5 مفاتيح أساسيّة لتحسين العلاقة بالذات

البداية الصحيحة لأيّ رغبة في التغيير تبدأ بتحسين العلاقة بالذات والتصالح معها، ولكن كيف نحقّق هذه الغاية فنشعر بالصفاء الداخلي الذي يخوّلنا التعامل مع المشاكل بهدوء وإيجاد الحلول المنطقيّة لها من دون المبالغة بالانفعال والتوتّر؟ لمعرفة الإجابة عن هذا السؤال، التقينا مدرّبة الحياة رنا الزهيري، التي وبالرغم من دراستها للهندسة، اهتمّت بخفايا علم النفس البشريّة والتحقت بمؤسّسة لتطوير الذات في الولايات المتّحدة الأميركيّة ثم خضعت لدورات في علم الطاقة في فرنسا، بالإضافة إلى اهتمامها بالـFeng Shui وغيرها من العلوم الإنسانيّة التي خوّلتها تعميق معارفها الحياتيّة والنفسيّة. 

سألناها: كيف نحسّن علاقتنا بذاتنا ؟ فأجابت: «علينا أوّلاً أن نتجنّب إصدار الأحكام على أنفسنا أو غيرنا علناً أو في الخفاء فلا نظنّ سوءاً بالناس. ثانياً، علينا أن نبتعد عن النميمة، وثالثاً أن نحترم حدود حريّة الآخرين مهما كانت صلة قرابتنا بهم. رابعاً، علينا أن نعامل الناس بتكريم وبحبّ، وأخيراً علينا ألّا نلوم أنفسنا كثيراً على أخطائنا بل أن نركّز على إيجابيّاتنا ونشكر الله والكون عليها».

الاستمتاع بخيرات الحياة
تكمل الزهيري: «قد تبدو الإجابة غير مرتبطة بالسؤال وهذا يطول شرحه ولكن سأحاول الاختصار، فقد خلق الله الإنسان وأعطاه النفس كي يجعلنا قادرين على فعل كلّ شيء نريده في حياتنا وذلك يتمّ من خلال قوانين كثيرة وضعها الله لنا في أوامره ونواهيه، فإذا احترمنا قوانينه ننعم بخيرات الحياة وإذا لم نفعل أو فعلنا عكسها في بعض الأحيان نسمّم أنفسنا بالكثير من الأمراض النفسيّة وحتى الجسديّة، فنبتعد عن ذواتنا وتكون علاقتنا بأنفسنا سيّئة للغاية، لذلك بقدر التزامنا بتعليمات الخالق تكون علاقتنا بذواتنا جيّدة لا بل مثاليّة».

الوصول إلى مرحلة الرضا
وعن كيفيّة الشعور بالرضا عن الذات وعمّا إذا كان هناك خطوات بسيطة تساعدنا على الإحساس بالراحة من دون ممارسة ضغط نفسي كبير، تقول: «الرضا عن الذات هو الشعور بالهدوء والسلام مهما كانت الظروف من حولنا صعبة... بعض الناس قد يظنّون أنّ حدوث هذا الأمر مستحيل بخاصّة أنّ مشاكل الحياة صعبة والضغوط التي نتعرّض لها قويّة. ولكن، إذا قلت لك إنّنا سوف نصوّر معك فيلماً وثائقيّاً عن طريقة مواجهتك لمشكلاتك، ماذا تتوقّعين أن يكون ردّ فعلك مع المشكلة أثناء التصوير؟ ستكونين مطمئنّة وهادئة لأنّك تعلمين أنّهم يصوّرونك وأنّ هذا الموقف ليس حقيقيّاً وأنّ الناس يرونك، وهذا ما يجب أن يحدث معنا عند مواجهة أمر ما لأنّنا هنا في اختبار ولكنّ الجمهور لا يرانا بل ربّ الكون... لذا، كي نصل إلى مرحلة السلام والهدوء مهما كانت ظروفنا قاسية، علينا أن نسمّي تلك الظروف تحدّيات وليس مشاكل. ثانياً، يجب أن نعي عمق الحقيقة وهي أنّنا في اختبار وأنّ الله يرانا ويرى كيف نواجه تحدّيات الحياة، وبالتالي يجب أن نتصرّف بذكاء وبإيمان شديد بأنّ ما يحصل يحمل الخير حتى ولو لم نكتشف هذا الأمر في حينه، فلاحقاً سنعي الدرس الذي كان علينا تعلّمه. ثالثاً، يجب أن نتخلّص من تعلّقنا الشديد بالأشخاص أو الأشياء لضمان حياة سعيدة فالتعلّق المفرط بمن وما حولنا هو سبب 80% من الصعوبات التي نواجهها».

دور التأمل
وتنصح رنا السيّدات الراغبات في تخفيف التوتّر والقلق بممارسة تمارين التأمّل وتقول: «أسهل خطوة لتعزيز الشعور بالاسترخاء والراحة هي ممارسة التأمّل أقلّه ثلاث مرّات في اليوم، كلّ مرّة من 7 إلى 13 دقيقة وعدم التحجّج بضيق الوقت، فتخصيص نصف ساعة للذات ليس بالأمر المستحيل».
تضيف الزهيري: «التأمّل من أهمّ العمليّات التي تربطك بالجانب الآخر للحياة الذي هو الأساس، فكلّما عزّزت هذا الجانب الروحاني تكونين أكثر هدوءاً ويصفو تفكيرك وتتذكّرين الحقيقة الوحيدة في هذه الحياة وهي ألّا شيء يدوم، نحن هنا في هذه الأرض في فترة اختبار ويوماً ما سنذهب ونترك كلّ شيء وكلّ شخص حتى أقرب الأقربين، لذلك لا تعطي أهميّة عظمى لمشاكلك بل ابحثي عن حلول سهلة تريحك وتناسبك وتضمن سلامك الذاتي».

ملاحظة التغيير الإيجابي
وتشير الزهيري إلى أنّ الأنبياء كانوا يمارسون التأمّل وأنّ الصلاة هي نوع من أنواع التأمّل، وتقول: «نصيحتي أن نبدأ بالتأمّل بمستويات بسيطة أوّلاً أي أن نغمض أعيننا مع موسيقى هادئة وتنفّس منتظم وعميق ونتخيّل ما يحدث في الرئتين عند دخول الأوكسجين وغيرها من التمارين البسيطة ثمّ نبحث عن تمارين أعمق ومع الوقت سنلاحظ التغيير الإيجابي الذي سيطرأ على مختلف نواحي حياتنا».

 
شارك