أنشطة ما بعد المدرسة دعي طفلك يختارها

إنّه موسم العودة إلى المدرسة، وبالطبع تنشغلين بالاستعدادات كي تكون هذه الفترة مريحة لأولادك. كذلك، تطرحين عدداً من الأسئلة حول مسار العام الدراسي الجديد، ولعلّك تفكّرين بطرق تسهّلين من خلالها على صغارك قساوة المناهج التعليميّة التي تنتظرهم، وهنا تأتي الأنشطة اللامنهجيّة في بالك فتتساءلين: هل هي مفيدة أم لها مساوئ؟ على هذا السؤال تجيبنا أروى طرابلسي، وهي مدرّبة حياة وصحة ومهارات.

تقول طرابلسي: «من شأن الأنشطة اللامنهجيّة أن تساعد الأطفال على تطوير مواهبهم وعواطفهم وأن تعلّمهم كيفيّة دفع أنفسهم إلى الأفضل دائماً وأن تنمّي حسّ المنافسة لديهم، ولكنّها في المقابل تنهك الأولاد وتسبّب لهم ضغوطاً غير مرغوب فيها، ومن المحتمل أيضاً أن تنعكس سلباً على نموّهم وصحّتهم».

وتكمل الاختصاصيّة: «تزرع أنشطة ما بعد المدرسة الكثير من القيم الأساسيّة في نفوس الأولاد ومنها التنظيم والعمل الجماعي والمسؤوليّة والقيادة وأحياناً كثيرة النجاح الأكاديمي لدورها في تحسين درجات الأطفال بشكل ملحوظ وتغيير نظرتهم العامّة إلى المدرسة والدراسة».

تعلّم مهارات جديدة
بالإضافة إلى ذلك، تقول مدرّبة الحياة: «تساعد الأنشطة اللامنهجيّة الأطفال أيضاً على اكتساب مهارات جديدة، فبعض الأنشطة الرياضيّة مثل كرة القدم وكرة السلّة والكرة الطائرة تستخدم أقساماً من علم الرياضيّات كالجمع والطرح، وبالتالي تحفّز الدماغ وتدفعه إلى العمل بشكل أفضل».

العمل الجماعي جوهري
وتستطرد طرابلسي: «من المؤكّد أنّ الأولاد يكتسبون تلقائيّاً مهارات اجتماعيّة من خلال تفاعلهم مع ذويهم، ما يدفعهم إلى أن يألفوا العمل الجماعي أكثر. فمهارات العمل الجماعي ضروريّة للأطفال إذ إنّها تعزّز ثقتهم بأنفسهم وتسهّل عليهم تكوين الصداقات والحفاظ عليها. لذا، فإنّ إشراك طفلك في هذه الأنشطة يساعده على تعلّم كيفيّة العمل مع الآخرين منذ سنّ مبكرة».

نمط حياة صحّي
وتضيف الاختصاصيّة أنّ تسجيل الأطفال في الأنشطة اللامنهجيّة يجعل نمط حياتهم صحيّاً أكثر، ما يساهم بدوره في تقليل خطر السمنة لديهم، فمعظم الأنشطة ما بعد المدرسة توفّر لأطفالك التمرين الذي يحتاجونه للحفاظ على صحّتهم.

بعيداً عن الشاشات
من جهة ثانية، تقول طرابلسي: «عندما يمضي أولادك وقتهم في الهواء الطلق يتجنبون إضاعة الوقت خلف الشاشات ما يعزّز تفاعلهم الاجتماعي، وهذا الأمر مطلوب بشدّة في أيّامنا هذه إذ من المهمّ جدّاً ألّا يبقى طفلك على الأريكة طوال اليوم، فقضاء الوقت في الخارج ومشاركته في الأنشطة التي يختارها قد يحدثان فارقاً كبيراً في صحّته البدنيّة والعقليّة على حدّ سواء».

التنمية الاجتماعيّة
تساعد أنشطة ما بعد المدرسة الأطفال على تكوين صداقات جديدة والتواصل مع ذويهم خارج إطار مدرستهم، وفي هذا السياق تقول طرابلسي: «تسمح الأنشطة اللامنهجيّة للأولاد بتعلّم كيفيّة التصرّف في شتّى المواقف، ما يزيد من ثقتهم بأنفسهم ويساعدهم على النموّ ليصبحوا أشخاصاً أكثر إيجابيّة وثقة بالنفس».
ولكن، بعيداً عن كل هذه الحسنات، قد لا يرغب الطفل بهذا النوع من النشاطات، لأنّه لا يحبّها ربّما أو يشعر بالتعب بعد الدراسة ولا يرغب في ممارستها، لذلك ترى طرابلسي أنّه يجب تحقيق توازن بين حثّ أطفالك على المشاركة في الأنشطة اللامنهجيّة من جهة ومنحهم وقتهم الخاص،مع الأخذ في الاعتبار ذهابهم بسرور إلى أيّ نوع من الأنشطة. وتضيف أروى: «لا تجبري أطفالك على شيء أبداً واتركي لهم الوقت لينجزوا فروضهم المنزليّة من دون استعجال للحدّ من أيّ شكل من أشكال القلق، فالهدف الأوّل من هذه الأنشطة هو القضاء على التوتّر الناتج عن الدراسة وليس مضاعفته!».

وقت للاستراحة
تشدّد طربلسي على ضرورة أن يحصل الأولاد على وقت للاستراحة وإلّا قد يصابون بالتوتّر والقلق وفي هذا السياق تقول: «اتركي لأولادك فسحة من الراحة خلال الأسبوع ودعيهم يلعبون بحريّة واجعليهم يتخلّون عن أنشطة ما بعد المدرسة إذا طلبوا منك ذلك كي يشعروا بأنّه ثمّة من يسمعهم في حال كانوا يرغبون في تجربة أشياء جديدة والتكيّف مع أنماط مختلفة من الهوايات».

الأولويّة لراحة الطفل وسعادته
في النهاية، تلفت طرابلسي إلى أهميّة أن يختار الأطفال نشاطاً يستهويهم لا نشاطاً تحبّه الأمّ، وهي تقول: «إذا لم تكوني من محبّي كرة السلة، لا يعني ذلك أنّ طفلك سيكون مثلك... فمن واجبك ألّا تحدّي من إبداع أطفالك ومن وقتهم الخاص لاستكشاف ما يستهويهم، دعيهم على سجيّتهم وليكن لرأيهم أهميّة فما يسعدهم هو الأولويّة لا ما ترينه أنت مناسباً لهم».

اقرئي أيضاً: نصائح لإبعاد الأصدقاء السيئين عن طفلك

 
شارك