من أقوى: الإنسان أم الظروف؟

تعرف دول عربيّة كثيرة مشاكل اجتماعيّة وسياسيّة ومعيشيّة، ما قد يؤثّر على صحّة الإنسان النفسيّة ومزاجه بشكل عامّ. ولنعرف ما إذا كان الإنسان أقوى من الظروف السلبيّة أم العكس، لجأنا إلى الخبراء فانقسمت الآراء كالعادة.

د. ريتا صقر: الظروف تؤثّر على الإنسان لا محال

 

من منّا لم تختبر التوتّر والإجهاد يوماً؟ من منّا لم تعرف ظروفاً صعبة جعلتها تشعر بغضب أو حزن مستمرّ أفقدها السيطرة على نفسها. وعلماً أنّ التوتّر ينتج عن أسباب متعدّدة سواء المسؤوليّة العائليّة أو المشاكل في العلاقات مع الزميلات أو غيرها، يمكن القول إنّه يطالنا مباشرةً وإنّنا نتأثّر به لا محال. وهذا ما تؤكّده الاختصاصيّة النفسيّة ريتا صقر التي أشارت إلى تفاعل الجسم مع الظروف المحيطة به. وينعكس ذلك في الواقع من خلال إفراز مادّة الكورتيزول أو هرمون التوتّر، ما يؤثّر بالتالي على وظيفة الجسم كالتأثير على القلب والنظام الهضمي والبشرة. وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه النتائج قد تشمل أيضاً الإفراط في الأكل إلى حدّ السمنة وارتفاع مستوى ضغط الدم والمعاناة من الإكزيما حتّى. انطلاقاً من ذلك، يمكن القول إنّ التوتّر أو الظروف المحيطة بنا تؤثّر علينا من دون شكّ سواء من خلال ردود أفعالنا أو من خلال خلل في بعض وظائف الجسم.

د. Bahjat Balbous: الإنسان قادر على حماية نفسه من الظروف

 

بشكل عامّ، نتعرّض جميعنا إلى عوامل متعدّدة تؤدّي إلى الشعور بالإجهاد والتوتّر. وبحسب الدكتور Bahjat Balbous، الاختصاصي النفسي الشهير في مركز Euromed Clinic Center في دبي‎، يكون التعامل مع هذه العوامل بطريقتين مختلفتين هما إمّا الهروب أو الاختباء من المشكلة 
أو الانسحاب من دوّامتها وإمّا مواجهتها وتحليلها ومحاولة إيجاد حلول. وهذا ما يمكن للإنسان أن يقوم به لحماية نفسه وإبعاد تأثيرات التوتّر أو الظروف السلبيّة المحيطة به. ويعتقد الدكتور Bahjat أنّ الإنسان قادر على حماية نفسه من السلبيّة حين يواجه هذه الظروف، فينجح في تجنّب الإحباط عندما يحلّ المشكلة ويتحكّم بها قدر الإمكان. بالتالي، يمكن القول إنّنا نستطيع عدم التأثّر بالظروف في حال تمكنّا من معالجة المسألة التي تزعجنا أو بذل مجهود لتحويلها من عقبة إلى اختبار موقّت سيؤدّي بنا من دون شكّ إلى برّ الأمان.

 
شارك