أصل كليوبترا وكيفية وصولها إلى مصر

تعتبر كليوبترا من أشهر الشخصيات التاريخية، فقد نشر عشرات الكتب حولها وتم ذكرها في الروايات التاريخية، وحتى قصص الخيال العلمي. وقد أثبتت هذه الشخصية التي خلدها التاريخ، أن النساء قادرات على قيادة الأمم، وذلك بفضل ما كانت تتميز به من ذكاء وطيبة، والقسوة إذا ما لزم الأمر.

على الرغم من الاعتقاد الشائع بأن كليوباترا تنحدر من أصول مصرية، فإن الواقع يشير إلى أنها كانت تنتمي لأسرة بطليموس المقدونية، التي تنحدر من نسل أحد جنرالات الإسكندر الأكبر، وهو بطليموس الأول.

لم تكن كليوبترا من أصول يونانية فقط، بل إنها كانت أيضا تتحدث اللغة اليونانية ومطلعة على عادات اليونانيين، وقد حكمت أسرة بطليموس مصر لمدة 300 سنة، بعد أن اعتلى بطليموس الأول العرش إثر وفاة الإسكندر الأكبر في سنة 323 قبل الميلاد.

اعتاد اليونانيون القدامى غزو الدول الأخرى، كما أن المصريين من جهتهم كانوا غالبا ما يدينون بالولاء لفرعون أجنبي، لأنهم كانوا يشعرون بالانزعاج من حكم الفرس، الذين سيطروا عليهم قبل قدوم قوات الإسكندر.

وتشير الأسطورة المصرية إلى أن الإله أوزوريس تزوج من أخته إيزيس للحفاظ على نقاء النسل الملكي. ويبدو أن الفراعنة أيضا اتبعوا هذا التقليد، وفي ذلك العصر لم يكن أي أحد يدرك التبعات الجينية التي تترتب عن هذا الزواج. وعندما وصل أبناء بطليموس للسلطة، حافظوا على هذه العادة، حيث تزوجت كليوباترا عندما أصبحت ملكة من شقيقها الأصغر.

إضافة إلى اللغة اليونانية، كانت كليوباترا تتحدث لغات الأمم المجاورة لمصر. وكانت الوحيدة ضمن نسل بطليموس التي اهتمت بتعلم لغة المصريين القدامى، وكانت ترتدي الملابس التقليدية وتشارك في الاحتفالات والمراسم المصرية، وهو ما أكسبها شعبية وسط العامة، بغض النظر عن أصولها الأجنبية.

وقعت خلافات بين كليوباترا وشقيقها بطليموس الثالث عشر، الذي حاول افتكاك العرش والانفراد بالسلطة. ولذلك لجأت كليوباترا إلى يوليوس قيصر لحمايتها من طموحات شقيقها المتزوج منها. وفي النهاية تمكن قيصر من هزيمة بطليموس الثالث عشر الذي غرق في النيل أثناء هروبه. وقد توفي شقيقها الثاني أيضا في ظروف غامضة، ولكن هنالك اعتقاد سائد بين المؤرخين بأنها سمّمته.

تبدو كليوباترا في كل الصور وهي تضع كحل العينين. وقد أثبتت أبحاث المؤرخين أن هذا المستحضر كان مكونا من أربع مواد مختلفة، ولم تكن فقط لأغراض تجميلية، بل أيضا لأغراض صحية تتعلق بحماية العين من العدوى، خاصة في فترات فيضان النيل وانتشار البكتيريا والالتهابات.

تعلمت كليوباترا الكيمياء، وكانت تؤمن بقوة الروائح ليس فقط لأغراض تجميلية، بل أيضا وسيلة للإقناع، ونشرت كليوباترا العطور على أشرعة سفينتها قبل أول لقاء لها مع ماركوس أنطونيوس، حتى يكون تأثيرها عليه قويا. وكانت أيضا تمتلك مصنعا للعطور، توجد أنقاضه قرب البحر الأحمر في عين جدي.

اقرئي المزيد: شخصيات سعودية تاريخية في مجال الأدب والعلم والسياسة

 
شارك