أساليب تزيد حرق الدهون وتثبّت الوزن بعد الحمية الغذائيّة
تعدّ خسارة الوزن من أكثر الإنجازات التي تدخل البهجة إلى قلوب النساء. فالقدرة على الالتزام بنظام غذائي لأسابيع أو أشهر أو حتّى سنوات، مع كلّ ما تمرّ به الشابّة من امتحانات لإرادتها ومقاومتها لنوبات الجوع التي لا شكّ أنّها ستصيبها من حين إلى آخر، تعدّ إنجازاً مفرحاً تستحق عليه التهنئة. إنّما تبدأ المشكلة حين تعود لاكتساب الوزن بعد توقّفها عن اتّباع النظام الغذائي. فما هو السبيل للمحافظة على الوزن الذي خسرته؟ وكيف يمكن تثبيت الوزن الجديد والحفاظ على جسم صحّي ومثاليّ؟
للإجابة عن هذه الأسئلة التقينا أخصائيّة التغذيّة روان وزني وهي صاحبة صفحة rawanshealthyclinic التي يتابعها أكثر من 100 ألف شخص عبر إنستغرام، والتي أرفقت تخصّصها بهذا المجال بالكثير من الأبحاث والدراسات. وذلك بهدف تقديم خدماتها المتنوّعة، سواء أونلاين أو عبر زيارتها في عيادتها، لمن تبحث عن نمط حياة صحّي وترغب بالحصول على جسم متناسق.
يُقال أنّه لدى خسارة الوزن يتقلّص حجم المعدة، فننقطع عن تناول كميّات كبيرة بفضل العادة. ما مدى صحّة هذا المعتقد ولماذا لا يمكن للمرأة التحكّم بشهيّتها لاحقاً فتعاود استهلاك كميّات كبيرة من الطعام بعد النظام الغذائي؟
المعدة عبارة عن عضو عضلي فهي تتقلّص أو تتمدّد بحسب كميّة الطعام التي تدخل إليها. بالتالي فهي يمكن أن تصل إلى حجم كبير جداً مع ازدياد كميّة الطعام المستهلك. لكن عودة الكيلوغرامات الزائدة بعد خسارة الوزن يعود بالدرجة الأولى إلى لجوء معظم الناس إلى أنظمة غذائيّة سريعة وقاسية جدّاً تعتمد على الحرمان من الكثير من الأصناف الضروريّة للحصول على الطاقة اللازمة للجسم مثل الألبان والأجبان والنشويات. وبالتالي يتمّ استهلاك عدد قليل من السعرات الحراريّة ممّا يؤدّي إلى خسارة العضل وتخفيف نسبة حرق الدهون فتتوقّف خسارة الوزن لدى البعض أو يعود الوزن الذي خسروه بعد فترة بسيطة من التوقّف عن اتّباع النظام الغذائي. من جهة ثانية، فإنّ الحرمان سيؤدي إلى اللجوء إلى تناول معظم الأصناف التي اشتاقت المرأة إلى تناولها حين كانت تخضع للحمية وبالتالي ستكسب الوزن الذي فقدته وربّما كيلوغرامات إصافيّة زائدة عنه.
كيف تشجّعين الناس على اتّباع نظام متوازن وطويل الأمد؟
لا بدّ من تغيير العقليّة القديمة التي توصي بخسارة 10 إلى 15 كيلوغراماً في الشهر لتكون الحمية ناجحة. ففقدان الوزن بين 5 و8 كيلوغرامات رقم عادل لأنّك تتخلّصين من الوزن الذي يزعجك من دون أن تحرمي نفسك، بل تتناولين معظم ما ترغبين به كالشوكولاتة أو الأرز أو الباستا، إنّما باعتدال. هكذا حين ينتهي وقت النظام الغذائي المنحّف لن تشعري أنّك مشتاقة لأصناف حرمت منها بل ستستمرين في اتّباع نمط صحّي اعتدت عليه.
كيف يمكن تثبيت الوزن؟
يجب تعلّم أساسيّات التغذيّة الصحّية والسليمة مع أخصائيّة تغذية تتابع المرأة في مسيرتها لخسارة الوزن.وبعد الاعتياد على هذه القواعد الحياتيّة الجديدة، يجب الحرص على ممارسة الرياضة من 3 إلى 5 أيّام في الأسبوع لمدّة لا تتخطّى الساعة. كذلك، لا بدّ من إدخال البروتين في الوجبات الثلاثة الرئيسيّة لأنّه يساعد على زيادة الشعور بالشبع لفترات أطول بما أنّ الجسم يحتاج وقتاً أطول لهضمه. ويجب تناول النشويات المعقّدة والابتعاد عن الخبز الأبيض والمعجّنات، كما أنصح بشرب كميّات كبيرة من المياه خلال النهار. ففي أكثر الأحيان ينتج الشعور بالجوع عن نقص في شرب المياه وعدم الترطيب الكافي للجسم. من المفيد جدّاً أيضاً الحصول على قسط كافٍ من النوم وتحديداً بين 7
و9 ساعات لنعدّل مستوى الهرمونات في الجسم، إذ غالباً ما نطلب الحلويات بسبب اضطرابات هرمونيّة. كذلك، يجب التخفيف من الأكل العاطفي وتناول الطعام بوعي. ولدى الشعور بالجوع، لا بدّ من استهلاك ما نحن بحاجة إليه فقط، والإكثار من الفواكهة والخضروات والابتعاد عن تناول الطعام خارج المنزل لنحافظ على صحّتنا ونعيش حياة سليمة ومريحة على مختلف الأصعدة.
كيف نكافح الرغبة في تناول الطعام الدسم على المدى البعيد ونستمرّ بنمط غذائي صحّي يدوم لسنوات؟
الإجابة هي في الاعتدال. سنشعر بهذه الرغبة بين الحين والآخر بالتأكيد، ولا ضير من إعطاء الجسم ما يرغب به إنّما بكميات قليلة، من دون الانجرار نحو الأكل العاطفي ومحاولة إيجاد طرق لشغل وقت الفراغ وتخطّي الرغبات المتكرّرة بتناول الأصناف الدسمة والمضرّة للصحّة.
لماذا ثمّة فرق في حرق السعرات الحراريّة بين امرأة وأخرى؟ وكيف يمكن أن نزيد هذه النسبة؟
يعتمد الأمر على مجموعة أمور متّصلة ببعضها: أذكر منها الوراثة والجينات والعمر والوزن ونوع البنية والإصابة ببعض الأمراض أو أخذ بعض الأدوية. إنّما بشكل عام، من يستهلك كميّات كبيرة جدّاً من السعرات الحراريّة سيكسب الوزن والعكس صحيح. بعض الأشخاص يظنّون أنّهم يستهلكون الكثير من السعرات حين يتناولون وجبة واحدة دسمة خارج المنزل، وهذا معتقد خاطئ. فأحياناً طعام البيت مع الكثير من اللقمشة بين الوجبات يمكن أن يزيد الوزن أكثر من وجبة واحدة جاهزة يتمّ تناولها في اليوم. من هنا لا طريقة لزيادة الحرق إلّا من خلال الرياضة مع اللجوء إلى الشاي الأخضر واستهلاك المأكولات الحارّة والبهارات وشرب المياه بكثرة، وهي عادات تزيد نسبة الحرق بشكل بسيط. أمّا خسارة الوزن الحقيقيّة فتحتاج إلى التخفيف من استهلاك السعرات الحراريّة مع الإبقاء على حاجات الجسم منها لإعطائه النشاط وعدم حرمانه من الفيتامينات والمعادن التي يحتاج إليها.