التصالح مع الذات: مظهر وخصال وصفات بطرق في المتناول
حصلت الشابة الإماراتية فاطمة محمد حسين على بكالوريوس في البنوك والخدمات المالية وعملت في مجال المصارف لمدة خمسة سنوات ولكنها لم تجد نفسها في هذا المجال حيث كانت تتعامل مع الحاسوب والأرقام، فقررت متابعة التحصيل العلمي بدراسة الماجستير في التميز المؤسسي، وبدأت عمل آخر في مجال التميز الوظيفي والسعادة الوظيفية في حكومة دبي، حيث اكتشفت أنها تحب التعامل مع الناس وتشعر بطاقة إيجابية كبيرة خصوصا لدى التعامل مع الموظفين وتطويرهم و تأهيلهم للحصول على جوائز التميز الداخلية وضمان فوزهم ووصولهم إلى أعلى المراتب.
من هنا بدأ اهتمامها بالكوتشينغ حيث تقول "لديّ شغف التعلم وهذه أهم ميزة أو مهارة أحبها في نفسي وهي "مهاره التعلم المستمر" حبي للتعلم وحرصي على أن لا أسمح ليومي بأن يمر بدون أن أتعلم شيئاً جديداً حتى ولو كانت معلومة بسيطة وهذا ما دفعني خلال فترة كورونا لحضور العديد من الدورات حول موضوع الكوتشينغ. خلال فترة الحجر قمت باستغلال وقتي بالتركيز والاستثمار في نفسي فحضرت دورة عن اكتشاف الشغف وطبقت العديد من التمارين والأنشطة المتعلقة بالمهارات وتحليل الشخصية وكانت مهارة الكوتشينغ هي المهارة رقم واحد التي تناسب شخصيتي وميولي، قمت بالبحث والقراءة لمعرفة المزيد عنها واكتشفت أنني أطبق أغلب مهارات الكوتشينغ في حياتي بدون أن أعرف. لتطوير هذه المهارة استثمرت في نفسي بالتسجيل في دورة الكوتش الاحترافي ومنها بدأت رحلة الوعي والتغيير الإيجابي. تابعت رحلتي بتعلم العديد من المهارات الأخرى ومنها تحليل الشخصيات وممارسة البرمجة اللغوية العصبية والبحث أكثر في علم النفس الإيجابي وغيره. بداية طبقت ما تعلمت على نفسي وفي كل مره كنت أرى نتائج مبهرة، أردت أن أنفع غيري وهكذا كانت البداية وقد استفدت من صفحتي عبر إنستغرام وهي fatma_lifecoach ومن بعض البرامج التلفزيونية لتحقيق هذه الغاية.
كيف يمكن للمرأة أن تعيش متصالحة مع ذاتها سواء مظهرها أم خصالها وصفاتها التي تميزها؟
لكي تتمكن المرأة من تقبل ذاتها فتتصالح معها لابد أن تتعامل مع صفاتها الشخصية بكل صراحة ووضوح وأن تدرك تماماً بأنها تملك صفات وقدرات وإمكانيات أكرمها وميزها الله بها عن كل البشر فهي إنسانه متميزة ومتفردة لا يوجد أحد في العالم يشبهها تماماً كما هي. فلكل شخص سمته وهويته الخاصة التي تعبر عنه، واستشعار هذه الميزة وهذا التفرد من شأنه أن يعطي شعوراً عظيماً للمرأة بأن قيمتها كبيرة وبأنها مهمة في الحياه. كل منا لديه إيجابيات وسلبيات، تعزيز هذه الإيجابيات وتقبل السلبيات والاعتراف بها يعتبر امراً مهما لمعالجتها والتحرر منها. من هنا فإن حديث النفس الإيجابي أمر في غاية الأهمية، فما تفكر به المرأة ستحصل عليه، بالتالي فإن طريقة تفكيرها وحديثها مع ذاتها، يعطي معنى وتفسير للمواقف في حياتها ، فإن أعطته معنى وتفسير إيجابي سيكون عندها إدارة أكبر لمشاعرها ومجريات يومها، بالتالي سلوكها المقبل سيكون إيجابياً والنتائج التي ستحصل عليها ستكون إيجابيه والعكس صحيح. من هنا فإن وصول المرأة لدرجة عالية من الوعي والثقة بالنفس سيجعلها لا تتأثر بالمحيط وتعليقاته وبالتالي ستملك المفاتيح والقدرة الكافية لتتعامل مع عيوبها والتخلص منها .
إلى أي مدى يمد المحيط الاجتماعي الشابة بالقوة اللازمة لكي تعثر على سعادتها؟
من وجهة نظري مشاركة الفرح والسعادة واللحظات الجميلة مع المحببين والمقربين أو بالأحرى مع الذين يتمنون لنا الخير أمر جميل وضروري لكي نشعر بأهمية إنجازاتنا ونجاحاتها شرط أن لا تصل السيدة إلى مرحلة التصنع والتباهي ومثال على ذلك تصنع بعض الأشخاص من خلال تصوير جوانب معينة على غير حقيقتها من أجل سد نقص معين أو فراغ كبير في حياتهم.
يمكن للشابة اكتشاف أهدافها الحياتية القابلة للتحقق والعمل بشكل جدي من أجل تحقيقها؟
عادة ما يجد الشباب أنفسهم غير قادرين على تحديد أو تحقيق أهدافهم في الحياه أو غير مستعدين تماماً لدخول عالم العمل لأنهم لا يمتلكون المهارات التقنية والشخصية المطلوبة وبالتالي يكون هناك عدم توافق في المهارات بين الكفاءات التي يحتاجها الشباب لنجاجهم في مكان العمل والكفاءات التي يمتلكونها بالفعل، وهذا يشكل تحدي كبير لهم لذا من المهم جدا تأهيل الشباب بمجموعة كبيرة من المهارات النفسية والشخصية والتواصلية التي تساعدهم في اتخاذ قرارات مدروسة، والتواصل بفعالية، وتنمية مواهبهم فلا ضير هنا من القراءة أو متابعة دورات أولاين أو الحصول على مساعدة من مدرب حياة معتمد.
كيف السبيل للمحافظة على التفكير الإيجابي وتخطي الفترات الصعبة سريعاً؟
من الطبيعي اختبار مشاعر القلق والخوف من المستقبل المجهول أو مشاعر الحزن والحسرة والندم على الماضي، ولكن لو فكرنا بعدد المرات التي شعرنا فيها بخوف من أمر معين ولكن ذاك الأمر مر على خير سندرك بأننا في تلك اللحظة لم نكن نعيش الحاضر بل انشغلنا بالتفكير بالمستقبل المجهول. الحل لعيش أيام مريحة هو عيش الحاضر واللحظة ومحاولة تقبل ما حدث في الماضي مع محاولة إخراج كل المشاعر التي عشناها من خلال التعبير عنها سواء بالبكاء او ممارسة الرياضات او التفريغ بالكتابة او الرسم. ثم يأتي دور الإحساس بالامتنان لكل النعم التي نملكها مع التركيز على مكامن القوة لكي نصل إلى الأفكار الإيجابية ونزيد من تأثيرها على حياتنا.
اقرئي المزيد: أعراض اكتئاب بعد الولادة انتبهي لها جيداً