هل أنا في علاقة ناجحة؟ 5 أسئلة اطرحيها على نفسك لتعرفي الجواب

موضوع الارتباط بالشخص المناسب أمر مهم في حياة الشابّات، فالزواج خطوة أساسيّة في الحياة واختيار الشريك يجب أن يتمّ عن وعٍ وبالاستناد إلى معطيات مهمّة لا يجب التغاضي عنها. ولمعرفة إن كنت في علاقة ناجحة، التقينا مدرّبة الحياة والعلاقات سارة شطا التي يتابع حسابها عبر إنستغرام coach_sarashatta@ أكثر من 148 ألف شخص للاستفادة من خبرتها الواسعة في مجال تحسين العلاقات واكتشاف الذات.

تخبرنا سارة قليلاً عن نفسها فتقول: “منذ سنوات الجامعة كنت أحب أن أساعد غيري وأوجّه النصائح حول كيفية عيش حياة سعيدة وتحسين النفس، لحين كنت أتابع محاضرة لأحد مدربي الحياة وشعرت أن ما يقوله يشبهني إلى حد كبير. فعرفت أنني أبحث عن هذا المجال وبدأت أتعمق بالقراءة عنه وصرت أتابع كورسات أونلاين كما اتجهت إلى دراسة المعالجة النفسية بالتنويم الإيحائي، وذلك حتى أتمكن من إيصال الشخص الذي يقصدني إلى أفضل نتيجة، من خلال معرفة الأسباب الكامنة وراء مشاكله للوصول إلى طرق حلّها”.

سألناها: كيف يمكن للشابة أن تعرف أنها في علاقة ناجحة وسيكتب لها الاستمرار، فأجابت: “هناك لغط في مجتمعاتنا بين الحب والإعجاب. فمفهومنا عن الحب نأخذه من الأفلام والروايات الرومانسية، وهو يعني الإحساس بالانبهار السريع والشعور بالفراشات ترفرف في داخلنا لدى رؤية الحبيب والانبهار بغيرته الزائدة وبمشاعره العاصفة. هذه القوة في المشاعر لا تدل على الحب بل هي تعني الإعجاب وهي ليست كافية لبناء علاقة قوية وناجحة، بل العكس فإنها تذهب بأصحابها نحو المشاكل مستقبلاً لأنها تمنعهم من رؤية حقيقة بعضهما البعض. الشخص المناسب هو الذي يشعرك بهدوء نفسي شديد وبراحة وخفّة، فالحب عبارة عن إحساس بالتكامل والتلاقي والاتفاق، وهو لا يعمينا عن سيئات الآخر، بل يجعلنا نراها ونقرر أننا قادرات على التعامل معها وتحملها. الحب الحقيقي يبدأ كبزرة صغيرة ويكبر مع الوقت، بينما الإعجاب فهو يبدأ شجرة كبيرة ولكنها ضعيفة ما يعني أنها ستموت لأن أساسها غير متين. من هنا فإن اعتماد الكثير من الصبايا على الحب العاصف للبدء بعلاقة ارتباط، يوصلهن إلى الطلاق المبكر للأسف لأنهن يكتشفن مع الوقت وبعد زوال الشغف أن الشخص الذي اخترنه لا يشبههن بشيء”.

وتكمل مدربة الحياة “بناء علاقة قوية يتطلب وعياً شديداً منذ بداية العلاقة كي تنتبه الشابة إلى مواقف الشريك وصفاته ومدى قدرته على التطور والتغيّر، ومساعدة شريكته على أن تكون أفضل نسخة من ذاتها. كما يتطلب أن تمتلك الشابة أيضاً الرغبة في إجراء بعض التغييرات في شخصيتها، كي تحس بالانسجام مع الشريك وتتقرب منه وتثبت له أنها تسعى لإنجاح العلاقة ولردم أي خلافات موجودة أو يمكن أن تصادفهما مستقبلاً”.

تشدد سارة على أهمية أن تعرف الصبية الأسباب الحقيقية التي تدفعها للارتباط: “تلجأ الشابات أحياناً إلى الزواج لأسباب خاطئة، منها الهرب من المشاكل الأسرية أو البحث عن الاستقرار المادي، أو لتلبية الاحتياجات الجسدية، أو لتعويض نقص عاطفي معين. من هنا ضرورة أن تعالج كل هذه المشاكل الحياتية وتصل إلى حالة استقرار نفسي قبل أن تفكر بالارتباط، لأن الزواج ليس المصباح السحري الذي سيحل هذه الأزمات بل على العكس فإن اخترت الاعتماد على هذه النواقص، ستنقليها معك إلى البيت الزوجي. بالتالي فلتصلي إلى حالة الثبات الداخلي الذي يخولك خوض تجربة الارتباط كي تكوني مع شريك ترغبين بمشاركته سعادتك وثباتك ومستقبلك”.

وعن الصفات التي يجب ملاحظتها قبل العلاقة، تقول سارة: “عليك طرح هذه الأسئلة التي سأشرحها بالتفصيل لمعرفة مدى جدارة الشريك بقلبك وهل سيكون هو الشخص المناسب لتكملي معه حياتك وتنعمي بالسعادة والاستقرار والنجاح.

1- هل يحاول تغييري أم يتقبلني كما أنا؟

حين يبدأ الإعجاب ويليه الحب الحقيقي فإن المرأة ستحب الشريك بحسناته وبعيوبه. بالتالي عليه أن يقابلها بالمثل، فلا يراهن على أنها وبسبب حبها له ستتغير مستقبلاً كي ترضيه. وأن تحبني يعني أن تتقبلني كما أنا، وأي تغيير في شخصيتي أو شكلي سيكون نابعاً من رغبتي أنا. وتبحث المرأة عن الرجل الذي سيحبها في كل حالاتها: حين تكون جميلة، أو مريضة، لدى زيادة وزنها أو نقصانه، في أروع وأسوء حالاتها، لأن الحياة الزوجية هي رحلة طويلة، وفيها الكثير من الطلعات والنزلات، ويجب على الشريك أن يعرف هذه الحقائق جيداً ويكون مستعداً لخوض كل المراحل مع المرأة التي اختارها.

2- هل هو صريح معي أم أن أسلوبه يميل للمراوغة؟

الصدق والشفافية والصراحة هي صفات مطلوبة من الطرفين، فلا يمكن بناء مستقبل على أساس مزيّف. وبالتالي فعلى الشابة أن تكتشف خلال فترة الخطوبة إن كان الشريك صريحاً ومباشراً معها، أم أنه يميل إلى الكذب والخداع. لكن للأسف الكثير من الشابات يملن إلى التجمّل الزائد لنيل الإعجاب السريع فيبدأ الرجل بالمقابل بالقيام بالمثل، وبإخفاء الكثير من صفاته كي يعجب شريكته. من هنا أنصح الصبايا بأن يكنّ على طبيعتهن لأنها في الحقيقة أجمل بكثير من أي رغبة بالتجمل أو التشبه بإحداهن. فأنت فريدة ومميزة بحد ذاتك، وعندما تكونين صادقة ستحصدين الصدق من الشريك.

3- هل يعطيني مساحة من الحرية أم يميل إلى التحكم الزائد؟

إن الرجل القوي والواثق من نفسه سيعطي شريكته حيّز الحرية الذي تحتاج إليه كي يكون لديها طموحاتها الخاصة وأحلامها ومشاريعها. هو من سيدعمها كي تتطور وتكون النسخة الأفضل من نفسها، ولن يخشى نجاحها أو يغار منه، بل سينظر إليه على أنه امتداد لنجاحه وسيساعدها كي تظهر أفضل ما لديها. هو أيضاً الذي سيثق بها ويؤمّن لها ولن يتحكم بها أو يفرض سلطته عليها كي يثبت أنه الأقوى في العلاقة. وعليه أن يتأكد أنه حين يعطيها هذه الحرية ستبادله بالمثل وستكون أقرب إليه وستساعده في تحقيق كل ما يصبو إليه.

4- هل تتغيّر شخصيته حين يتعامل مع الناس حوله عن حين يكون معي؟

يجب أن تلاحظ الشابة سمات شخصية الرجل الأساسية، وتراقبه حين يتعامل مع أهله أو رفاقه أو محيطه الاجتماعي. لتلحظ عليه إن كان بخيلاً أو متعالياً أو كثير الشكوى. من هنا أهمية فترة الخطوبة لدراسة الشريك واختبار مدى صدقه وإمكانية بناء علاقة ناجحة معه.

5- هل يحسن التصرف في الأزمات أم يميل إلى العنف والانفعالات الزائدة؟

لا يوجد شخص هادئ طوال الوقت لكن يجب التمكن من السيطرة على الانفعالات والتعامل معها بوعي للخروج من المشكلة بأقل قدر من الخسائر. وتبحث المرأة عن الرجل الرصين والمتماسك الذي سيقف إلى جانبها ويدعمها ويكون السند حين تمر بأزمة معينة، كما أنه قادر على التحكم بانفعالاته، فلن يواجه أي موقف مهما بلغت حدته بينهما بالميل إلى العنف سواء الجسدي أو المعنوي، بل هو قادر على ضبط نفسه كي تمر الأزمة بسلام. 

 
العلامات: صحة نفسية
شارك