قرية قصار التراثية مقصد الباحثات عن الراحة والاسترخاء

تحتوي منطقة جازان في المملكة العربية السعودية بالعديد من المعالم السياحية والتاريخية والمميزة، وسنتطرق اليوم إلى قرية القصار التراثية التي تعتبر من أبرز معالم السياحة في جزيرة فرسان وهي تمتاز بالأبنية التراثية من الحجارة وجريد النخل والمحاطة بالنخيل من كل جانب، فاقصديها في حال رغبت بالابتعاد قليلاً عن صخب المدن الكبيرة.

هي الخيار الأمثل لقضاء الصيف بسبب طبيعتها المعتدلة، تبعد قرية القصار التراثية عن جزيرة الفرسان بنحو 5 كيلو مترات جنوباً، وتتميز بوفرة المياه الجوفية والعذبة، كما تكثر بها الحارات التي تحتوي على العديد من المنازل التقليدية، حيث تضم نحو 400 بيت جدرانه من الحجارة، ما يحرك في الذاكرة صور من مدينة كابادوكيا الساحرة.

تضم القرية عدد من الغزلان والحيوانات المهددة بالانقراض، فيما تنتشر المنازل القديمة ذات الحوائط المصنوعة من الحجارة والأسقف المصنوعة من جذوع وجريد النخيل التي توضع فوقها الخبان؛ وهي كتل من الطحالب البحرية ومن ثم يوضع فوقها التراث وذلك بهدف تأمين المنازل من مياه الأمطار.

تحتوي القرية أيضاً على العديد من الآثار والنقوش الرومانية، وذلك وفقاّ للمؤرخين، إذ عثر على عدد من النقوش والكتابات التاريخية داخل كنيسة قديمة في القرية، حيث خطت على بعض حجارتها بالخط المسند الجنوبي تعود للعهد الحميري، ونقوش أخرى بالحروف اللاتينية القديمة.

كما عثر في منطقة الكدمي الواقعة في قرية القصار التاريخية على عدد من النقوش التراثية التي يعود تاريخها إلى 24 قبل الميلاد، والتي يقبل عليها محبي الآثار والتاريخ للتعرف على هذه النقوش البديعة.

يتواجد داخل القرية الحصن الأثري قلعة لقمان، ويعود تاريخه إلى الفترة الإسلامية المتأخرة ويستقبل أعداد كبيرة من الزوار للتعرف على التصميم المعماري البديع.

تم حديثاً تشييد ممرات ممهدة للمشاة فضلاً على وجود الجلسات المظللة التي تحمي الزوار من التعرض لأشعة الشمس، وتوفر لهم جلسات مريحة. وتم إنشاء مدخل للقرية ذات طابع ثلاثي الأبعاد، بغرض ألا تفقد القرية خصوصيتها المعمارية والبيئية، وتم مراعاة الطابع الشبابي والعائلي خلال إعادة ترميم القرية.

يقام داخل القرية مهرجان الحريد السياحي خلال مواسم صيد سمك الحريد وهو من ألذ وأجود الأسماك في البحر الأحمر وتشتهر به المملكة العربية السعودية، ويضم المهرجان عدد من الأنشطة الترفيهية منها الطيران الشراعي والطقوس البحرية القديمة والحفلات الغنائية التي تقام بواسطة الفرق الشعبية.

كما تقام خلاله معارض المنتجات والمشغولات اليدوية الخاصة، ويتم تنظيم عدد من الرحلات السياحية إلى قرية القصار التاريخية خاصة خلال فصل الصيف، وذلك حتى تسمح للزوار بالتجول وسط الممرات والمنازل القديمة ودخول هذه المنازل التي تتسم بالمساحة الصغيرة والتقاط الصور التذكارية.

اقرئي المزيد: لماذا سميت مكة بهذا الاسم وما هي أهميتها الدينية والاقتصادية؟

 
شارك