فاطمة المطر تستكشف روعة موسم أزهار الكرز في اليابان
في جعبة صانعة محتوى السفر الكويتية فاطمة المطر الكثير من تجارب السفر التي خوّلتها أن تكون واحدة من الأهم في هذا المجال الحيوي الذي يستقطب اهتمام الجماهير العربية، بسبب وفرة وأهمية المعلومات التي يقدّمها رائدوه عن مجال الترحال والسفر والرحلات والإجازات وكل التفاصيل التي تتعلّق بها، فتعرّفي أكثر على فاطمة واستفيدي من خبرتها لتنظيم رحلتكِ المقبلة.
أنتِ اليوم من أهم صانعات محتوى السفر على وسائل التواصل، مع أكثر من 300 ألف متابع لحسابك hello965@ عبر إنستغرام. حدّثينا عن قصة انطلاقكِ وعن العناصر التي تميّز محتواكِ؟
بدأت قبل 14 سنة، وحينها كان لديّ موقع إلكتروني أشارك فيه تجاربي في الحياة ونصائحي، ولاحظت مع تطور وسائل التواصل أنّ الناس أحبّت محتوى السفر بشكل خاص. وفي ذلك الوقت، كنت موظّفة بدوام كامل، وكنت أقوم بالكتابة ومشاركة المحتوى في أوقات فراغي. ومع مرور السنوات، صرت أتنبه للتأثير الإيجابي الذي تحدثه رسائلي، ومع حصولي على شهادة MBA في مدريد بمجال ريادة الأعمال والاستراتيجيات التسويقية، أردت أن أستفيد مما درسته في مجالي المهني، فجمعت بين حبّي الكبير للسفر واختصاصي للانطلاق في عمل جديد ومختلف عما هو سائد وهو صناعة المحتوى مع تنظيم الرحلات في مراحل لاحقة. في خلال هذه الفترات، كنت أطور مهاراتي في تصوير الصور والفيديوهات وابتكار مواضيع جديدة عن السفر وتقديم معلومات مفيدة عنه.
كيف تقبّل المجتمع الكويتي قبل أكثر من 10 سنوات من اليوم فكرة سفر شابة بمفردها إلى دول بعيدة جداً، وأحبّ بشكل خاص محتواها وطريقتها في طرح أفكارها ومشاركة نصائحها؟
بالتأكيد كان الأمر غريباً في البداية، فكثر كانوا يصابون بصدمة ويتساءلون كيف يمكن لشابة أن تسافر بمفردها، ولكنني بطبيعتي فضولية وشجاعة، أحب الاستكشاف ومعرفة المزيد عن الشعوب والثقافات وأنماط الحياة المختلفة حول العالم، لذا تخطيت مخاوفي والقيود التي كانت تحدّني وأفكار كانت تنتابني مثل أنني بنت عربية ولا يجب أن تسافر من دون أفراد عائلتها وتجول في المطارات الكبيرة وفي المدن ذات اللهجات الغريبة التي لن تفهمها. والبداية كانت بأنني صرت أجري أبحاثاً كثيرة عن الوجهة التي سأقصدها، وساعدني أنني سافرت كثيراً في أوقات سابقة من حياتي مع أهلي، لتكون أول رحلة فردية أقوم بها إلى بالي، واكتشفت كم أنّ الأمر رائع، وفيه إثراء كبير لشخصيتي، فهو غيرني وجعلني أكثر جرأة وقوة، وأخرجني من منطقة الراحة. وبالتأكيد كنت أستعين بمرشد سياحي لأشعر بالثقة والأمان، وهكذا تغلّبت على كل مخاوفي مستفيدة من دعم أهلي وثقتهم بي وبإمكاناتي.
ما الذي قدمتِه وتقدمينه ليجعل صفحاتكِ عبر وسائل التواصل من أكثر الصفحات الخاصة بالسفر متابعةً؟
في البداية، ركّزت على تقديم المعلومات، وكنت أشرح عن الأمور التي لم تكن واضحة للجمهور، وبتّ أقصد أماكن لم يعتد عليها العرب، وأطلعهم عليها وعلى كيفية الوصول إليها والاستفادة من مزاياها، ولاسيما الوجهات التي تهم الطبقة الراقية التي تبحث عن وجهات مختلفة وغير تجارية وعن تجارب جديدة وحقيقية ومثيرة للاهتمام، فالكثير من الشعب في الخليج والعالم العربي لا يرغبون بتجارب سفر متعبة أو متواضعة، بل يريدون الرفاهية والراحة في إجازاتهم، فكان محتواي بسيط ومليء بالمعلومات المفيدة. ومع الوقت، صار هناك الكثير من صناع المحتوى الذين يقدّمون المعلومة، فتغيّرت استراتيجيتي، وصرت أبتكر مواضيع جديدة. أدخلت مثلاً تفاصيل عن اللايف ستايل والفتنس، ونجحت في التأقلم مع التغييرات الاجتماعية الحاصلة، مع استمرار موائمة محتواي للعالم العربي الذي أتوجه إليه.
هل تحبين التواجد على كل منصات التواصل الاجتماعي أو تركزين فقط على إنستغرام؟
لا أحدّ حضوري في منصة واحدة، بل أحب أن أفرد جناحيّ وأعزز تواجدي في كل المنصات التي تسمح بالتواصل مع الآخر، إذ لكلّ منها جمهورها الذي يختلف بأفكاره وتطلعاته، فأنا ناشطة عبر تويتر وتيك توك وسناب شات ولينكد إن، وأصنع المحتوى الذي يلائم كل منصة.
هل يوجد معكِ رفيق عمل يساعدكِ في اختيارات النشر؟
أعمل بمفردي وأعتمد على التكنولوجيا المتوفرة أمام الجميع، فأصوّر وأقوم بالمونتاج وأخصص لكل منصّة ما يلائمها، وأضع جدولاً تفصيلياً بكل ما سأشاركه لشهر كامل. أنا أحب عملي كثيراً وأشعر بالمتعة في التنظيم وتطوير محتواي.
لماذا قررتِ دخول مجال الأعمال وإطلاق شركة لتنظيم الرحلات هي helloexplorer.travel؟
بدأت قبل 4 سنوات بتنظيم الرحلات الجماعية، ولاقت الفكرة الترحيب والإقبال، كما أقدّم استشارات سياحية وبرامج تفصيلية للمجموعات. وبالتأكيد أعمل مع فريق كبير متخصص في هذا المجال، وكانت آخر رحلة قمنا بها إلى اليابان حيث اكتشفنا جمال هذا البلد في الربيع، مع تفتّح أزهار الكرز التي تميز هذا البلد العريق.
كيف تشجّعين الشابات العربيات على الرحلات الجماعية؟
صداقاتنا في العالم العربي مغلقة بعض الشيء، فلا يوجد فرص للتعرّف على أناس جدد من خلفيات ثقافية ومعرفية مختلفة، لذا ومن خلال الرحلات الجماعية، يمكن للشابة أن تكتشف المزيد عن العالم حولها، وعن الأشخاص المختلفين عنها، وربما ستجد صديقات جديدات يزدن الكثير إلى حياتها، ويغيرن نواحٍ مختلفة من شخصيتها. فكثيرات ممن رافقنني كونّ صداقات عميقة مستمرة حتى اليوم، كما أنهنّ بتن اليوم قادرات على السفر بمفردهنّ، فقد كسرن حاجز الرهبة والخوف من أشخاص لا يعرفنهنّ سابقاً، ربما يتكلّمون بلغة مختلفة ويفكرون بشكل مختلف تماماً. هناك أشخاص لا يفضلون السفر الجماعي لأنّهم لا يحبّون الالتزام بمواعيد المجموعة، كما أنّهم ليسوا منفتحين على التعارف والاحتكاك بالغرباء، لهؤلاء يمكن تنظيم رحلات فردية أو مع مجموعة أقارب أو أصدقاء.
ما هي الوجهات التي تنصحين بها في فصل الربيع؟
اليابان هي وجهتي المفضلة في الربيع ولا سيما في شهر مايو، أما في الصيف فأفضل أوروبا وأقصد إيطاليا أو اليونان أو إسبانيا، فأنا أحب الصيف والرياضات الشاطئية والنشاطات البحرية، وبالنسبة للأشخاص الذين يحبون الشتاء فأنصحهم بزيارة النرويج واسكتلندا والاستمتاع بأجواء البرد الرائعة.
كيف تحافظين على الشغف بالسفر واكتشاف أماكن جديدة؟
صحيحٌ أنني رأيت الكثير من الدول والمدن، ولكن لديّ لائحة طويلة من الأماكن التي لم أزرها بعد، هناك دائماً فنادق جديدة ومناطق لم أرها بعد، لذا لديّ في كل سنة 3 أماكن جديدة أخطّط لاكتشافها ومشاركة تجربتي فيها مع الجمهور.
لراحتكِ وإجازاتكِ المفضلة، هل تختارين الطبيعة أم المدن المزدحمة؟
أنا ابنة المدينة لذا أفضّلها بكل تأكيد ولا سيما في فصل الصيف، أمّا للراحة فأقصد الشواطئ، فحين أحتاج إلى إجازة بعيداً عن العمل والضجيج والمسؤوليات، سأقصد المالديف، حيث المياه الزرقاء ممتدة أمامي والسماء الصافية والجميلة.
ما هي مشاريعكِ المقبلة؟
أنوي تطوير أعمالي بشكل أكبر وزيادة الرحلات الجماعية التي أنظّمها ونشر المعلومات بشكل أكبر عنها لحثّ الشابات والشبان على تجربتها، كما أرغب بتطوير محتواي على الدوام من خلال زيادة معارفي في تقنيات التصوير والمونتاج وإعداد الصور والفيديوهات.