ليلى المعينا: بهذه الطرق نتأقلم مع الحياة الجديدة في ظل استمرار كورونا

أسئلة كثيرة تجول في خاطرنا في الوقت الحالي وبسبب كثرة انشغالاتنا لا نجد لها إجابات ما يدخلنا أكثر في دوائر من الحيرة والقلق والترقب. هل ستنتهي الفترة الحالية قريباً أو ستطول؟ كيف سأتصرف مع التغييرات الحاصلة والتي ستحصل؟ وغيرها من الشكوك والهواجس التي طرحناها على مدربة الحياة السعودية المعتمدة ليلى المعينا.

كيف نتأقلم مع التغييرات السريعة في حياتنا بعد انتشار فيروس كورونا؟

قد تكون تجربة كورونا من أقسى التجارب التي رأيناها في عصرنا، فقد عاش الجميع الخوف على صحته أو القلق على مستقبله المهني أو المادي وكل هذه الأحاسيس لها أثر كبير على النفسية ومن ثم على الصحة البدنية والعقلية على المدى الطويل إن لم نواجه الصعوبات بطريقة واعية يمكن أن توجهنا نحو الأفكار الإيجابية... بأن نتقبل بداية أن هذه الأمور مؤقتة وستنتهي. هذا التقبل سيساعد على خلق حلول وتقليل الارتباك.

وسأبدأ بمناقشة كل تغيير حصل على حدى:

- تغيير نمط الوظيفة: العمل عن بعد من المنزل:

من تجربتي مع عملائي، مبدئياً الجميع شعروا بالراحة في البداية لأنهم اعتقدوا أن مهامهم اليومية ستكون أسهل. ولكن بعد مرور الوقت بدأت أعصابهم تتعب وشعروا بالانزعاج والضيق والسبب هنا هو عدم وجود فاصل بين العمل والبيت وأمور التربية وغيرها. كل الأشياء دخلت في بعضها ما أدى إلى المزيد من الضغوطات النفسية ففي المنزل بعكس العمل لا يوجد يوجد مكان للراحة! لان البيت أصبح مكان عمل ودرس ونقاشات وطهي.... نصيحتي هنا للمرأة العالمة هي أن تجد مكاناً خاصاً منفصلاً للعمل بهدوء بعيداً عن أي تأثيرات لتنعزل عن محيطها ولو لفترة بسيطة، وأن تسير على روتين ثابت وتضع نظاماً ليسير عليه باقي أفراد عائلتها.

- تغيير نمط العلاقات الاجتماعية: التباعد وعدم الزيارات:

نحن محظوظون جداً لأننا في عصر التكنولوجيا، كل شخص يجد طريقة للتواصل مع غيره. ولكن البعض يعاني من الملل عند اجتماعه عبر التواصل المرئي لأن الغة الجسدية والتواصل المباشر مفقودان. النصيحة هنا هي أن تخلقي خطة قبل اجتماعك مع الأهل والأصدقاء، اطلبي من كل واحدة أن تجهز صور أو ذكريات للمشاركة ولتطرحوا واحدة من مغامراتكن السابقة للنقاش، قد تتفاجئين بالمعلومات التي ستسترجعينها وستنتهي الجلسة وقد شحنت طاقة إيجابية كبيرة، ومن المهم كثيراً ألا تعزلي نفسك بل تذكري أشخاص فقدت تواصلك معهم واستغلي الفرصة لتفتحي الأبواب بينكم من جديد.

- تغيير نمط العلاقة الزوجية: وجود الزوجين معاً دائماً، كيف نتغلب على سيئات هذا الأمر ونستحضر الحسنات؟:

نعرف أن نسبة الطلاق ارتفعت كثيراً في فترة كورونا وهذا يرجع إلى وجود الأزواج في مكان واحد ولا وسيلة لهم للاسترخاءمن المشاكل أو تغيير الجو من المهام والمسؤوليات... من هنا يجب استقطاع بعض الوقت لتنظيم الأفكار كل على حدى والتأمل. النصيحة هنا أن توجدي ساعة أو ساعتين في اليوم في التباعد عن بعض عن قصد ولكن يجب أيضاً ألا تنفصلا كثيراً بل اسعيا إلى تطوير ذاتكما واكتشاف ما قربكما من بعض في البداية، وابذلا الجهد لتستمرا في علاقة ناجحة وقوية فتكونان معاً للخروج من أزمة كورونا وتداعياتها.

- تغيير نمط الغذاء: الاضطرار للطهي وما نشهده من ازدياد لوزن المرأة بسبب عدم قدرتها على ممارسة الرياضة والخروج كما في السابق:

التواجد في البيت لا يعني أن نهمل اهتمامنا بصحتنا البدنية. هذه فرصة ممتازة لكي نثق بقدراتنا على البحث لكي نعرف ما يناسبنا ونتعلم أيضاً طهي الطعام الصحي والشهي. في تجربة الطبخ يجب أن نستخدم كل حواسنا لكي نرفع من هرمون السعادة ونجعل البيئة المنزلية إيجابية للجميع.

وبالنسبة للرياضة، هناك الكثير من التمارين السهلة والصعبة بحسب ما تبحثين عنه، موجودة عبر الإنترنت فما عليك إلا البحث والتطبيق. مثلاً أنا أفضل الرياضة في البيت من قبل كورونا لأني قادرة على اختيار نوع الرياضة على مزاجي إن كان الرقص الإفريقي، أو الزومبا أو الإيروبيكس.

كيف نصل إلى مرحلة الثبات النفسي في ظل عدم وجود استقرار عام في حياتنا الحالية: سواء صحي أم مادي أم مهني؟

يجب أن نعرف أن جميعنا نواجه نفس الأحاسيس فلا يجب أن نهلع أو نجس بفقدان السيطرة بل أن نعد خطة مؤقتة للتعامل مع الوضع يوم بيوم، ما سيساعدنا على مواجهة ما يحصل ووضع الحلول الآنية لكل تغيير على حدى. أنصح أيضاً بكتابة تفاصيل المشكلة لكي نخفف الارتباك والتوتر ونرى الأمور بموضوعية أكثر لكي نجد الحلول.

كيف نتعايش مع وجود وباء خطير في حياتنا خلال الفترة المقبلة؟

كما قلت فلنعش يوماً بيوم وعند الإحساس بالضعف نلجأ إلى أشخاص نثق بهم ولنحافظ على روتين محبب وبسيط ولنتذكر أن هذه الأيام هي لحظات تاريخية فيجب علينا أن نسجّل تجربتنا للأجيال القادمة.

ما هي العادات أو الأفكار التي تساعدنا لكي نظل إيجابيين في هذه الفترة والأيام المقبلة؟

•        ممارسة الرياض تساعد على الاسترخاء والهدوء.

•        الاكل الصحي لأنه غني بمكونات تساعد على إفراز السيروتونين في الجسم وهو يقلل الخوف والتوتر.

•        الإبداع بأي مجال نفضله: إن كان الرسم، الطهي، الموسيقى لأن من شأن هذه النشاطات إبعادنا عن القلق والتوتر.

اقرئي المزيد: من هي أول امرأة تترأس جامعة سعودية غير نسائية؟

 
العلامات: فيروس كورونا
شارك