زينة حوت المجلس واجهة البيت الخليجي

دينا زين الدين-بيروت

بيتك هو مملكتك، هو المكان الذي يعكس شخصيّتك ويتحدّث عنها ويدل على ذوقك الرفيع، هو مصدر الراحة والسعادة والطمأنينة، كيف لا وكلّ زاوية فيه تنطق بسيل من الذكريات واللحظات التي لا تنسى. ولأننا لا نرضى لك إلا بالأفضل، التقينا مهندسة الديكور زينة حوت التي عملت أكثر من عشر سنوات في دبي وأبدعت عشرات المنازل لسيدات خليجيّات قصدنها وحصلن معها على بيت الأحلام.

-كيف بدأت في تصميم الديكور؟
درست هندسة الديكور في قبرص وبدأت العمل الفعلي في الإمارات وتحديداً دبي، انطلقت مع شركة بريطانيّة وعملت معها 3 سنوات، ثمّ تركت بسبب عدم قدرتي على الالتزام بالدوام لانشغالي بحياتي الشخصيّة وبأولادي، فكنت ألتزم بمشاريع صغيرة. بعد ذلك، عملت مع شركات عدة منها إعمار، ثمّ عملت مع MBC في برنامج صباح الخير يا عرب، ضمن الفقرة الخاصة بالديكور.

-هل كان من الصعب الانطلاق في دبي المعروفة بثرائها العمراني والهندسي؟
استفدت كثيراً من الخبرة التي كوّنتها حين عملت مع شركات كبيرة لها وزنها في السوق، ففهمت جيداً الذوق الخليجي وأدركت الخصوصيّة التي تميّزه، في نوعيّة البناء أو اختيار الأثاث والألوان والمواد المستخدمة في الديكور، وهذا ما ساعدني على تكوين اسمي الخاص والحصول على زبائن من مختلف دول الخليج.

-ما الذي يميّز البيت الخليجي؟
بالأحرى هو فيلا أو قصر، إذ يفضّل أهل الخليج المقتدرون المنزل المستقل. تتميّز منازلهم عن غيرها من البيوت العربيّة والغربيّة بتركيزها على مفهوم الخصوصيّة. فالمنزل محاط بسور يزيد ارتفاعه عن أربعة أمتار، فيما الغرف كبيرة جداً كي يشعر سكّانها بأقصى درجات الراحة.

-ما هي الخصوصيّة التي تختلف من خلالها المرأة الخليجّية عن غيرها في ما يتعلّق بديكور منزلها؟
المرأة الخليجيّة تبحث عن الرقي وترغب في أن يكون كلّ شيء High Brand، من السجّاد إلى ورق الجدران والثريات والمصابيح، وهي تتابع أدق التفاصيل وتعطي رأيها وتتفاعل بشكل إيجابي مع مهندس الديكور الذي تتعامل معه، كما أنّها منفتحة على الأفكار الجديدة ولكنّها حريصة على إبراز لمسة شرقيّة في كلّ ركن من أركان منزلها، إذ حتى لو كان كلّ الأثاث عصرياً فإنّها ستضيف إناء خزفياً أو سجّادة عجميّة أو لوحة فنيّة تضفي نفحة عربيّة على المكان.

-ما هو الركن الأهم في المنزل الخليجي؟
إنّه المجلس الذي يستقبل فيه أهل البيت ضيوفهم، ومن المعروف أنّ هناك مجلساً للرجال وآخر للنساء، ويكون المدخلان مفصولين كي لا يحصل أيّ حرج في حال كانت ربّة المنزل غير محضّرة لرؤية الرجال.
المجلس في العادة هو أكبر الغرف في الفيلا أو القصر الخليجي، ويهم السيدة كثيراً إبراز صورة مميّزة له، لذلك تتابع أدق التفاصيل وتحرص على اختيار أثاث مبهر وتختار أشهر الماركات العالميّة، كي تشعر ضيفاتها بأقصى درجات الراحة ويستمتعن بأوقاتهنّ حين يأتين لزيارتها.

-هل يجتمع أفراد الأسرة في المجلس أيضاً؟
نخصّص غرفة جلوس لأفراد الأسرة يوجد فيها تلفزيون وكل وسائل الراحة الأخرى لاجتماع العائلة بعد الغداء أو العشاء، علماً أنّ المجالس أيضاً تضم ركناً خاصاً بمشاهدة التلفزيون.

-كيف يختلف مجلس الرجال عن مجلس النساء؟
هناك أوجه شبه وأوجه اختلاف، ولنبدأ بأوجه الشبه، إذ يكون السقف عالياً ليعطي مدى وليظهر المزيد من الفخامة والشياكة، وتكون الكنبات قليلة الارتفاع عن الأرض في حال أراد من يجلس عليها أن يتربّع، وكذلك الحال بالنسبة إلى الطاولات، على أن تكون هناك طاولة كبيرة في وسط الغرفة، وطاولات صغيرة بين الكنبات، ووجود السجاد مهم على أن يكون قماشه من الحرير الكثيف لأنّ العديد من الخليجيين يفضّلون المشي حفاة الأقدام في منازلهم.
أما الاختلاف، فيكون بداية بألوان الأثاث، فبالرغم من أنّ اتجاه الألوان لهذا الموسم هو تدرّجات الأبيض والبيج والبنّي، إلا أنّ بإمكاني إضافة الأسود والألوان الترابيّة القويّة على مجالس الرجال، مع إدخال أرابيسك خشبي داكن في الأثاث، فيما أستعيض عن هذه الألوان بدرجات الذهبي والزهري والباستيل في مجالس النساء. ويكون الختلاف كذلك في الأكسسوارات التي ستملأ المجلسين، كورق الجدران واللوحات والسجّاد والطاولات والمفارش والستائر.
في ما يتعلّق بالستائر، فإنّ السيدة الخليجيّة تفضّل وجود أكثر من ثلاث طبقات في الستائر سواء في مجلسها أم في مجلس زوجها، مع إدخال المخمل والحرير والتطريز، وهو أمر ضروري من الناحية المهنيّة البحتة لأنّ هذه البرادي السميكة تساعد مع الزجاج الداكن والعازل على تخفيف حرارة الشمس وأشعتها الحارقة. مع الإشارة إلى أنّ وجود الشبابيك والشرفات غير ضروري إطلاقاً في المنازل والفيلات والشقق الخليجيّة، حتى أنّ العديد من الأبنية السكنيّة استغنت عنها، لأنّ فتح الشبابيك أو الخروج إلى الشرفات أمر غير وارد لأكثر من 10 أشهر في السنة.

-ما هي الأكسسوارات الأكثر رواجاً في المجالس؟
تختار الكثير من النساء الخليجيّات النمط الفرنسي الكلاسيكي في الأثاث، ويفضّلن لوحات الحائط الكبيرة، لكنّ الرائج حاليّاً هو وضع إطار لوحة ذهبي أو فضي مزركش من دون وجود صورة، مع التركيز دائماً على وجود الثريات الكبيرة والمتدلّية المليئة بالكريستال اللامع والأحجار المتحرّكة والمضيئة. وهنا يجب القول إنّنا لا نعتمد على الثريّات في تحقيق الإضاءة الكاملة للغرفة، فالنور أساسي ومهم جداً في خلق جو مريح وراق في آن، لذلك نعتمد على نظام إضاءة كامل للمنزل وتكون الثريّات للزينة.

-هناك فراغات كثيرة في الغرف التي تصمّمينها، فما هو السبب؟
من غير اللطيف رؤية أثاث كثير في بقعة صغيرة، فإعطاء مدى للناظر يخوّله الاستمتاع أكثر بالمفروشات الموجودة داخل الغرفة.

-بالانتقال إلى غرف النوم الرئيسيّة، ما الذي يميّزك في تصميم ديكورها؟
هذه الغرفة هي المكان الذي نزيل فيه كلّ الأقنعة ونرغب في أن نكون على طبيعتنا وأن نشعر بالراحة والاسترخاء بعيداً عن صخب الحياة في الخارج. إنّها كما يقول اسمها مخصّصة للنوم، وبالتالي أفضّل أن تخلو من التلفزيون، لكنّني لا أمانع في حال رغبت ربّة المنزل في تخصيص ركن لمشاهدته.
تقسم هذه الغرفة إلى ثلاثة أقسام، السرير وتوابعه والحمّام والقسم المخصّص لارتداء الملابس والذي يضم الخزانة. السرير يكون كبيراً ويتوسّط الغرفة، مع منضدتين حوله وConsole مع مرآة كبيرة.
وفي مكان آخر من الغرفة يجب وضع كنبة كبيرة أو اثنتين لترتاح السيدة وزوجها في حال لم يرغبا في النوم مباشرة، ويمكن وضع التلفزيون في ذاك المكان مع الهاتف والكمبيوتر وغيرهما من الأمور.
يفضّل إخفاء الخزانة بالمرايا، وحين تفتحها السيدة ستجد غرفة صغيرة لارتداء الملابس ومكاناً مخصّصاً لأحذيتها وأكسسواراتها. أما منضدة الماكياج والعطور، فتكون خارج الخزانة، ونركّز على إضاءتها بشكل كاف. الحمّام يكون كبيراً ويؤدي بابه مباشرة إلى الخزانة كي تخرج السيدة وترتدي ثيابها مباشرة.

-ما هي الألوان التي تفضّلينها لغرف النوم؟
أفضّل اللون الأبيض لأنّه مريح للنظر وهادئ كما أنّ اختياره كأساس لورق الجدران يخوّلني الابتكار في ما يختص بالأثاث ويسهّل على السيدة تغيير ديكور الغرفة في حال ملّت منه بعد عامين أو أكثر، من دون الكثير من الجهد من خلال شراء لوحات جديدة أو ركن جلوس صغير مختلف لغرفة النوم الرئيسيّة. أمّا ألوان مفارش السرير، فأفضّلها هادئة، هذا لا يعني أنّني أمانع لو اختارت السيدة اللون الأحمر القاني أو البنفسجي، لكنّني أنصحها بما أراه ملائماً، وفي النهاية ألتزم بما تريده، فهي من سينام في الغرفة.

-إلى أي مدى تهتم السيدة الخليجيّة بمطبخها؟
تهتم به كثيراً وذلك نابع من حرصها على أن يكون كلّ منزلها راقياً ومرتّباً. يوجد في العادة مطبخان في الفيلا الخليجيّة، واحد موقعه خارج المنزل لتحضير الوجبات الرئيسيّة وذلك لكي لا يمتلئ البيت بالروائح القويّة، وثان داخلي لتحضير بعض أصناف
الحلويات والعصائر.

-دعوات الطعام والعزائم هامة كثيراً في الخليج، فماذا تخبريننا عن تصميم غرفة الطعام؟
يجب أن تكون كبيرة جداً وأن تضم طاولة ضخمة وكراسي عالية على أن تتّسع لأكثر من 40 شخصاً، فالعزائم في دول الخليج تخصّص لأفراد الأسرة والأقارب، وهي تقام في مناسبات كثيرة منها الأعياد والأعراس والحفلات المختلفة.

-هل يختلف ذوق السيدة العشرينيّة في اختيار ديكور منزلها عن ذوق تلك التي تخطّت الأربعين؟
بالتأكيد، هناك اختلاف كبير، فالأفكار التي أعرضها على زوجين جديدين في بدء حياتهما تختلف عن المنزل الذي أقترحه على امرأة في الأربعين لديها أسرة كبيرة. الأولى مطّلعة أكثر على ما يجري في عالم الديكور، وترغب في العادة بالمفروشات الـModern، أمّا الثانية فتفضّل الأثاث الفخم والـStyle، مع وجود استثناءات، لكن في الغالب فإنّ السيدة الخليجيّة منفتحة على الأفكار الجديدة وتتقبّل النصائح.

-ماذا تنصحين السيدة التي تريد إحداث تغيير في ديكور منزلها من دون الاستعانة بمهندس أو
مصمّم ديكور؟
يختلف الأمر باختلاف ميزانيّتها، لكنّ الأسهل هو تغيير ورق الجدران، لأنّها تغيّر كثيراً في شكل الغرف وتبدّل جوّها العام.

 
شارك