ما هي الغبقة الرمضانية وكيف توارثتها الأجيال الكويتية؟

نسمع كثيراً بتعبير "الغبقة الرمضانية"، ولا نعرف معناها على الرغم من أنها معروفة لدى بعض الشعوب العربية، لذا سنتطرق فيما يلي إلى دلالاتها وتاريخها وسبب تسميتها.

الغبقة الرمضانية هي موروث شعبي اجتماعي تعرفه ليالي شهر رمضان المبارك في الكويت. وقد توارثه أهل البلد، أبًا عن جد، وما زالوا يحافظون عليه، وإن اختلفت طرقه وأشكاله.

كانت الغبقة موائد بسيطة في معظم بيوت الكويت، وهي جزء من العادات التي يحرص عليها في الأمسيات الرمضانية لدى الشعب الكويتي، وهي عبارة عن وليمة تقام بعد صلاة التراويح للأهـل والجيران الذين يأتون للتهنئة بمناسبة حلول الشهر الفضيل.

يقدم خلال الغبقة أنواعًا متعددة من المأكولات المحلية البسيطة والخـفيفة، كالنخي والباجلا والهريس والفطائر والكبة والسلطات، بالإضافة إلى بعض الحلويات الشعبية، كالزلابية والمهلبية واللقيمات والتمور. بينما تتنوع مشروباتها بين القهوة العربية والشاي والعصائر وغيرها. وكل بيت يقدم الأطعمة حسب مقدرة أصحابه.

ومع تقدم السنين، أصبحت للغبقة الرمضانية عادات وتقاليد متنوعة، فبات بعض الكويتيين ينفقون مبالغ باهظة عليها، سواء كانت داخل المنازل أو في قاعات فخمة بالفنادق والمطاعم.

اليوم باتت الفنادق والمطاعم تتفنن في تقديم خدماتها لجذب اهتمام الشركات والمؤسسات والجمعيات والشخصيات العامة، بعدما تحولت الغبقة من موائد بسيطة بين الأهـل والجيران والأصدقاء إلى ولائم كبيرة تقيمها الوزارات والهيئات الحكومية، ومؤسسات وشركات القطاع الخاص للقياديين والعاملين فيها، وتشهد حضورًا لشخصيات قيادية وسفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي.

كما تلعب الغبقة دورًا مهمًا في التواصل بين أطياف المجتمع الواحد ومكوناته وطبقاته المختلفة من دون تمييز بينهم، خصوصًا بعد انتشارها بشكل واسع في مناطق الكويت ومحافظاتها المختلفة، وبين أطياف المجتمع ككل.

ودرج هذا المصطلح في التراث الشعبي المحلي منذ عقود، وكانت تقام في مساء أيام شهر رمضان، لأن الناس يشعرون في الليل بنوع من الجوع، خصوصًا في الشتاء لأن ليله طويل، فكانت توضع مائدة بسيطة يُطلق عليها الغبقة. وعند قدوم الجيران أو الضيوف للزيارة بعد العشاء، تقدم لهم هذه الأطباق.

وكانت بداياتها بسيطة، مقتصرة على المأكولات والحلويات الخفيفة التي تعدها ربات البيوت، قبل أن تتطور العملية وتدخل عليها بعض المأكولات الجديدة، مثل الكيك وورق العنب وغيرها، وهي أصناف لم تكن سائدة من قبل.

اقرئي المزيد: شخصيات رمضان التي انطبعت في الذاكرة

 
شارك