رند القصيبي: أحب تقديم الكوميديا السوداء التي تحمل رسائل خلف الضحكة

تخوض الشابة السعودية رند القصيبي في مجال التمثيل بخطى ثابتة لتتبع الحلم الذي لطالما راودها بأن تؤدّي مختلف الأدوار وتبدع في نقل مختلف الحالات الإنسانية من وراء الشاشة الكبيرة أو الصغيرة أو خشبة المسرح. هي التي تخرّجت من الجامعة الأميركية في بيروت سنة 2018، استفادت من دعم أهلها لها ولطموحها الفني، لتعمل بعدها في مجال الدعاية والإعلان وتكسر رهبة الوقوف أمام الكاميرا، وتصقل موهبتها بالعديد من الدورات التمثيلية، وتقدّم حالياً أعمالاً متنوعة تلقى إعجاب الجمهور الخليجي والعربي. تعرّفي أكثر عليها من خلال هذا اللقاء واكتشفي رؤيتها لمستقبلها في المجال التمثيلي.

كيف تفتّحت عينيكِ على الموهبة التمثيلية التي تملكينها، ومن هي الممثلة التي لطالما نظرتِ إليها بإعجاب وتمنيتِ أن تحظي بمسيرة تشبه مسيرتها؟

لقد أحببت التمثيل منذ أن كنت فتاة صغيرة. أذكر أنني كنت أعيد تمثيل مشاهد الأفلام التي أتابعها وتعجبني أمام عائلتي وأصدقائي طوال الوقت، وكنت أشعر بالانبهار والإعجاب الشديد بصناعة الأفلام وتقديم كل فنانة أتابعها لمختلف أنواع الأدوار والمشاعر. كان كل ما يتعلق بالتمثيل بمثابة السحر بالنسبة لي. أما عن نجمتي المفضلة فقد كانت وستظل ميريل ستريب، فأنا أتمنّى لو يكون لديّ ولو جزء بسيط من موهبتها ومهاراتها في إتقان أدوارها وتقديمها بصدق وشفافية كبيرة على الشاشة.

هل شعرتِ في خلال طفولتكِ ونشأتكِ أنّكِ ستتمكنين من شق طريقكِ في هذا المجال الذي تعتبره أكثر الشابات السعوديات صعباً، حيث يعرّضهنّ في الكثير من الأوساط للانتقادات؟

بصراحة، فإنّ فكرة أن أكون ممثلة كانت إحدى الأحلام شبه المستحيلة التي كانت لديّ أثناء نشأتي. لم أفكّر جدياً في التمثيل، لكن الأمر لم يكن له علاقة بالعوامل الخارجية بقدر ما كان يتعلق بي وبطباعي. فقد كنت خجولة جداً ولا أزال في بعض الأحيان أو المواقف الحياتية. إلا أنّ عمي حسام، رحمه الله، رأى فيّ الموهبة الحقيقية وشجعّني أن أبدأ في هذا الطريق ولا أخشى من شيء، كما فعلت والدتي، وبشكل عام أعتقد أنني محظوظة بوجود أسرة داعمة لطالما أمدّتني بالثقة بالنفس لكي أتبع طموحي ولا أبالي بالمعوقات.

هل تعتبرين أنّكِ واجهتِ صعوبات للبدء، سواء بسبب نقص الأعمال الدرامية السعودية أو نقص معرفتكِ للطريق الذي يجب أن تسلكيه كي تدخلي كواليس هذه الصناعة؟

بصراحة، هناك منافسة كبيرة بين الأسماء الشابة نظراً لعدم وجود الكثير من المشاريع الدرامية سواء الأفلام أو الأعمال التلفزيونية. ولكن طريقي كانت مفتوحة إلى حد ما، حيث حظيت بداعمين أكثر بكثير من المنتقدين، وهنا أؤكد أنّه طالما أنني راضية عن نفسي، فلا شيء أو أحد يمكنه أن يؤثّر علي وعلى اختياراتي وفرصي للظهور. اليوم نشهد تغييرات كبيرة في السعودية تساعد المواهب الجديدة في أخذ فرصتها، وبالنسبة لي أعتقد أنني وصلت إلى الباب الصحيح في الوقت المناسب!

هل ترين نفسكِ شابة شجاعة، مغامرة وقوية، لأنّكِ تسعين اليوم بكل جهدكِ لتحقيق طموحاتكِ الفنية؟ ما الذي يتطلبه الأمر لتكون المرأة قوية؟ أو فلنقل واثقة بنفسها وتسعى بكل جهدها لتحقيق ذاتها بالشكل الذي يرضيها؟

هذا سؤال صعب لأنني لا أعتبر نفسي بالضرورة امرأة شجاعة أو قوية بشكل استثنائي. أنا مجرد شخص يسعى لتحقيق شيء يحبه. أنا محاطة بالعديد من النساء الحكيمات والقويات والموهوبات في حياتي، لذلك كان هذا الأمر بالتأكيد حافزًا كبيراً لي. لقد كان التخلّص من الخوف من الفشل أو الإحراج هو المفتاح الأول لتطوري، فالخوف هو العائق الأول الذي يوقفنا عن التقدّم، وحين نتخلّص منه نجد أنّ الأشياء تسير بشكل تلقائي نحو ما نرغب فيه.

حدّثينا عن مشاركتكِ في مسلسل «بيت طاهر»؟ ما رأيكِ بأعمال المنصات، ولا سيما أنّ بعضها مثل Netflix تركّز على أعمال تضم مواهب سعودية شابة وتحاكي البيئة السعودية بالتحديد؟

هذا المسلسل له مكانة خاصة في قلبي، فهو ليس فقط أول عمل سعودي أصلي من Netflix، ولكنه أيضاً أول دور رئيسي لي في مسلسل تلفزيوني. لقد أحببت دور «لين» فهي تشبهني كثيراً، ولكن في نواحي أخرى من شخصيتها لا تشبهني على الإطلاق. أنا فخورة جداً بجميع الأعمال السعودية الأخرى التي يتم بثّها على المنصة، وأبرزها Crashing Eid وأعتقد أننا سنرى أبعاداً جديدة للمجتمع السعودي عبر Netflix، وهم بهذه الطريقة يساهمون في تسليط الضوء على مواهبنا التي تبحث عن فرص للظهور.

ما هي الأعمال التي تطمحين لتقديمها مستقبلاً، والرسائل التي تحبّين إيصالها من خلال أدواركِ؟

أحب أن أقدّم الكوميديا السوداء، التي تحمل رسائل من خلال جلب الضحكة والمواقف الطريفة، وأحب أيضاً الأدوار المثيرة للاهتمام والجديدة. ليس هناك حقًا رسالة محددة أريد أن أنقلها من خلال عملي التمثيلي، فأنا ببساطة أستمتع بتجسيد جوانب مختلفة من التجارب الإنسانية.

كيف تسعين من خلال تواجدكِ تحت الأضواء وفي الساحة الفنية إلى تعزيز مكانة المرأة السعودية وتمكينها؟

أفضل ما يمكنني فعله هو التعاون مع النساء السعوديات الرائعات في هذه الصناعة حيث يتزامن نموّهنّ مع نموّي. أريد أن أكون جزءاً من هذه المحادثة الكبيرة الحاصلة حالياً في المملكة العربية السعودية، بحيث نقوم بتقديم قصصنا ورواياتنا الخاصة من خلال تواجدنا في السينما والتلفزيون.

كيف ترين الحراك السينمائي والفني في المملكة اليوم؟

لا يزال هذا فجر السينما في السعودية، فنحن في مرحلة النهضة الأولية ويوجد فرص مهمة وإمكانيات مميزة لا يمكن إنكارها. أنا متحمسة لرؤية الوجهة التي سنسلكها في هذه المجالات، وأريد بكل جهدي أن أكون جزءاً من التغيير المقبل، فكل ممثل يعمل بشكل احترافي يحتاج إلى وجود هذه الصناعة المهمة والمتنامية، وآمل أن ننمو ونتطوّر جنبا إلى جنب معها.

حدّثينا عن شعوركِ لدى المشاركة في مهرجان البحر الأحمر، الحدث العالمي الذي تحتضنه أرض المملكة؟

لقد كان شرفاً كبيراً لي أن أشارك في مهرجان البحر الأحمر السينمائي، فرحت كثيراً بتواجدي بين نخبة كبيرة من صنّاع الدراما من مختلف دول العالم، وسأحضر بالتأكيد العام المقبل.

كيف تسعين لتطوير نفسكِ على مستوى التمثيل؟

أعتقد أن دروس التمثيل مهمة لأي ممثل جاد لصقل أدواته، ولمعرفة ما يناسبه في ما يتعلق بالأدوار التي يتلقاها. برأي من المهم لكل شابة أن تكون دائماً في حالة سعي سواء كان ذلك وراء اكتساب مهارة جديدة أو التركيز على أي موهبة كالقراءة أو مشاهدة محتوى جيد ومفيد. لقد بدأت أيضاً مؤخراً في تجربة التمثيل المسرحي، وهو ما لم أفعله إلا على نطاق صغير عندما كنت في المدرسة الثانوية، وأتمنى أن يفتح لي أبواباً جديدة في حياتي التمثيلية المقبلة.

ما هي طموحاتكِ وأعمالكِ للسنة الحالية على المستوى المهني؟

لديّ فيلمان قصيران مقبلان، وأجري تجارب أداء لبعض المشاريع. آمل أن أتمكّن من إظهار مواهبي كممثلة من خلال عروضي القادمة. ومن جهّة أخرى، أعمل على بعض المشاريع الجانبية بعيداً عن صناعة السينما أيضاً. 

اقرئي المزيد: سعاد السويدي: المغامرة حولتني من امرأة روتينية إلى أخرى مفعمة بالحياة

 
شارك