امتلكي فن الامتنان من خلال تطبيق 8 تقنيات بسيطة

نسعى باستمرار نحو تحقيق السعادة، ونعيش في رحلة بحث مستمرة عنها.. في الكثير من الأحيان نفكر في مشاكلنا اليومية ونحاول إيجاد حلول واقعية لها وفي داخلنا تتكرر عبارة واحدة: «أريد فقط أن أكون سعيدة». فهل هذا المطلب صعب التحقق وكيف يمكن الوصول إلى السعادة؟ تجيبنا عن هذا السؤال مدربة الرعاية الذاتية مايا حمية، التي كرست صفحتها على إنستغرام coffeeoclock_withmaya@ لنشر التفكير الإيجابي والتفاؤل بين متابعيها.

تقول مايا “نتعامل مع السعادة كما لو كانت شيئاً بعيداً يجب أن نصل إليه أو محطة نهائية في رحلتنا ولكن هل السعادة حقا وجهة؟ ما هي السعادة الحقيقية؟ سأعطي أمثلة عما أراه مصدر سعادة وبهجة خالصة لا نشعر بها لأننا ربما اعتدنا عليها ونعيشها بشكل تلقائي.. فعندما تستيقظين وترين الشمس تشرق من خلال النافذة ستكونين سعيدة، وعند أول رشفة من القهوة في الصباح ستلمسينها، وحين تلفحك نسمة هواء منعشة عندما تخرجين من المنزل سترصدينها، كما ستصادفينها لدى غروب الشمس الجميل بعد يوم طويل في العمل.. إنها الابتسامة التي يقدمها لك شخص غريب للسماح له بعبور الشارع، وهي تلك الرسالة العشوائية غير المتوقعة التي تتلقينها من شخص طال غيابه فيقول لك مثلاً “افتقدتك”. تلك اللحظات الصغيرة التي تجعلك تدركين أن يومك لم يكن بهذا السوء بعد كل شيء. السعادة الكاملة هي في الواقع تراكم تلك اللحظات. إذن كيف تشعرين بالسعادة طوال الوقت؟ الجواب بسيط: عليك فقط مراكمة هذه اللحظات داخلك والشعور بالامتنان لأنك تعيشينها”.

تضيف مايا “في البداية ستشعرين أنك تبذلين جهداً لملاحظتها، ولكن يوماً بعد يوم يصبح من الطبيعي التركيز على تلك الأفراح البسيطة، ورؤية الجمال في

كل شيء. ستجدين نفسك محاطة بالفعل بالجمال، وبعد ذلك ستشعرين بالامتنان لتلك اللحظات. وهنا لديّ سر أخبرك به: هل تعلمين أن القلق والامتنان لا يمكن أن يتعايشا في عقلك؟ يمكنك في الواقع مقاطعة القلق من خلال الامتنان، وسأشرح قصدي فمن الطبيعة البشرية أن نسعى دائماً إلى الحصول على ما ينقصنا وبهذه الطريقة يظهر التوتر والانزعاج الدائم، فنتوقف عن التفكير بما لدينا، بالتالي فإن زيادة الإحساس بالحمد والامتنان كفيلان لتعزيز إحساس الرضا والسعادة داخلك، لتتذكري دائماً النعم التي لديك والتي ربما يفتقدها غيرك”.

 

وفقاً لعلماء النفس، فقد ثبت علمياً أن للامتنان الكثير من الفوائد. تقول مايا “يساعدك الامتنان على أن تصبحي اجتماعية وتبني علاقات أقوى، وتحسني صحتك جسدياً وعقلياً، كما يعزز الإحساس بالتعاطف ويقلل من العدوانية، ويسمح لك بنوم أفضل، وهذا الشعور يحسن أيضاً احترامك لذاتك ورضاك عن حياتك بشكل عام”.

وتقدم مايا فيما يلي تقنيات بسيطة لتكون أي شابة قادرة على زيادة إحساسها بالامتنان:

1 ابدأي صباحك بعبارة “شكراً” بمجرد استيقاظك من النوم: نحن نعتبر معجزة الحياة كل يوم أمراً مفروغاً منه، لذا ابدأي يومك بالاعتراف بهذه المعجزة والشكر لأنه تسنى لك عيش يوم جديد.

2 احتفظي بدفتر يوميات للامتنان: يمكن أن يكون هذا روتيناً صباحياً أو ليلياً؛ أن تكتبي شيئاً أو شيئين تشعرين بالامتنان من أجله وتستمري في الإضافة إليه يومياً.

3 مارسي التأمل الموجه: يمكنك العثور على الكثير من الدورات أو الصفوف على موقع يوتيوب، فجربي عدة أنواع لكي تجدي ما تستمتعين بممارسته. يساعدك التأمل على تقليل التوتر وطرد الأفكار السلبية مما يفسح المجال لمزيد من الامتنان.

4 احتفظي بلحظات سعيدة: كلما مررت بلحظة سعيدة، اكتبيها على قطعة من الورق وضعيها في برطمان. كلما شعرت بالإحباط، يمكنك دائماً العودة إلى الورقة وإدراك أن لديك مجموعة من اللحظات السعيدة التي يمكنك أن تكون ممتنة لها.

5 عودي إلى اليقظة: اليقظة الذهنية هي إعادة نفسك إلى اللحظة الحالية باستخدام حواسك، وبأن تشعري بمحيطك: حاولي إيجاد 3 أشياء في محيطك يمكنك إما سماعها أو رؤيتها أو شمها أو تذوقها. هذا أسلوب أساسي لا يفشل أبداً في إعادتك إلى اللحظة الحالية للإحساس بمحيطك وتقديره.

6 اقضي بعض الوقت في الطبيعة: عندما نتواصل مع الطبيعة الأم، فهذا يسمح لنا بالإبطاء في نمط حياتنا المتسارع دائماً والتركيز على الجمال الذي نراه حولنا.

7 كوني لطيفة وكريمة: واعلمي أن ما تقدمينه ستحصلين عليه سواء عاجلاً أم آجلاً.

8 قولي “أحبك” لمن حولك: عبّري بغزارة عن مشاعرك: اتصلي أو أرسلي رسالة نصية، وشاركي مشاعرك مع الأشخاص المميزين في حياتك، فهذا التواصل يمنحك مشاعر إيجابية وهي بدورها تغذي الامتنان، فكوني شاكرة لوجودهم الجميل في حياتك.

تختم مايا “قد يكون تطبيق هذه النصائح صعباً في البداية، لكن يوماً بعد يوم سيصبح الأمر أسهل وقبل أن تعرفي سيصير الامتنان عادة، وحين يحصل هذا الأمر فإنك ستعيدين تركيز أفكارك وطاقتك على ما تملكينه وليس ما تفتقدين إليه، وعندها فقط سوف تدركين أنك أغنى بكثير مما تعتقدين. يساعدك الشعور بالامتنان على أن تكوني في عقلية أكثر تقديراً للنعم، وبالتالي ستقتنعين أن لديك كل الأسباب التي تجعلك سعيدة، فاستفيدي من أيامك الهادئة مع المحبين في محيطك وقدري كل لحظة ثمينة من عمرك”.

اقرئي المزيد: نصائح لتنجحي في تخطيط وتحضير اللقاءات الاحتفالية مع الأسرة والأصدقاء

 
شارك