مؤسسا Archer Humphryes للهندسة: بث الدفء في المكان يزيد من إحساس روّاده بالقوة والسعادة
تأسست شركة Archer Humphryes للهندسة في أواخر التسعينيات عندما تعاون شريكين هما David Archer و Julie Humphryes في تصميم عدد من مشاريع الضيافة الراقية في لندن. كانت مهارات كل من الشريكين متكاملة على المستوى الإبداعي لتكون النتيجة مشاريع مميزة وفخمة أجددها مشروع The Guild الذي افتتح في ICD Brookfield مؤخراً. وقد التقينا الشريكين لنكتشف أكثر رؤيتهما في التصميم.
كيف اجتمع شخصان على تحويل رؤيتهما في التصميم إلى واقع ملموس على أرض الواقع؟
دافيد: الأدوات التي يمتلكها المصمم هي في الأساس حواسه: البصر واللمس والشم والصوت وما إلى ذلك. إنّها قدرة الفرد على التلاعب بها لتحقيق نهاية محددة وتجربة ممتعة يمكن أن تخلق بيئة ناجحة. ومع ذلك، لكي ينجح المرء، عليه معالجة 3 مهام محددة: نقل رؤيته إلى العميل، وصفها بالدقة في تنسيق مرسوم، امتلاك المعرفة لتقديمها في شكل مدمج مع رؤية الفنانين والحرفيين. وربما في النهاية، عند تولي هذه المهمة، يجدر بنا أن نتذكر أنّ المرء سيحتاج أيضاً إلى الصبر والمثابرة للتعامل مع مجموعة متنوعة من التحديات المتغيّرة باستمرار والتي تظهر على طول الطريق.
ما الذي يجعل رؤيتكما فريدة بلمسة خاصة وفاخرة؟
جولي: خلفية شراكتنا إبداعية وأكاديمية. في كل مرة أجلس في المكتب وأفتح مجلّة تصميم شهرية، أشعر بالدهشة من عدد المشاريع التي يتم تسليمها بشكل مستمر في مواقع مختلفة حول العالم. أعتقد أنّ الشيء الوحيد الذي يميّزنا هو عمق المعرفة والفهم للسياق الذي يتم فيه إعداد المشاريع. بمعنى ما، كلّما زاد فهم الشخص لخلفية وتاريخ الموقع أو الشركة المكلفة، زادت قدرته على توفير بيئة ذات معنى جديد.
كيف تصفان أسلوبكما في التصميم؟ ما هو الشعور الذي يرافق ابتكار مشروع جديد من الصفر؟
جولي: يتنوع نمط المشاريع التي أنشأها مكتبنا في خلال السنوات الأخيرة بشكل كبير بين قطاع الضيافة والترفيه. ولقد تمّ تكليفنا بالعمل في جميع أنحاء العالم بدءاً من الشرق الأوسط وماليزيا، وصولاً إلى أوروبا وبريطانيا. وفي نطاق العمل الواسع هذا، من المستحيل التعامل مع كل المشاريع بأسلوب واحد، إنّما أعتقد أنّ القاسم المشترك في نهجنا هو تصميم أماكن تحتوي على عنصر عاطفي يتفاعل معه الضيف ويستمتع به. ومن خلال القيام بذلك، فإننا نتعامل مع التاريخ والجمال وجوانب شخصية الناس التي توّلد مشاعر الكرم والاسترخاء والمتعة. ودائماً ما نتحمّس لكل مشروع جديد، فنقوم بدايةً بزيارة الموقع حيث تتولد الأفكار لدينا، بعدها نستمع بعناية لمتطلبات الزبائن وأفكارهم ونبدأ بالتنفيذ.
كيف تضمنان استمرار نجاح المشاريع التي تنفذانها على المدى البعيد؟
دافيد: حالفنا الحظ في تقديم مشاريع متعددة لبعض الأفراد الأكثر إثارة للاهتمام في قطاع الفنادق والضيافة. نهتم بكل مشروع ونتابعه بحذافيره حتى لحظة التسليم، وكأنّه العمل الأول لنا، ونحرص على أن يستمر نجاح المشروع على مدى فترة طويلة من الزمن، لكي يصير مكاناً يتماهى به زائريه تماماً كما عنى لنا كمصممين.
هل تراعيان معايير الاستدامة في المشاريع التي تقدمانها؟
جولي: نظراً لوجود مقر شركتنا في لندن، فإننا نقوم بمراجعة التشريعات وقوانين البناء باستمرار لتوفير متطلبات ومعايير صارمة فيما يتعلق باستدامة المباني الجديدة. ونسعى جنباً إلى جنب مع مستشارينا إلى إيجاد النهج الأكثر ملاءمة لكل مبنى. ولقد كان من المثير للاهتمام اتّباع متطلبات الاستدامة ضمن مواصفات جميع المواد والمفروشات في صناعة الضيافة. واليوم، تذهلني الدقة التي يقوم بها المقاولون لدينا بتفكيك المواد بعناية وفصلها لإعادة تدويرها خلال مرحلة التجريد والهدم، كما العمل مع مهندسينا الميكانيكيين في تنفيذ المضخات الحرارية والأسقف الزرقاء ومخططات الاحتفاظ بالمياه وتقديم مستويات أعلى من العزل الحراري، مما يجعل المباني أكثر دفئاً وأكثر راحةً وأرخص في التشغيل وأعلى كفاءة في استخدام الطاقة.
ما هي أحدث اتجاهات الديكور الفترة المقبلة؟
دافيد: أجيب على هذا السؤال وأنا جالس في مكتبة قطر الوطنية، حيث المبنى والداخل جميلان والعناصر الزخرفية الأساسية تتجلى في طريقة عرض الكتب حيث تنعكس الطبيعة الديناميكية للمساحة التي أراها. وعلى مدى المائة عام الماضية، خضع مكان ودور الديكور للعديد من التفسيرات المختلفة. والفنون الزخرفية، سواء كانت مجردة أو رمزية، لها دائماً مكان في عملنا. لقد ظهر في السنوات الأخيرة اتجاه نحو زيادة استخدام التكنولوجيا في إنتاج وتوليد الأسطح والعناصر الزخرفية، فالطباعة ثلاثية الأبعاد والحوسبة وآلات CNC تسمح باستخدام الديكور بطرق جديدة ومختلفة حيث يتم استبدال اليد العاملة بالتكنولوجيا ثلاثية الأبعاد. ولكننا ما زلنا نهتم بمهارات وقدرات الأفراد وبالحرف اليدوية الذين ينتجونها، فوجود هذا التكامل رئيسي في عملنا وأعتقد أنّه ما يميّز الديكور بشكل عام في وقتنا هذا.
تبحث المرأة دائماً عن طرق لجعل منزلها أكثر راحة، فيمنح من يعيش فيه شعوراً بالقوة والطمأنينة، كيف يمكن تحقيق هذه المعادلة؟
جولي: لديّ وجهة نظر متناقضة إلى حد ما مع أحدث اتجاهات الديكور العملي أو الكلاسيكي، فأنا أحث المرأة على بث الدفء والحميمية في بيتها، فهذا ما سيجعله مكاناً يمنح الإحساس بالقوة والأمان لقاطنيه، وبالنسبة لي، أحد الأشياء التي قمت بها في منزلي هي وضع مواقد مزخرفة للحرص أن نظل دافئين، فما يفرّحنا سيخولنا نشر طاقة إيجابية ومشاركة الحب والسعادة مع بعضنا البعض.
ما الذي يميّز أجدد مشروع نفذتماه وهو The Guild؟
دافيد: ننصح القرّاء بزيارة المكان، وسيتفاجئون بالروح والفكرة التي يكرّسها. فالمطعم ضخم وتصميمه يتماشى مع جوهره ومع عروض الطعام المذهلة التي يقدّمها، ومع الطاقة الكبيرة التي يبثّها والتي لا يمكن العثور عليها إلّا في دبي. إنّها تجربة نأمل أن يكررها الناس ويستمتعون بها أكثر من مرّة.
نهتم بكل مشروع ونتابعه بحذافيره حتى لحظة التسليم، وكأنّه العمل الأول لنا، ونحرص على أن يستمر نجاح المشروع على مدى فترة طويلة من الزمن.
اقرئي المزيد: Shewekar الأسلوب النوبي يتماشى مع أجدد صيحات الديكور الحالية
