كيف تساعد وسائل التواصل الاجتماعي في تمكين المرأة وكيف تقف في وجهها

بما أنّ مواقع التواصل الاجتماعي تشكّل جزءاً هاماً من حياتنا، دائماً ما يتم التشديد على أهميّة اختيار الحسابات التي نتابعها بدقّة كما وفلترة المحتوى الذي نطّلع عليه أو نقرؤه أو نستمع إليه. فهذه المنصات بقدر ما تستطيع التأثير علينا إيجاباً وتمكيننا، يمكنها أيضاً إيقاعنا في فخّ المشاعر السلبية.

ميرنا طراد حداد

رائدة أعمال ومؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعي

نعيش في عالم يعتمد اعتماداً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي في كل جانب من الجوانب الحياتية، بدءاً من التطوّر في العمل وتعلّم مهارات جديدة، وصولاً إلى اكتشاف أحدث التقنيات وتثقيف أنفسنا وأطفالنا بفضل مواكبة الاتّجاهات الجديدة السائدة بشكل مستمرّ. وتشهد هذه المنصات تطوّراً وتفيد بالطبع عند استخدامها وتوجيهها على النحو السليم والمناسب. فمن جهة أولى، هي تمكّننا من الحصول على كمّ كبير من المعلومات المفيدة لنا والتي تأتي مدعومة بالحجج والبراهين. وبالتالي، يسمح لنا ذلك بالتطوّر على مختلف الأصعدة، لا سيّما الصعيد الشخصي والصعيد الاجتماعي. ومن جهة ثانية، تقدّم لنا مواقع التواصل الاجتماعي مساحةً تتيح لنا مشاركة يومياتنا من خلال الصور والفيديوهات، ما يضيف بالتالي نكهةً ومرحاً على حياتنا. ويعني هذا أيضاً أنّ المنصّات الاجتماعية تسمح أيضاً بالحصول على دعم الآخرين وحتّى بإلهام الآخرين، لا سيّما حين يختار البعض منّا تشارك تجارب خاصة من حياتهم وتسليط الضوء على مواضيع وقضايا ومشكلات حسّاسة.

ستيفاني سرور

اختصاصيّة نفسية

لا شكّ في أنّ مواقع التواصل الاجتماعي أتاحت للمرأة فرصة التعبير عن آرائها وأفكارها وترك بصمة إيجابية في المجتمع. ولكن، في المقابل، لا يمكن غضّ النظر عن التأثيرات السلبية لهذه المنصات! فمن جهة أولى، أظهرت الدراسات أنّ قضاء الوقت على مواقع التواصل الاجتماعي يزيد من مقارنة أنفسنا مع الآخرين، أي مع الصورة الأفضل التي تظهر لنا عن الآخرين عبر الشاشة. وهذا ما يشعرنا بالتالي بنوع من التوتّر أو الضغوطات، رغبةً منّا في التشبّع بالمؤثّرة أو الشخصية التي نتابعها، سواء من حيث المظهر أو القدرة الإبداعية أو عدد المتابعين. فتخيّلي إذاً المعايير والتوقّعات التي حدّدتها لنا هذه المواقع! وبالإضافة إلى التأثير على الصورة الخارجية والنظرة إلى الجسم، تؤثر هذه المنصات على حياتنا اليومية. فعلى سبيل المثال، على الرغم من الدعم الكبير الذي تشعر به الأمّهات من خلال مختلف الحسابات، نواجه ثقلاً بسبب الأمور المتوقّعة منّا والمتعلّقة بكيفية تربية الطفل وإطعامه والاهتمام بجدول نومه وأنشطته، لأنّ الواقع يختلف من امرأة إلى أخرى، وهذا ما يتسبّب لنا بنوع من الإحباط والغضب، ويؤثر بالتالي على ثقتنا بأنفسنا وبالأمور التي نقوم بها. لذلك، تذكّري أنّ مواقع التواصل الاجتماعي تعكس الصورة الأجمل والأفضل عن الآخرين، غير أنّهم في الواقع يواجهون مثلك تماماً صعوبات وتحديات.

اقرئي أيضاً: 

 
شارك