فالنتينا بيسكوبو: اختيار الأثاث الذي صُنع بمواد مستدامة يعني المشاركة في حماية الأرض

عملت فالنتينا بيسكوبو في وظائف مختلفة بما في ذلك تجارة التجزئة للمنازل والمعارض الفنّيّة ومعارض التصميم. وقد خوّلها الخوض في هذه المجالات اكتساب مهارات التعامل مع الناس من مختلف الخلفيّات والجنسيّات. وبسبب حبّها الكبير لعالم الديكور، أطلقت منصّة التصميم الداخليّ الخاصّة بها عبر الإنترنت KUKY. وقد حدّثتنا عنها وعن الخيارات المستدامة التي يمكن القيام بها في مجال الديكور.

لماذا بدأت رحلتك في مجال الهندسة الداخليّة والديكور وقرّرت إطلاق KUKY؟

كان حصولي على جائزة Inside Out Home لعام 2019 الحافز الرئيس في الوصول إلى ما أنا عليه اليوم. لم أتّبع أبداً خطّة شاملة، فكانت خطّتي دائماً تتمثّل بمعرفة كيف أكون أنا ربّة عملي، فأقوم بما أحبّ وأحقّق النجاح في هذا العالم المليء بالمنافسة.

KUKY هي منصّتي الإلكترونيّة للتصميم الداخليّ، وهي وليدة رغبتي في التمتّع بحرّيّة العمل عن بُعد، وإمكانيّة التعاون مع العملاء ضمن مشاريع في كلّ أنحاء العالم، من خلال تقديم مساعدة افتراضيّة. فتصبح الأسعار تلقائيّاً أقلّ كلفة وضمن الإمكانيّات، ما بدوره فتح أمامي سوقاً أوسع مكوّنة من عملاء لم يكونوا ليفكّروا أساساً في التعاقد مع مصمّم داخليّ. وهذه المنصّة هي أيضاً وليدة حبّي للعالم الرقميّ وإيماني بأنّ المستقبل يكمن فيه، حتّى بالنسبة إلينا نحن مصمّمي الديكور الداخليّ.

ما هي الصعوبات التي واجهتك لدى دخول هذا المجال؟

رغم أنّني لم أكن أوّل من قدّم خدمات التصميم الداخليّ عبر الإنترنت، إلا أنّني كنت أوّل من قدّم هذه الخدمة دون غيرها، فوضعت نفسي في موقف بحيث إمّا يفهم العملاء الفكرة أو لا أحصل على أيّ عملاء. وكان الأمر محفوفاً بالمخاطر، وواجهت مقاومة للمفهوم بشكل أكبر بكثير ممّا كنت أعتقد. واستغرق الأمر ما يقارب عاماً لتثقيف المنطقة حول كيفيّة تنفيذ العمليّة بين المصمّم الداخليّ والعميل عن بُعد قبل أن أبدأ بالحصول على عائدات مقابل الوقت الذي أمضيته في شرح مفهومي. وكان ذلك يستحقّ كلّ هذا العناء!

كيف تصفين لمستك في تنسيق وتصميم الأثاث؟

عندما يتعلّق الأمر بالتنسيق فأنا أعمل من كلّ قلبي. إذ أملك معرفة جيّدة بالصيحات، مصحوبة بسنوات من الخبرة في هذا المجال وبإجازة في التصميم الداخليّ. لكنّني لست شخصاً تقنيّاً، بل أعتمد على كلّ ما هو بصريّ وأزيّن بكلّ حواسي. وتتميّز لوحة الألوان في تصاميمي الداخليّة بأنّها حياديّة ذات خطوط ناعمة. كما أنّ الغرف التي أصمّمها دافئة ومريحة ومغمورة دائماً بالضوء الطبيعيّ. وأسلوبي مستوحى من الطبيعة وملمس الأرض، فتطغى عليه المواد الطبيعيّة والأشكال العضويّة والأنسجة ذات الألوان الترابيّة.

أخبرينا المزيد عن عملك مع Will Bennett من Wilden في تحويل حديقتك إلى تصميم مستدام؟

التقينا أنا وWill وتوافقنا على الفور، إذ كنت بحاجة إلى مساعدة لتجديد حديقتي لكنّني أردت صورة تتناسب مع الديكورات الداخليّة في منزلي وتكون مستدامة. وكان Will مناسباً تماماً لهذه المهمّة، فقد ساعد في حلّ جميع المشاكل وتحويل الحديقة إلى جنّة من النباتات المحلّيّة التي تنمو ولا تتطلّب الكثير من العناية.
وتمّ استخدام الحصى المحلّيّة المرصوصة كمادّة أساسيّة في مكان الجلوس الذي يبدو أنيقاً بشكل مذهل وعمليّاً للغاية. وبعد مرور عام، تفتّحت الحديقة وباتت تبدو رائعة ومختلفة بكلّ ما للكلمة من معنى.

هل يمكن أن تعطينا نصائح بسيطة حول كيفيّة تزيين حديقة منزليّة بشكل مريح وجميل؟

تميل تكلفة التصميم الجيّد للحديقة إلى أن تكون أعلى بقليل من التصميم الداخليّ، وذلك بسبب ظروف المناخ القاسية في الهواء الطلق. ولا يمكنك إنفاق القليل على الأثاث وتتوقّعي أن يدوم طويلاً إذا ظلّ في الخارج. لذا استثمري في صوفا خارجيّة ذات جودة عالية وطاولة طعام وكراسي مع أخذ احتياجاتك في الاعتبار، مثل عدد الأشخاص الذين قد تستضيفينهم وما هي النشاطات التي ستقومين بها. وإذا كانت المساحة مخصّصة لك ولشريكك فقط، قد أقوم بإنشاء زوايا صغيرة مريحة بدلاً من أماكن ترفيهيّة كبيرة. وكلّما زاد عدد الأثاث، زادت الحاجة إلى الصيانة للحفاظ على نظافته. بالإضافة إلى أرائك مصنوعة من القشّ لأنّها خفيفة الوزن للغاية، ما يعني أنّه يمكنني رفعها ونقلها بنفسي وفقاً للديكور الذي أعدّه، ويمكنني تصميمها بوسائد ذات ألوان مختلفة كي لا أشعر بالملل أبداً. وقد أزيّن أيضاً الجدران بتعليق قطع من الخيش أو صحون من الخيزران، فهي قطع تدوم طويلاً إذا بقيت مظلّلة ويمكن أن تجمّل مظهر الجدران الخارجيّة لديك.

تسعين إلى الحصول على قطع مستدامة لمنازل عملائك وتدفعين باتّجاه اعتماد مواد وأشكال طبيعيّة في كلّ منزل تزيّنينه. أخبرينا لمَ برأيك يجب على السيّدات في المنطقة العربيّة البدء باتّخاذ قرارات جديدة في ما يتعلّق باختيار العلامات التجاريّة للديكور المستدام؟

أعتقد أنّ المنزل هو مكان مقدّس ويجب تزيينه من هذا المنطلق. وعندما تبحثين عن عمد عن علامات رخيصة للغاية وعندما تتسوّقين بسرعة لأنّك تريدين أن يكون منزلك مزوّداً بالأثاث في غضون يوم أو يومين، فإنّك بطبيعة الحال تحرمين منزلك من أيّ شيء مميّز. وبذلك تقرّين بأنّك لا ترغبين في استثمار الوقت والعناية بتأثيث منزلك، فكيف سيعيد المنزل لك شيئاً في المقابل؟ تماماً مثل الموضة السريعة، تتعاملين مع هذه المهمّة بعقليّة استهلاكيّة. ويكمن الجانب السلبيّ للعقليّة الاستهلاكيّة في أنّك لست بالضرورة معنيّة عاطفيّاً بكلّ ما تشترينه، وعلى الأرجح أن يتمّ استبداله بشيء آخر أو ينتهي به المطاف مرميّاً في مكبّ النفايات بشكل أسرع ممّا تتوقّعين. أمّا أسلوبي فيتمثّل بالعيش المتأنّي، ما يعني أخذ الوقت في اختيار القطع التي تعني لي فقط. ومن المهمّ اعتماد طريقة العيش هذه لفعل الخير، من خلال التسوّق في متاجر الأدوات المنزليّة المحلّيّة الصغيرة فتدعمينها، ومن خلال قصد النجّار المحلّيّ فتضمنين كسبه أجوراً عادلة. وعن طريق اختيار الأثاث الذي صُنع بمواد مستدامة، تتّخذين قراراً واعياً بحماية الأرض. ولا يعني كلّ ذلك صرف ميزانيّات أكبر، بل التسوّق بشكل أقلّ إنّما بعناية أكبر.

ما الذي يلهمك بأفكار جديدة في مجال الديكور؟

لا شكّ أنّني أستقي إلهامي من العالم الرقميّ، من الصور التي أصادفها على الإنترنت لأماكن في جميع أنحاء العالم. فأنا أحبّ الإنترنت ولا أخفي أنّني أمضيت وقتاً إضافيّاً في البحث عبر الإنترنت عن مصادر الإلهام والاتّجاهات السائدة منذ أن تراجعت نشاطات السفر وزيارة معارض التصميم بسبب كوفيد.
ويلهمني دائماً مصمّمون آخرون وأصحاب المنازل المهتمّون بهذا الشأن وما إلى ذلك. وأعتقد ألّا ضير في أن تكوني مصدر إلهام للآخرين، فالمهمّ هو أن تقومي بانتقاء كلّ شيء من خلال نظرتك الخاصّة وتدعي فكرة واحدة تقودك نحو ابتكار شيء جديد كلّيّاً.

ما هي أحدث صيحات الديكور لربيع وصيف 2022؟

الألوان المشتقّة من البنّيّ، والألوان الفخّاريّة أو التيراكوتا، والأواني الطبيعيّة، والخيزران الذي عاد بقوّة، والقطع التي تبدو عتيقة بعض الشيء، وقطع السيراميك. بالإضافة إلى الأثاث المستدير الشكل والأرائك الناعمة والأحجار مثل الأونيكس والرخام والحجر الجيري.

ما هي مشاريعك القادمة في الشرق الأوسط؟

أرغب في أن أكون قادرة على قضاء بعض الوقت في تطوير متجر صغير عبر الإنترنت. وأقوم باستمرار بتصميم الأثاث لمشاريع عملائي لأنّني، وكثراً مثلي، لا نستطيع العثور على ما نحتاج إليه في المتاجر. ومستقبلاً، أخطّط لتقديم مجموعة أدوات منزليّة موسميّة. 

 
شارك