البحر فخرنا وفرحتنا!
تشتهر المالديف بكونها دولة جُزرية، تنعم بوفرة من المناظر الرائعة تحت الماء والحياة البحرية المتنوعة. ولطالما اعتمدت التنمية الاجتماعية والاقتصادية لهذا البلد بشكل كبير على محيطاتنا كوسيلة للعيش ودعم اقتصادنا. وتعتمد مجالاتنا الاقتصادية الرئيسة على المحيطات، لا سيما السياحة وصيد الأسماك. وبمناسبة اليوم العالمي للمحيطات في هذا العام، فلنكرّم محيطنا لدعمه هذا الأرخبيل الصغير منذ عهد أسلافنا، ولنخبر قراءنا لمَ هذا المحيط عزيز جداً على قلب كل مالديفي.
طريق التجارة القديم
إن التجار والبحارة من جميع أنحاء العالم قد اكتشفوا في العصور الوسطى جزر المالديف لأنها تقع مباشرةً على طريق تجاري رئيس. واعتمدت سفن الشحن جزر المالديف كمراكز للتوقّف من أجل إعادة التزوّد بالمياه والخشب وألياف جوز الهند والمواد الغذائية. وحتى اليوم، غالباً ما تعتمد السفن التجارية جزر المالديف كميناء للتزود بالوقود أو لإجراء بعض الصيانات البسيطة لسفنها. فالمحيط هو الطريقة التي كنا نتواصل بها مع العالم في ذلك الوقت، ولا يزال السبب وراء بقائنا مركزاً للتجارة الإقليمية والعالمية.
من تأمين المعيشة إلى الازدهار والرخاء
بدأت مصايد الأسماك في البلاد تعمل كوسيلة لكسب الرزق وتأمين المعيشة بشكل تقليدي مع أسلافنا. فيما اعتمد الصيادون على المحيطات الوفيرة لتأمين لقمة العيش لأسرهم، وسرعان ما أدركوا إمكانية جعل هذا المجال قابلاً للاستمرار اقتصادياً، بحيث قاموا بتصدير أنواع مختلفة من التونة والأسماك الأخرى الموجودة بكثرة في المنطقة الاقتصادية الخالصة. واليوم، تُعد مصايد الأسماك ثاني أكبر قطاع في البلاد. ودائماً ما تكون الأسماك ومنتجاتها أكثر سلعة يتم تصديرها من جزر المالديف. فمحيطات الأرض تعطي بوفرة، ونحن دائماً شاكرين لنعمها. ولا يستخدم مجال مصايد الأسماك في جزر المالديف سوى الأساليب الصديقة للبيئة، مثل الصيد بالقصبة والخيط، وصيد سمكة تلو الأخرى، وهذه طريقتنا في رد الجميل للطبيعة عبر مصايد الأسماك المستدامة لدينا.
البحر يكمّل سحر جزر المالديف
شُيّدت هذه الوجهة المشهورة عالمياً فوق المحيط الذي يبارك جزرنا. فألوان وتدرجات محيطاتنا الشاسعة، بالإضافة إلى الجمال الساحر لعالم ما تحت المياه، هي ما يجعل جزر المالديف وجهة جاذبة للزوار. فالمنظر البانورامي من نافذة الطائرة، والفيلات المنتشرة فوق المياه الزرقاوية، ومنتجعات السبا والمطاعم تحت الماء هي ما يجعل وجهتنا شيّقة للغاية. إنها بالفعل جنّة لعشاق المحيط، ولأولئك الذين يسعون إلى الاتحاد مع الطبيعة، سواء في المحيط أو حوله.
مفعمة بالحياة ومغامرات المحيط
إذا تحبين المحيط، فلا تُحصى التجارب التي يمكنك خوضها هنا في جزر المالديف. بدءاً بالسباحة في المياه الضحلة، وممارسة سباحة الـ snorkelling فوق الشعاب المرجانية الغنية، والغوص مع الأسماك الملونة، والغوص العميق لاستكشاف أعماق المحيط، وصولاً إلى المشاركة في نشاط شيّق للرياضات المائية، يمكن للجميع أن يستمتع. فجزر المالديف تتمتع بالكثير من أماكن الغوص، وهي مليئة بالشعاب المرجانية الرائعة والمخلوقات البحرية. وتعني عطلة في جزر المالديف أيضاً أن هناك عدداً لامتناهياً من أنشطة الرياضات المائية، مثل ركوب الـjet ski والقوارب والزوارق ذات القاع الزجاجي، والإبحار بالطوافات، وركوب الأمواج kite surfing، وحتى التزلج الهوائي parasailing لمحبّي المغامرات. ويمكنك المكوث في منتجع أو فندق أو دار ضيافة أو قارب قابل للسكن والاستمتاع بأي من هذه الأنشطة. ويوفر التنوع البيولوجي الغني لبحرنا عالماً جديداً بالكامل لأولئك الذين يسعون إلى المغامرة تحت سطح البحر. وتنعم جزر المالديف بأكثر من 200 نوع من الشعاب المرجانية وأكثر من ألف نوع من الأسماك و400 نوع من الرخويات و350 نوعاً من القشريات البحرية. وتشمل التجارب في جزر المالديف في الكثير من الأحيان رصد الدلافين أثناء رحلات غروب الشمس، والسباحة مع أسماك الـ manta ray، والسباحة، ومشاهدة سمكة قرش الحوت من مسافة بعيدة.
رد الجميل للمحيط
قد تشبه قصتنا قصة الدول الجُزرية الصغيرة الأخرى، التي تعتمد على المحيط في كسب الرزق والغذاء. لكن الآثار الضارة لتغير المناخ باتت تشكل تهديداً كبيراً لهذه النعمة. فالشعاب المرجانية تموت، وبعض الأنواع تختفي من محيطاتنا، والكثير منها على وشك الانقراض. لهذا السبب علينا اليوم أكثر من أي وقت مضى حماية محيطاتنا والحفاظ عليها، إذ إنها اليد التي تطعمنا. نحن مدينون لأمتنا ولزائريها ولنسلنا بالتصرف بمسؤولية، والتأقلم مع التغيرات واتخاذ قرارات واعية بيئياً للحفاظ على بحارنا وحيواناتها وأنظمتها البيئية.
كوني جزءاً من هذه الجهود من خلال المشاركة في برامج استعادة/زراعة الشعاب المرجانية، وجهود إعادة تأهيل السلاحف أو من خلال التعلم الواعي عن الحياة البحرية وتجنب الأفعال التي قد تكون ضارة بالبيئة.
هناك محيط واحد، وكوكب واحد، ومستقبل واحد، ونحن جميعاً أمام المسؤولية نفسها. لقد حان وقت العمل لحماية محيطاتنا والحفاظ عليها.