قرارات العام الجديد: ماذا لو لم نلتزم بها؟

في بداية كلّ عام جديد، تكون كلّ منّا مفعمة بالحماسة والتفاؤل والإيجابيّة. فتأخذ مجموعة من القرارات وتحدّد عدداً من الخطوات التي ستوجّهها في الأشهر المقبلة. لكن، في المقابل،

ومع مرور الأيّام، قد نخسر هذا الاندفاع ونقع في حيرة بين الالتزام وعدم الالتزام. فماذا يقول لنا الخبراء بهذا الشأن؟

مايا مطر: 80% من الخطط الجديدة تسقط

تقول لنا مدرّبة علم النفس الإيجابيّ مايا مطر أنّنا على الرغم من وضع قرارات جديدة في بداية كلّ عام، أظهرت الدراسات والإحصاءات أنّ 80% من هذه الخطط الجديدة تسقط، أي نستسلم عن الالتزام بها في الشهر الثاني أي فبراير. أمّا الأسباب وراء ذلك، فتتعدّد ونذكر منها على سبيل المثال عدم تحديد الهدف بناءً على إدراك ذاتيّ أي معرفة تامّة بالذات. كيف؟ قبل أن نحدّد أي هدف أو قرار جديد أو خطّة جديدة، هل نجلس مع أنفسنا لبعض الوقت ونحاول فعلاً ما نحتاج إلى تغييره أو إلى بدئه حتّى في العام الجديد؟! بالإضافة إلى ذلك، قد ينبع هذا الاستسلام من عدم التسلّح بالمرونة، أي عدم القدرة على التكيّف مع مختلف الظروف التي تتغيّر على التوالي مع مرور الأيام. علماً أنّ التخطيط يُبنى على توقّعات تتغيّر في كثير من الأحيان نتيجة أمور خارجة عن سيطرتنا.

Yasmine Shuhaiber Ghazal: التأمّل على عيش التغيير تدريجيّاً لنتوصّل إلى الهدف المرجوّ

تقول لنا اللايف كوتش Yasmine Shuhaiber Ghazal إنّنا نستسلم عن الالتزام بالقرارات التي نتّخذها في بداية العام الجديد، لأنّنا في كثير من الحالات نضع أمامنا هدفاً كبيراً بالفعل نعجز عن تحقيقه فيؤدّينا الفشل إلى نسيانه. لذلك، ما يمكننا فعله لتجنّب هذا الاستسلام هو القيام بخطوات صغيرة وقابلة للتطبيق وصولاً إلى بلوغ الهدف الكبير، علماً أنّ العادة تحتاج إلى حوالى 21 يوماً لتتشكّل في حياتنا. ومن الأساليب التي تساعد أيضاً في حل هذه المشكلة، أسلوب التأمّل القائم على التوافق بين العقل والقلب. فأحياناً، يملك العقل كل الاندفاع لبدء خطوة جديدة غير أنّ القلب والجسم يبقيان سجينين للعادات. ويعتمد هذا التأمّل على عيش التغيير تدريجيّاً لنتوصّل إلى الهدف المرجوّ. ولا بدّ من القول إنّ لكلّ منّا شخصيّة مختلفة، وأنّ البعض يتحلّى بالمزيد من القدرة على الالتزام والتمرّد، وهذا ما يساعد أيضاً على تحقيق الأهداف الجديدة لدى البعض وليس لدى الجميع. وفي الحالات جميعها، لتبتعدي عن المشاعر السلبيّة التي تنتج عن عدم الالتزام، لا تكوني قاسية في الحكم على ذاتك بل أحبّي ذاتك وتوقّفي عن معاقبتها، لأنّك حينها ستجدين السعادة الحقيقيّة رغم كلّ الظروف.

 
شارك