4 وجهات مميزة لشهر عسيل خريفي

تتغيّر الطبيعة في فصل الخريف، فالهواء يصبح عليلاً والأجواء الطبيعيّة تزداد جمالاً بانتظار زخّات المطر الخفيفة. وفي هذه الفترة من العام، يكون الوقت مثاليّاً لقضاء شهر عسل رومانسي وحالم بعيداً عن التعب والشعور بالانزعاج بسبب الطقس الحارّ. لذا، اخترنا لك بقعاً تزخر بالأماكن الأثريّة والمناظر الساحرة التي تشكّل متعة للعين لتختاري منها وجهة تناسب ذوقك.

رودس: سحر الأساطير اليونانيّة القديمة
تاريخ كبير تحمله الجزر اليونانيّة، موطن «هرقل» الذي لطالما أذهلتنا بطولاته وتابعناها بشغف على مدى سنوات مراهقتنا، ولتتعرّفي عن كثب على هذه الحضارة العريقة ننصحك بزيارة جزيرة Rhodes. ولا تظنّي للحظة أنّ السياحة فيها تقتصر على النشاطات المائيّة، فهي تتمتّع بتاريخ عريق وبطبيعة خلّابة مع مناظر رائعة للجبال والتلال. في البداية، لا بدّ من استكشاف المدينة القديمة التي يعود تاريخها إلى القرون الوسطى وتضمّ الكثير من الآثار مثل الحصون والمتاحف والأبراج، ولعلّ أهمّها قصر Grand Master الذي يقع في أعلى نقطة من المدينة ويضمّ مجموعة كبيرة من الأبراج والأسوار، كما أنّ أرضيّاته مزيّنة بالفسيفساء، وهو يتضمّن 150 غرفة يجب المرور بها ورؤية ما تحتويه من قطع أثريّة قديمة. بعدها، استكشفي «برج الساعة» واصعدي إلى أعلاه واستمتعي برؤية معالم المدينة ومبانيها واستنشاق الهواء المنعش الذي يأتي من جهة البحر، ثمّ زوري المتحف الأثري الذي يعود إلى القرن الخامس عشر ويضمّ عشرات التحف الأثريّة والحفريّات والمقتنيات التاريخيّة. ولا تفوّتي زيارة «وادي الفراشات» حيث تجتمع آلاف الفراشات الملوّنة وتتنقّل في الأرجاء مضفية لمسة شاعريّة لا مثيل لها. وللاستمتاع بصوت خرير المياه المهدّئ للأعصاب، زوري «الينابيع السبعة» حيث تحيط المياه بأشجار الصنوبر الوارفة، وهناك ثمّة العديد من المطاعم التي توفّر لك أشهى الوجبات مع إطلالات رائعة على الينابيع والشلالات المحيطة بها. وقبل المغادرة وللاسترخاء مع الشريك، اقصدي مدينة Lindos التي تعدّ من أقدم مدن العالم إذ يرجع تاريخها إلى 2000 عام قبل الميلاد، فقد حافظت على بعض المباني الصغيرة البيضاء وهي تضمّ شوارع ضيّقة وعدداً من المقاهي والمتاجر حيث يمكنك تناول الطعام اليوناني الشهير وشراء الهدايا التذكاريّة الجميلة. كذلك، بإمكانك التنزّه سيراً على الأقدام مع الشريك والاستمتاع بأوقات رومانسيّة لا تنسى.

فيرونا: موطن روميو وجولييت
تقع هذه المدينة في شمال إيطاليا وتبعد حوالى الساعة عن ميلانو في القطار. تتميّز بأبنيتها المزدانة بالرخام الوردي وبأبراجها التي تعكس تاريخها الروماني العريق، كما وتضمّ الكثير من الآثار القوطيّة التي ستذهلك بجمال هندستها وتصاميمها الداخليّة. وهناك، بإمكانك استئجار درّاجة هوائيّة والتجوّل في أرجائها مع الشريك لاستكشاف كنوزها المعماريّة ورؤية المباني الأثريّة التي تعود إلى القرون الوسطى. كذلك، لا تفوّتي زيارة المدرّج الروماني الذي لا يزال يشهد حتى اليوم عروض الأوبرا والموسيقى والباليه، وساحة Piazza dell'erba المحاطة بالعمارات والمباني المميّزة. عليك أيضاً زيارة منزل جولييت وتحديداً الشرفة التي كانت تطلّ منها لرؤية روميو والمرور بالقرب من برج Torre dei Lamberti الذي يعود إلى العام 1172 والقلعة المحصّنة Castelvecchio التي تعود إلى القرن 14. ولا تفوّتي أيضاً مشاهدة عروض الأوبرا الشهيرة التي تقام في المدينة، لذا احرصي على أن تكون زيارتك في وقت عرض مسرحيّات شكسبير: روميو وجولييت أو غيرها من الأعمال الشهيرة. ولأنّك في إيطاليا، احرصي على تذوّق المأكولات والمشروبات الشهيّة التي تقدّمها لك المطاعم والمقاهي، لا سيّما الباستا والبيتزا والمخبوزات الرائعة.

غرناطة: التراث العربي في قالب أوروبي
تزخر Granada أو غرناطة الإسبانيّة بالمعالم الأثريّة ذات الطابع الشرقي وهي تضمّ عدداً من القصور التي تعود إلى قرون قديمة بالإضافة إلى ساحات شاسعة وحدائق رائعة، ناهيك عن طبيعتها الخضراء المميّزة حيث الجبال والكهوف والتلال. وفيها، ابدئي جولتك من «قصر الحمراء» وهو عبارة عن قلعة تاريخيّة امتدّت عمليّة بنائها لنحو 150 عاماً، لذا جاءت هندسته مذهلة إذ يضمّ أبراجاً دفاعيّة مرتفعة ويحيط به سور كبير. أمّا جدرانه، فتزيّنها الزخارف الهندسيّة الرائعة التي تعكس الحضارة العربيّة العريقة. بعدها، توجّهي إلى «حيّ البيازين»، وهو من أقدم الأحياء الأندلسيّة ويعود تاريخ بنائه إلى العام 800 ويتميّز بشوارعه وأزقّته الضيّقة وأبوابه القديمة، وله ثلاثة أبواب هي «باب البيازين» و«باب فحص اللوز» و«باب الزيادة». ويشكّل هذا الحيّ وجهة مثاليّة لمحبّات التاريخ لا سيّما أنّه كان متنزّهاً للأمراء إذ لطالما انفرد بأشجاره الخضراء وأزهاره الرائعة وطبيعته اللطيفة. ويعتبر فصل الخريف الوقت الأمثل للتنزّه فيه. أمّا سوق Alcaiceria، فسيعيدك بالزمن إلى الوراء إذ يزخر بتجّار الأقمشة والحرير وتجّار التوابل ويشتهر بألوانه الجميلة التي ستعيدك بالذاكرة إلى المغرب التي تأثّر بها الإسبان بسبب كثرة تواجدهم فيها في العصور الماضية. ويضمّ هذا السوق أيضاً الكثير من التحف والأكسسوارات والأثاث الخشبي المزخرف المصنوع باليد بالإضافة إلى السيراميك المزخرف على الطراز المغربي.

ترانسلفانيا: رحلة إلى عالم الأحلام
تنقلك الرحلة إلى Transylvania الرومانيّة إلى عالم الأحلام، فهي تزخر بالقلاع والقصور المذهلة وتشكّل ملاذاً مثاليّاً للباحثات عن الهدوء في قلب الطبيعة الخضراء. تضمّ هذه المنطقة قلعة Peleș التي تعدّ أهمّ صرح تاريخي في رومانيا، وهي تتميّز بغرفها الجميلة ذات النقوش الرائعة وتضمّ قطعاً أثريّة قديمة، كما أنّ مكتبتها تحتوي على كتب نادرة مع أغطية جلديّة ونقوش وتتضمّن باباً سريّاً يؤدّي بدوره إلى غرف سريّة. وتشمل هذه القلعة قاعات للأسلحة وغرفة موسيقى ومجالس مختلفة. أمّا قلعة Bran، فلا تقلّ جمالاً عن سابقتها، وهي معروفة بقلعة Dracula، وقد بنيت على صخرة شاهقة الارتفاع فيبدو منظرها ساحراً من الأسفل، علماً أنّ جزءاً منها بات متحفاً يمتدّ على أربعة طوابق، حيث تعرض مجموعات من السيراميك والأثاث والأسلحة والدروع. وفي هذه البقعة، لا تنسي زيارة القرى الرومانيّة الصغيرة حيث ستعيشين أجمل اللحظات في عالم حقيقي مليء بالجمال والهدوء والاسترخاء.

إقرئي المزيد: تحبّين السفر؟ إليك 5 وظائف تخوّلك السفر دائماً

 
شارك