8 خيارات مذهلة للسياحة الثقافيّة والتراثيّة في الإمارات
صحيح أنّ دولة الإمارات العربيّة المتّحدة هي من الدول المشهورة بتعدّد المراكز التجاريّة الفخمة والمطاعم الفاخرة والفنادق والمنتجعات المترفة لكنّها تخفي أيضاً لمن تقصدها الكثير من المفاجآت الثقافيّة والتراثيّة والتاريخيّة. ولمناسبة اليوم الوطني سنعرّفك على بعضها لتضعيها على قائمة الأماكن التي يجب زيارتها في الفترة المقبلة.
متحف اللوفر
10 سنوات استغرقها بناء متحف «اللوفر» في أبوظبي فالحكومة الإماراتيّة لا ترضى إلّا بنتيجة تليق باسمها وهو منذ افتتاحه يستقطب الزوّار من كل دول العالم. يقع المتحف على جزيرة السعديات ويضمّ مجموعة مقتنيات خاصّة به وأعمال عمارة من أعرق المتاحف في فرنسا، تستمدّ أهميّتها من بعدها التاريخي والثقافي والاجتماعي وتمّ توزيعها على الصالات لتروي قصصاً من مختلف الحقب التاريخيّة التي مرّت على البشر، وقد تمّت إعارة اسم اللوفر للمتحف لمدّة 30 عاماً، مع العلم أنّ كلفته بلغت أكثر من 650 مليون دولار. وسترين بين أرجاء صالاته الـ12 مئات الأعمال الفنّيّة بينها اكتشافات أثريّة وفنون زخرفيّة ومنحوتات من مختلف دول العالم، بالإضافة إلى مخطوطات قديمة تعود لمختلف الديانات. ولا يقلّ المبنى الذي يحتضن هذه الأعمال تميّزاً وأهميّة، إذ يعتبر معلماً معماريّاً عصريّاً تحيط به المياه من كلّ الجهات، وهو من ابتكار المصمّم العالمي جان نوفيل، تغطيه قبّة ضخمة وغير اعتياديّة مؤلّفة من قطع معدنيّة تسمح بتسلّل الإنارة النهارية إلى داخلها عبر فراغات مدروسة، فيذكرنا المنظر من تحتها بظلال سعف النخيل. وفي المتحف أيضاً صالة خاصّة بالأطفال ذات طراز راقٍ بالإضافة إلى مساحات للنقاش كالمسرح وأماكن لراحة الزوار كالمطعم والمقهى وغيرهما.
قصر الإمارات
صحيح أنّ قصر الإمارات في أبوظبي هو فندق فخم، إلّا أنّه يعدّ من أهمّ معالم الجذب السياحي في الإمارة، يأتي إليه السيّاح من كافّة دول العالم لاستكشاف تصميمه وهندسته المعمارية وروعة تأثيثه وجمال تقسيماته. وقد صمّمه المهندس المعماري جون إليوت أحد أهمّ مصمّمي العالم في مجال تصميم الفنادق وجرى افتتاحه عام 2005 وهو يطل على شاطئ الخليج العربي بالقرب من كورنيش أبوظبي ومارينا مول وقرية التراث. ويضمّ المبنى الرئيس من القصر 114 قبّة من الرخام، وشرفة كبيرة وقبّة منقوشة ترتفع 72 متراً عن الأرض ومزيّنة بالذهب واللؤلؤ والكريستال. وسترين فيه 1000 ثريا تزن أكبرها 2.5 طنّاً، إضافة إلى سجادّتين جداريتين صنعتا يدوياً تحملان صورة الفندق وهو من أملاك حكومة أبوظبي وقد بلغت تكلفة بنائه حوالي 6 مليار دولار حيث شيّد على مساحة 850 ألف متراً مربّعاً، كما يتواجد ضمن نطاقه عدداً من المطاعم الفاخرة التي تقدّم مختلف أنواع الأطباق من كلّ أنحاء العالم. استغرق إعمار الفندق فترة 3 سنوات ويبلغ طول شاطئه الخاصّ حوالى 1.3 كلم ويضمّ حوالى 300 غرفة و92 جناحاً ملكيّاً وجناحاً خاصّاً للرؤساء وكبار الشخصيّات. ويتغيّر لون القبب فيه بشكل أقرب إلى لوحة فنيّة مزدانة بألوان قوس قزح في الليل ويقام فيه عدد من الفعاليات الثقافيةّ والفنيّة على مدار العام.
متحف الشارقة
يعدّ هذا المتحف تحفة معماريّة تتواجد فيها آلاف القطع الأثريّة والاكتشافات والاختراعات التي تروي أجزاؤها قصصاً عن عظمة الحضارة الإسلاميّة من القرن الأوّل حتّى القرن الرابع عشر الهجري. تمّ افتتاحه عام 1996 في منطقة التراث العريقة، وهو يضمّ 6 أقسام في كلّ منها باقة من آثار العصور الإسلاميّة الذهبيّة وتحفها. ويحتوي على أكثر من 5 آلاف قطعة أثرية فريدة تمّ جمعها من مختلف أرجاء العالم العربي، وهي معروضة تبعاً لفترتها الزمنية في عدّة صالات تعرض الإنجازات العظيمة لعلماء المسلمين في الحضارة الإنسانية، بما فيها الاكتشافات والاختراعات والنظريات المتعلقة بمختلف مجالات الحياة والأعمال الفنيّة والمشغولات المصنوعة من الخزف والمعادن والزجاج وغيرها من الفنون الأخرى المذهلة التي تعود للفترة الزمنية ما بين القرن الأوّل والقرن السابع هجري وقطع فنية معدنية وخزفية مملوكية وصفوية وعثمانية ومشغولات حرفية وأسلحة القديمة استخدمت في القرن الثالث عشر حتى القرن الرابع عشر هجري.
القرية العالمية
لا تكتمل زيارة دبي من دون التوجّه إلى القرية العالميّة التي تعدّ من أهمّ الوجهات للثقافة والترفيه في العالم، ففكرتها فريدة من نوعها وتقوم على التعرف على مختلف البلدان واكتشاف ما يميّزها لذلك يقصدها الزوار من حول العالم ويمكن فيها التمتع بأرقى تجارب التسوق وتذوق أشهى المأكولات. وتقدم لضيوفها في كل موسم مجموعة واسعة من الفعاليات والعروض والأنشطة كما أنّها ستأخذك في رحلة سريعة وجديدة حول العالم عبر مجموعة من الأجنحة. استمتعي فيها بالأماكن الترفيهية والألعاب المختلفة مثل بيت الرعب الذي يجعلك تعيشين أجواء مخيفة في بيت مليء بالأشباح كما يمكنك مشاهدة أفلام قصيرة مختلفة بتقنية
الـ7D بالإضافة إلى الألعاب الشهيرة كالرولر كوستر وغيرها. وإذا كنت من محبّات التسوّق فالقرية تضمّ 30 جناحاً يمثلّ كلّ منها بلداً أو عدداً من البلدان على سبيل المثال جناح الشرق الأقصى يضم اليابان وكوريا الجنوبيةّ وأندونيسيا ويضمّ كل جناح منتجات محليّة خاصّة بالبلد بحيث يتجاوز عدد المتاجر داخل جميع الأجنحة 3500 متجر. وفي النهاية تناولي الطعام في أحد مطاعمها التي يتجاوز عددها 150 مطعماً ومقهى وكشكاً مختلفاً يقدّم كلّ منها أطباق عدّة ومتنوعة من بلدان مختلفة، وجرّبي أكثر من مطبخ كي لا تندمي بعد ذلك على تفويت هذه الفرصة الفريدة.
قلعة الفجيرة
تعتبر قلعة الفجيرة من أهمّ وأكبر قلاع الإمارة، وهي تقع على هضبة عالية، ويصل إرتفاعها إلى 20 متراً عن سطح البحر، لتشرف على كل مدينة الفجيرة وتبعد نحو 3 كيلومترات عن ساحل البحر. يشكّل النظر إليها من الخارج متعة صافية حيث يمكن الاستمتاع بمنظرها المعماري المهيب ومشاهدة جدرانها المرتفعة. وبعد الدخول إليها، تفقّدي القاعة الكبيرة، التي تجاورها غرفة فسيحة، ومن ثمّ انتقلي إلى درج سيأخذك إلى الطابق الثاني، حيث ستذهلك الإطلالة الساحرة كان الجنود يراقبون منها القادمين إلى مدينتهم، ليتفادوا هجمات الأعداء المباغتة فقد كان للقلعة دور في حماية المنطقة.
شيّدت القلعة في القرن السادس عشر الميلادي، ويختلف تصميمها عن التصميمات الهندسية المعتادة في بقية قلاع الدولة وقد بنيت من المواد المحلية التي تشمل الحجر والحصى والطين والتبن ومادة الجص وقد أجري عليها بعض الإصلاحات وأعمال الترميم عام 1925. ثمّ في منتصف الستينات، عند انهيار البرج الشمالي فيها، قامت إدارة التراث والآثار بترميم شامل لها ولأبراجها واستخدمت في العمليّة هذه المواد نفسها التي بنيت منها القلعة.
متحف عجمان
من الضروري لدى التواجد في الإمارات زيارة هذا المتحف الذي كان حصناً وهو يعدّ من أهمّ المعالم التراثيةّ والتاريخيّة في المنطقة بفضل ضخامته وتنوّع المعروضات التي يضمّها. وقد كان في الماضي مركز الرئاسة في الإمارة ويوجد فيه أبراج منتشرة حول الحصن وقد تم تحويله إلى متحف متكامل يحوي المقتنيات الأثرية والصناعات والمهن التقليدية. شيّد حصن عجمان أواخر القرن الـ18 واستخدمت في بنائه مواد محلية، منها حجارة البحر المرجانية والجص، وتعرّض في العام 1820 لقصف السفن الحربية البريطانية، حتّى أعاد بناءه الشيخ راشد بن حميد الأوّل.
أمّا بعدما تحوّل إلى متحف، ضمّ أقساماً عدّة منها القبر الأثري وأقسام بيوت الجريد والسفن والصيد البحري والزراعة والمطبخ القديم ومخزن التمور والطرب الشعبي، إضافة إلى قاعة الثقافة والتراث والألعاب الشعبية والآثار والوثائق والمخطوطات والمجلس كما أضيفت إلى المتحف قاعتان، خصصت الأولى للطب الشعبي وقسماً لعلاج تجبير الكسور وأقساماً لأمراض أخرى كانت شائعة في الماضي مثل «الحجامة» والعلاج بالكيّ.
كما يوجد فيه السوق الشعبي، الذي يضمّ مجسّمات تمثّل مهناً وحرفاً وعادات شعبية كثيرة، من بينها مهنة الحلّاق والخياط والحداد والقطّان وبائع الحصر، وتم تجسيد هذه المهن من خلال تماثيل مميّزة وتزيينها بالإكسسوارات التي كانت تستخدم في كل مهنة.
قرية أبو ظبي التراثية
تعتبر القرية التراثية في أبوظبي من أبرز معالم السياحة الثقافيّة في الإمارات وقد بنيت على مساحة 16 ألفاً و800 متر مربع لتجسد الإرث الحضاري والثقافي للدولة قديماً، وتبيّن نمط حياة القبائل التي عاشت في الماضي ووضعت الأساس لقيام الدولة الحديثة. وتمّ افتتاح القرية عام 1996 بعد توجيهات من الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بهدف الحفاظ على التراث الإماراتي وهي تعدّ اليوم من أنسب الوجهات لاكتشاف تاريخ هذه المنطقة العريق.
يعدّ التجول في القرية لاكشتاف الصناعات الحرفية واليدوية والتقليدية التي يقدّمها البائعون من أكثر النشاطات تسلية كما يمكن زيارة متحف القرية الذي يعرض كل ما كان يرتبط بتلك الحياة من أدوات ومستلزمات. ولا تنسي البحث عن البناء الذي شيّد على شكل قلعة أثرية تزيد مساحتها عن 500 متر مربّع كما يمكن رؤية الأدوات الزراعية القديمة وأدوات صيد اللؤلؤ وتقاليد صنع القهوة العربية، بالإضافة إلى شراء زي فلكلوري إماراتي مع الإكسسوارات التي كانت تختارها النساء معه بالإضافة إلى وجود عدد من المصاحف القديمة المكتوبة بخط اليد ومسكوكات ذهبية وفضية وبرونزية . بعد ذلك تناولي الغداء في مطعم يقدّم المأكولات العربيّة القديمة والتراثية المشهورة في أبوظبي وتذوّقي القهوة الإماراتيّة المغلية على الجمر.
حصن المقطع في أبو ظبي
بُني الحصن فوق جسر يربط بين جزيرة أبوظبي والبرّ الرئيسي، وهو من أهمّ المباني التاريخيّة في المدينة تمّ بناؤه في أواخر القرن الثامن عشر. ونظراً لقيمة الحصن التراثية في إمارة أبوظبي، خضع لعمليات ترميم في السنوات الماضية. ويمكن مشاهدة الحصن عند الاقتراب من جسر المقطع في الاتّجاه القادم إلى أبوظبي. وقد تمّ بناؤه في هذه المنطقة لاستخدامه كجهاز للمراقبة لرصد أيّ غارات للأعداء في تلك الأوقات وإبلاغ سكان الإمارة. بنيّ الموقع في الأصل من القرميد الطيني وخشب النخيل، إلى أن أجريت له عمليات ترميم حديثة قبل إعادة افتتاحه.
وقد كان الحصن حتّى فترة الخمسينات علامة للمسافرين يعرفون من خلاله أنّهم وصلوا إلى جزيرة أبوظبي وباتوا بعيدين عن الصحراء. وبسبب بعد المسافة من المدينة إلى قصري الحصن والبطين كان الحصن بمثابة مكان يستريح فيه المسافرون. ومع إنشاء جسر المقطع، قلّ اسخدامه ولكنّه بقي من الأبنية الأثرية المميزة.
يوجد بالقرب من الحصن التراثي عدداً من المعالم التي تتميّز بمكانتها العريقة، منها: جامع الشيخ زايد الكبير الذي يعدّ رابع أكبر مسجد، ومدينة زايد الرياضيّة، ومتنزه خليفة الذي يعدّ من أقدم الحدائق في أبوظبي، وجزيرة ساس النخل.