام به ولماذا نلاحظ إعراض الكثير من النساء عن تطبيقه؟
الفحص بسيط جداً ولا يأخذ الكثير من الوقت ويجب أن يصبح عادة تواظب عليها السيّدة كلّ شهر، وتحديداً بعد انتهاء دورتها الشهرية بأسبوع وبعد الانتهاء من الاستحمام، ويُجرى من خلال رفع إحدى الذراعين لفوق مستوى الرأس، والضغط بباطن الأصابع الوسطى بحركة دائرية للتأكّد من عدم وجود كتل أو ملمس غريب في الأنسجة. كما عليها أن تتعرّف أكثر على تفاصيل جسدها ولا تخجل من سؤال طبيبها عن أي استفسار يخطر في بالها لأن الإهمال يمكن أن يؤدّي إلى نتائج لا تُحمد عقباها.
يقال أن نقص الفيتامين دي يزيد من احتمال الإصابة بسرطان الثدي، فهل هذا الأمر صحيح؟
وجدت بعض الدراسات علاقة بين نقص هذا الفيتامين والإصابة بسرطان الثدي، أيّ أنّ النساء اللواتي يعانينَ من مستويات منخفضة جداً منه يزيد احتمال إصابتهنّ بالمرض. كما أنّ السيّدة التي تُشفى في المرة الأولى وتعاني نقصاً في الفيتامين دي، يمكن أن يعاود المرض ظهوره بنسب أكبر من تلك التي تحافظ على معدّله الطبيعي. وبالتالي يُفضّل أن تلتزم السيّدة بالفحوصات الدوريةّ وتأخذ المكمّلات الغذائيّة اللازمة. كما عليها أن تتعرّض لأشعة الشمس لكي تحصل على حاجتها بطرق طبيعية، مع أهمية الالتزام بنظام صحي وتناول المأكولات المغذّية والمفيدة المليئة بالفيتامينات والمعادن والألياف.
هل صحيح أن المرأة التي تخضع للعلاجات بالهرمونات البديلة تكون عرضة للإصابة بسرطان الثدي؟
تلجأ السيّدة إلى هذه العلاجات مع بدء انقطاع الطمث بين سن الـ45 والـ55 عاماً في أغلب الأحيان. فلدى الوصول إلى هذه المرحلة تظهر بعض الأعراض نتيجة للتغيّرات في إنتاج الجسم لهرمونات الإستروجين والبروجستيرون. لذلك تأخذ النساء علاجاً بالهرمونات البديلة، للمساعدة في تخفيف تلك الأعراض. وقد وجدت أحدث الدراسات أن مخاطر الإصابة بسرطان الثدي تزيد كلّما زاد استخدام العلاج الهرموني البديل. لكن ذلك لا ينفي أهمّية هذه العلاجات ولا يعني التعميم فما ينطبق على حالة لا يتكرّر مع أخرى.
ما هي أجدد العلاجات التي تلجؤون إليها؟
يختلف العلاج باختلاف حالة المريضة وحجم انتشار المرض، فبعض الحالات المبتدئة تتم باستئصال الورم فقط والخضوع للعلاج الإشعاعي بعد الاستئصال. وفي الحالات المتقدّمة نقوم باستئصال كامل الثدي وتخضع المريضة بعدها للعلاج الإشعاعي أو الكيماوي. وفي هذه الأحيان نوجّه السيدة بعد العلاج إلى طبيب تجميل يساعدها من خلال إجراء جراحة تجميلية أو ترميمية. كما يمكن اللجوء إلى العلاج الهرموني. من هنا لا يمكن التعميم، فكلّ بروتوكول علاجي يتم تحديده تبعاً لمدى تقدّم الحالة. وكلّما كان اكتشاف الإصابة مبكراً، كلّما زادت نسب الشفاء وعودة السيدة إلى حياتها الطبيعية. لذلك نشدّد على أهمّية التوعية حول هذا المرض ولا سيّما في شهر أكتوبر وننصح الشابّات في عمر العشرين بأن يبادرن للقيام بالماموغرام للمزيد من الاطمئنان وحماية الذات.
ما هي الفحوصات التي يجب على المرأة المواظبة على إجرائها بعد الشفاء؟
في السنة الأولى بعد الشفاء عليها رؤية الطبيب كلّ 3 أشهر وبعدها كلّ 6 أشهر. أمّا الفحوصات التي يجب إجراؤها، فهي الماموغرام وفحص السونار أو الموجات الصوتية وفحوصات الدم الخاصّة بالأورام والأشعّة المقطعية.
ما هي أهمية إرساء علاقة قوية بين الطبيب والمريضة لكي تتقبّل العلاجات ولا تتأثّر نفسيّتها بشكل سلبيّ خلال رحلة العلاج الطويلة؟
على أي طبيب أن يراعي الجوانب الإنسانية في تعاطيه مع مريضاته وأهلهنّ. فأنا أبني علاقة أخوّة مع السيّدات اللواتي أتعامل معهنّ لأنّ راحة المرأة وثقتها الكاملة بالطبيب تسهّل رحلة علاجها وتجعلها تشعر بالأمان حين تأتي للخضوع للعلاجات.
اقرئي أيضاً: تطبيقان للمساعدة على اكتشاف المزيد حول سرطان الثدي