واقع قاس بانتظار الأفغانيات وفنانات من العالم يعكسنه بأقوى اللوحات

يبدو أن المرأة الأفغانستانية ستكون أكثر المتضررات من عودة حركة طالبان إلى البلاد، إذ تخشى النساء والفتيات اللواتي نشأ جيل كامل منهن مستفيدا من الحقوق والحريات، التحول إلى الفئة الأضعف في البلاد. وترى العديدات أنهن عرضة اليوم لخسارة المكاسب المحققة بصعوبة خلال عقدين من الزمن.

فبعد أن سيطرت حركة طالبان على أغلب المدن في أفغانستان، ثم دخلت العاصمة كابول يخشى أن تصبح النساء والفتيات من بين الفئات الهشة في المجتمع الأفغاني. فلطالما استهدفت الأفغانيات لمعارضتهن هجمات طالبان، أو حتى لتوليهن مناصب قيادية.

يخشى الكثير ضياع حقوق النساء مع إلغاء الحركة أغلب تلك الحريات التي انتزعنها خلال 20 عاما، بعد أن ساعدت الولايات المتحدة عبر القوات التي تقودها في الإشراف على مسار انتقال البلاد إلى الديمقراطية.

بدوره، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الأحد طالبان وجميع الأطراف الأفغانية الأخرى إلى ممارسة "أقصى درجات ضبط النفس" وأبدى "قلقه خصوصا حيال مستقبل النساء والفتيات اللواتي يجب حماية حقوقهن المكتسبة بصعوبة". فخلال سيطرتها على الحكم في الفترة ما بين 1996 و2001 لم يكن يُسمح للنساء بالعمل، وكانت طالبان تطبق عقوبات مثل الرجم والجلد والشنق.

ومع سقوط كابول، يخشى أن يكون الأوان قد فات لإطلاق مناشدات والحصول على المساعدة. فقد أفادت تقارير عديدة بقيام طالبان بتفقد منازل المواطنين لإعداد قوائم للنساء والفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 12 و 45 عاما، بغرض تزويجهن قسرا من المقاتلين الإسلاميين. وفي نفس الوقت أخطرت الحركة النساء بوجوب عدم مغادرة المنزل إلا في حال رافقهن الرجال. وأنه لم يعد بإمكانهن العمل أو الدراسة أو اختيار الملابس التي يرغبن في ارتدائها بحرية. وأقفلت المدارس أيضا. لكن طالبان تنفي العودة لتلك الممارسات.

وكان جيل كامل من النساء يعمل بجهد جنبا إلى جنب مع الرجال، في مجتمع محافظ من تلك المجتمعات حيث من غير المعتاد أن يتقلدن مناصب عليا، أو المساهمة في بناء مجتمع مدني تسوده الديمقراطية. وكل تلك الجهود من أجل إتاحة الأجيال القادمة من النساء التمتع بمكاسبهن.

ولطالما أكد قادة طالبان خلال محادثاتهم مع القادة الغربيين وغيرهم، أن المرأة ستستمر في التمتع بحقوق متساوية لكن وفقا "للشريعة الإسلامية"، بما في ذلك الحق في العمل والتعليم. إلا أن الواقع في المدن التي اجتاحها المتمردون، يظهر أن النساء بدأن خسارة وظائفهن لصالح الرجال.

وقد تضامن العديد من الفنانين والفنانات التشكيليات من مختلف الدول مع هذا الواقع المرير الذي تنتظره الشابات في هذا البلد وقد رصدنا بعضاً من الرسومات التي شاركنها عبر صفحاتهن على إنستغرام، والتي حاولن من خلالها دعم نساء أفغانستات والتأكيد لهن أننا أي النساء سنكون دائماً يداً واحدة في وجه الظلم الذي يطال المرأة في أي مكان في العالم.

البداية مع ralu_adela التي رسمت امرأة شابة تحمل آلة البيانو الموسيقية وتضمها على صدرها في وقت يبدو وراءها جيش من الرجال، يحاولون الاقتراب منها وهي خائفة من سلبها البيانو، الذي يرمز إلى الحرية.

فيما عبرت eylemyilmaz83 عن غضبها بنشر صورة تبدو فيها امرأة جميلة مكممة الفم فيما أماها رجل متشدد يجر خلفه امرأة أسيرة، ويبدو في عيني الشابة الأولى الكثير من علامات القهر والخوف والغضب على ما يجري مع نساء بلدها.

أما minnamamik فقد ارتأت تصوير امرأة تبكي وتضع يديها على وجهها لتخفي قهرها وحزنها وتبدو خلفها طبيعة البلاد الوعرة والقاسية في تصوير جميل عما ينتظر النساء من واقع مشابه.

ونشرت Claudia Bessi Illustration عبر صفحتها bessicla صورة لامرأة أفغانية مع حمامة السلام تغطي عين من عينيها، فيما تطلب السلام لكي تعيش حياة طبيعية كالتي تحياها ملايين الشابات من حول العالم.

وارتأت muzej karikature التعبير عن اعتراضها من خلال صورة تبدو فيها المرأة بالألوان فيما الرجل المتشدد بالأبيض والأسود، فيما تحاول الأولى تقديم نبتة بيضاء له، وهو يواجهها بعيون تتقد بالحقد والكره والتعصب.

ونشرت Misty sky Design صاحبة صفحة createdbyz لوحة لشابتين محجبتين وجميلتين تقفان بشكل قريب من بعضهما في صورة عن التضامن والتكافل المطلوب بين نساء العالم لمواجهة هذه الفترة العصيبة.

اقرئي المزيد: أسماء صديق المطوع: كلّ موضوع ثقافي يصلح ليكون محوراً لاهتمام المرأة

 
شارك