صوم المرأة الحامل: أسئلة وأجوبة

أسئلة كثيرة تطرحها المرأة الحامل خلال شهر رمضان، فهي ترغب في الصوم ولكنّها تخاف من أن يؤثّر ذلك سلباً عليها وعلى الجنين. وكي نعرف المزيد عن هذا الموضوع، التقينا اختصاصيّة التغذية ريتا مكاري التي قالت : «الحمل يغيّر المرأة نفسيّاً وجسديّاً وهو يعدّ من أصعب مراحل حياتها، لذا فصيام الحامل ليس بالأمر السهل. بالتالي، يجب أن تكون حذرة وتقوم بفحوصات طبيّة يطلبها لها طبيبها كي تتأكّد من أنّها بصحّة جيّدة. كذلك، لا بدّ أن تتناول الفيتامينات اللازمة لا سيّما الفيتامين B9 والحديد وتكون فحوصاتها أكثر من جيّدة كي تباشر بالصيام بعد موافقة طبيبها، وعليها أيضاً أن تنتبه جيّداً لما تستهلكه بعد انتهاء يوم الصوم».

أضافت الاختصاصيّة: «في الأشهر الأولى من الحمل، تواجه المرأة الوحام وتنتابها أوجاع مختلفة وتزيد الحموضة في معدتها، بالإضافة إلى إمكانيّة حصول هبوط في سكّر الدم لو بقيت أكثر من 4 ساعات من دون طعام. لذلك، في حال مرّت بهذه الأعراض، من المفضّل ألّا تصوم. أمّا إذا كانت مرتاحة، فبإمكانها الصوم. وإذا صادف أن كانت في النصف الثاني من الحمل عند بدء شهر رمضان، فيمكنها الصيام لا سيّما أنّ هذه الفترة تعدّ من أسهل الفترات نسبيّاً إذ يكون جسمها قد اعتاد على الحمل. وفي الأشهر الثلاثة الأخيرة، تبدأ الصعوبات من جديد بعد أن يزداد وزن الجنين ويزيد الثقل عليها فتصعب حركتها وتعود بعض أعراض الوحام المزعجة... في النهاية الحكم الأخير يكون للسيّدة فهي تعرف وضعها أكثر من غيرها وعليها أن تقرّر ما هو الأنسب لها وسيطمئنها أن تعرف أنّ جنينها لن يتأثّر في أغلب الأحيان فهو سيحصل على حاجته من الغذاء، إلّا أنّ الأمّ هي التي ستنزعج، لذلك يفضّل أن تتابع الأمور مع اختصاصيّة تغذية كي تعرف وضعها عن كثب وتساعدها كي يكون صومها مريحاً».

وعن العلامات التي تنبّه المرأة إلى وجود خطر في حال استمرّت في الصوم، قالت الاختصاصيّة: «من الضروري أن تتوقّف الحامل عن الصوم في حالة الدوار والغثيان بشكل متواصل ونقص التركيز والعطش الشديد وخسارة الوزن ومشاكل الأمعاء والهضم وتراجع حركة الجنين».

أمّا عن النظام الأمثل للمرأة الحامل، فهو ينقسم إلى قسمين: الحاجة إلى الماء والسوائل والحاجة إلى السعرات الحراريّة التي تمدّها بالنشاط، وفي هذا السياق أشارت إلى أهميّة أن تخفّف الحامل من المجهود خلال النهار كالمشي في الخارج تحت أشعّة الشمس أو ممارسة الرياضة أو القيام بالأعمال المنزليّة، إذ عليها أن ترتاح وتنام لو أمكن ذلك. 

أمّا الوجبات، فيجب أن تقسّمها من الإفطار إلى السحور، فتأكل كل ساعتين أو ثلاث ساعات وجبات معتدلة في كميّة السعرات الحراريّة كي تؤمّن كل حاجاتها منها، وذلك بحسب وزنها وطولها ومدى حركتها في اليوم. وبالنسبة إلى كميّة الماء الضروريّة، تتراوح بين 2 و3 ليتر.

وجبة الإفطار
وعن الطعام الذي على المرأة الحامل تناوله على الإفطار، قالت الاختصاصيّة: «لتبدأ بـ3 حبّات من التمر أي حوالى 03 غراماً ولتتناول بعدها شوربة الخضار وصحناً من السلطة من دون أن تحتوي على الكثير من الزيوت أو المايونيز أو البالميتو أو الدرة أو الخرشوف لأنّها من النشويّات. وبعد ساعة تقريباً، بإمكانها أن تتناول وجبة رئيسة تحتوي على الكربوهيدرات المعقّدة كالأرزّ الأسمر أو البطاطا الحلوة، مع البروتينات كالدجاج أو اللحوم أو الأسماك، فكل هذه العناصر ضروريّة كي تزيد نسبة الألياف في نظامها الغذائي وتسهّل عمليّة الهضم ولا تصاب بالإمساك، وكي يأخذ الأكل وقته في معدتها ويدخل السكّر إلى دمها ببطء فيتجدّد نشاطها».

أصناف يفضّل الابتعاد عنها
على المرأة بحسب مكاري أن تبتعد عن المقالي لأنّها غير صحيّة وتستبدلها بالأصناف الصحيّة المحضّرة في المنزل كالروستو أو الأرزّ مع الدجاج 
أو السمك المشوي أو اليخنات. وما بين الوجبات يجب تناول وجبة خفيفة على أن تكون غنيّة بالكالسيوم ككوب من اللبن ويمكن أن يكون على نكهات الفاكهة 
أو خالياً من الدسم لو كان وزن المرأة يزداد بشكل كبير. أمّا الوجبة الخفيفة الثانية، فلتكن قطعة فواكه أو القليل من الحمّص أو متبّل الباذنجان أو القليل من الجبن مع الخيار، ويمكن للمرأة الحامل تناول الـspihC أو الشوكولا إنّما باعتدال لمرّة أو مرتين في الأسبوع، فهي ستشتهي هذه الأصناف ويجب عدم حرمانها منها.

وجبة السحور هي الأهمّ
تعدّ وجبة السحور الأهمّ للمرأة الحامل لأنّها الوجبة التي تمدّها بالنشاط والحيويّة خلال اليوم، وفي هذا السياق قالت مكاري: «ثمّة 3 خيارات مناسبة، منها سندويش خبز الشوفان مع الجبن أو طبق من الحبوب كالفول أو الفتّة أو البليلة أو فواكه مع جبنة. بعد ذلك، لتتناول 3 حبّات تمر أو مكسّرات نيئة أو حفنة من الفواكه المجفّفة. وبإمكانها أيضاً تناول البطاطا الحلوة أو كوب من المعكرونة السمراء... إنّها أصناف غنيّة بالألياف تأخذ المعدة وقتاً طويلاً لهضمها، ما يعني أنّها تتواجد أكثر فيها فيستمر إحساس السيّدة بالشبع لوقت طويل».

وفي ما يتعلّق بالمشروبات، يجب توزيعها على ساعات الليل والامتناع عن الكافيين الموجود في القهوة والشاي والمشروبات الغازيّة والكاكاو، كذلك الامتناع عن العصائر المعلّبة والمصنّعة واستبدالها بكوب من العصير الطبيعي. أمّا عن الممنوعات، فهي اللحوم المدخّنة والمقالي والحلويات الدسمة والأصناف شديدة الملوحة كالمكسّرات لأنّها تسبّب لها العطش في اليوم التالي.

 
شارك