مع أم ضد إخبار الأطفال بإصابة والدتهم بسرطان الثدي؟

قررت مريضة سرطان الثدي ميسا رعد إخبار طفلها عن مرضها وقد كان الموقف صعباً وقاسياً جداً عليها ولكنها ذهبت في اتجاه يذهب إليه العديد من الآباء كي يكون الأولاد مستعدون لجميع الإحتمالات. فيما يلي نستعرض الرأيين، فهل تكونين مع أم ضد هذا الأمر؟

ميسا رعد

عدم الكذب على الطفل الذي يرى كل شيء بعينه

تتحدث ميسا عن السبب الذي دفعها لاتخاذ هذا القرار "بعد أن قرأت عن الموضوع وجدت أنّ من الأفضل له أن يعرف مني شخصياً عن مرضي إنما بطريقة مبسطة قدر الإمكان كي يفهم ما يجري معي، فأنا أرفض الكذب عليه، وهو سيرى ما يحصل معي من مراحل العلاج إلى الغياب عن البيت والتعب والتغيير في الشكل، وغيرها من الأمور اليومية، وسيتساءل عنها ويمكن أن يبني في خياله تفسيرات أكثر سوءاً وسيخاف ويخشى ما هو قادم. لم أستشر طبيباً نفسيّاً مع أن من الأمر يمكن أن يكون مفيداً، بل اتّبعت غريزتي وقرأت كثيراً في علم نفس الأطفال وفي أساليب التربية الحديثة وعرفت كيف أوصلت إليه الخبر، وقد شرحت له بعض الأشياء عن مرضي وعما ينتظرني في الفترة المقبلة إنما بطريقة سلسة وبسيطة، وأحاول أن أظل قوية معه وحوله لكي يستمد القوة من قوتي ولا يفكر ولو للحظة بأني سأضعف أمام المرض".

سحر الزين

تجنيب الطفل العذاب ليعيش طفولة سعيدة

في معظم الحالات يجب على الأم أن تخبر أطفالها عن مرضها ولكن هناك حالات خاصة يفضّل فيها أن لا يعرف الطفل شيئاً عن مشكلة والدته الصحية. في هذا السياق، تقول الاختصاصية النفسية سحر الزين "حين يكون الأطفال تحت سن الخمس سنوات يفضّل تجنيبهم التوتر والألم والإحساس بالضياع الذي سينتج عن معرفتهم بشيء أكبر من قدرتهم على الإستيعاب، ولاسيما إذا كان المرض في مراحله الأولى ولا يحتاج إلى أن تتغيب الأم لوقت طويل كي تتلقى العلاج، إذ يمكن إخبار الطفل أنها في رحلة عمل أو في زيارة طويلة وإنها ستتغيب عنه لبعض الوقت. قد يسأل الصغير الوالدة عن سبب تعبها المتواصل أو نحولها وشحوبها ويمكن أن تخبره أنها متعبة من العمل أو مريضة وستتحسن قريباً، فالمهم أيضاً أن لا تكذب عليه ولا تستخف بذكائه، فتخبره جزءاً من الحقيقة وليس كلها". تكمل الزين "معرفة الطفل الصغير بخبر إصابة والدته بمرض خطير ستترك في نفسه أثراً سلبياً، في حين أن إبقائه بعيداً عن الموضوع سيضمن له عيش طفولة سعيدة، كما أن اطمئنان والدته لفكرة أنه بخير ولا يتألم لأجلها سيريحها وسيعطيها الدافع لأن تتحسن وتشفى، هكذا حين يكبر لن يتذكر شيئاً من هذه المرحلة وستمر سنوات طفولته بشكل طبيعي".

إقرئي المزيد: دعوات للمشاركة في "أكتوبر الوردي" لنشر الوعي حول سرطان الثدي

 
شارك