القاهرة سمراء النيل الآسرة

السفر من دول الخليج إلى القاهرة بالطائرة لا يتطلّب الكثير من الوقت، بضع ساعات وتصلين إلى وجهتك. كما أن درجات الحرارة المعتدلة في هذا الوقت من العام ستحمسك أكثر كي تزوريها.

رؤية الأهرامات في الصور أو من بعيد حين تقترب السيارة التي تقلّك إلى منطقة الجيزة لن تحضّرك للشعور بالرهبة الذي سيعتريك حين تقفين بالقرب منها، تنظرين إلى الأحجار الضخمة المصطفّة بأسلوب دقيق لتشكّل جبلاً لا يمكن لنظرك أن يصل إلى نهايته. وبعد التقاط مجموعة كبيرة من الصور التذكاريّة، ستستمعين إلى ما يقوله الدليل السياحي الذي سيخبرك أنّ الهرم الأكبر كان للملك خوفو ثم قام ابنه خفرع ببناء الهرم الثاني بالقرب من قبر والده، وبعدها بفترة قام منقرع الحاكم السادس من الأسرة الفرعونيّة الرابعة ببناء الهرم الثالث، وقد تمّ بعد ذلك بناء عدد من الأهرامات التي لم تصل إلى عظمة أو حجم الثلاثة الأوَل.

في حضرة أبو الهول

لا يمكن ترك منطقة الجيزة من دون المرور بتمثال "أبو الهول" الذي يعدّ من رموز التاريخ المصري، بجسد أسد ورأس إنسان، تمّ نحته من الحجر الكلسي، وهو يقع على الضفة الغربيّة من النيل في الجيزة، وكان يعتبر حارس هضبة الجيزة والأهرامات. يبلغ طوله 73،5 متراً، من ضمنها 15 متراً طول رجليه الأماميّتين، وعرضه 6 أمتار، وأعلى ارتفاع له عن سطح الأرض هو حوالى 20 متراً إلى قمة الرأس، وبمساعدة الدليل بإمكانك التقاط صورة رائعة تبدين فيها وكأنّك تطبعين قبلة على خدّ التمثال الصامت.

آثار مصر القديمة في متحف القاهرة

الزيارة إلى متحف القاهرة ستسمح لك برؤية آلاف القطع الأثريّة التي تختصر تاريخ هذه الدولة، إذ يضم المتحف136 ألف أثر فرعوني. القاعات الداخلية واسعة والجدران مرتفعة، كما أنّ الضوء يدخل من ألواح الزجاج على السقف ومن الشبابيك الموجودة في الطابق الأرضي، وثمة شروحات وافية حول كلّ قطعة معروضة لوضعها في سياقها التاريخي، مع الحرص على عدم التصوير كي لا تتأذى الموجودات. وممّا لا شكّ فيه أنّ التجربة التي لا تنسى في المتحف هي مشاهدة المومياء الموجودة في قاعة خاصة في الطوابق العلويّة، إذ سترين مناظر يقشعّر لها البدن، وتثبت بالدليل القاطع مدى الذكاء والمعرفة العلميّة التي وصل إليها الفراعنة والتي لا يزال العالم غير قادر حتى اليوم على فك ألغازها.

الأصالة في شارع المعز

عليك أيضاً زيارة شارع المعز وخان الخليل والمعالم الأثريّة الدينيّة الموجودة في محيطهما الجغرافي، لتكتشفي أنّ القاهرة لا تختزن تاريخ الفراعنة وحسب، بل هي منطلق الأديان السماويّة، وفي الشارع ستجدين المتاجر القديمة المبنيّة من الأحجار التاريخيّة، فهذا بمثابة أكبر متحف مفتوح للآثار الإسلاميّة في العالم، مخصّص للمشاة فقط، وقد تمّ ترميمه قبل بضع سنوات للحفاظ على طابعه الأثري.

النحاسيّات من خان الخليلي

بعد انتهاء جولتك في شارع المعز، لا بدّ من التسوّق في خان الخليلي المليء بالبازارات والمحلات والمطاعم الشعبيّة، وذلك لشراء الهدايا التذكاريّة: الجلابيّات المصريّة، النحاسيّات المميّزة، التحف وقطع الديكور المنزليّة، الأحذية الجلديّة، الأكسسوارات يدويّة الصنع، البخور والعطور، القطنيّات الرائعة.

مقهى الفيشاوي

من الضروري زيارة مقهى الفيشاوي في حي الأزهر العريق في القاهرة للاستمتاع بتجربة الشاي "الكوشري"، أي شديد التركيز، كما اعتاد المصريون تسميته، إذ إنّ هذا المقهى كان المفضّل لدى الكاتب الراحل نجيب محفوظ، ويزوره الكثير من النجوم من مختلف دول العالم بسبب طابعه الشعبي الذي يعكس الثقافة المصريّة.

 

 
شارك