فنّ يسهّل الحياة ويزيدها جمالا

كل صديقاتك تزوّجن وأنت لا تزالين عزباء... وجدن وظيفة وأنت تحاولين العثور على عمل ولا تنجحين... حقّقن حلم الأمومة وأنت عبثاً تحاولين منذ سنوات... تشعرين بالإحباط وتلومين الظروف ولكنّ الأمور ليست بهذا السوء، هي فقط كذلك لأنّك اخترت التركيز على السلبيّات في حياتك والتغاضي عن الكثير من الإيجابيّات... حين تدركين هذا الواقع ستعرفين معنى الرضا والقناعة وستكسبين بالتالي صفة الصبر وتدركين أنّ كل شيء قادم إليك إنّما في وقته المناسب.

الوقت الأمثل
يُعتبر شهر الصوم الوقت الأمثل كي تعوّدي النفس على الصبر، فأنت تصومين عن الطعام والشراب لساعات طويلة وتقومين بذلك بكلّ حب وتفانٍ لاقتناعك بأهميّة هذا الفرض وجماليّته ومعانيه. لذلك، اغتنمي الفرصة كي تصير صفة الصبر متأصّلة في داخلك.

استحقاق الأفضل

وفي هذا الإطار، سألنا فدوى القرشي، وهي اختصاصيّة نفسيّة في علم النفس التنموي ومدرّبة مرخّصة على برنامج الأبعاد الشخصيّة Personality 
Dimensions وعضو في الجمعيّة الأميركيّة لعلم النفس، عن سبب غياب صفة الصبر عن حياتنا في الآونة الأخيرة، فأجابت: «يعتقد جميع الناس أنّهم يستحقّون الأفضل، ولكن لا أحد يدرك كمّ الجهد الذي يتطلّبه ذلك، نرى ما حقّقه الآخر ونطمح لأن نحذو حذوه، ولكن هل نعلم كمّ المجهود الذي بذله الفرد كي يصل إلى 
ما هو عليه اليوم وكمّ التضحيات التي قام بها».

كمّ التضحيات الكبير
أضافت الاختصاصيّة: «لا نسأل أنفسنا أيضاً: هل نحن قادرون على القيام بهذه التضحيات؟... ببساطة صرنا نريد كل شيء وأصبحنا بعيدين كلّ البعد عن مفهوم القناعة والرضا لأنّنا لا نرى سوى الأمور الجميلة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ونرغب في أمور مماثلة، متناسين أنّ ما نراه لا يمثّل واقع الأشخاص الحقيقي بل فقط ما يريدوننا أن نراه من حياتهم، فنلوم الظروف ونعيش وسط الضغوط بسبب عدم قدرتنا على أن نكون بالصورة التي يعكسها الواقع الافتراضي».

تطوير المهارات الحياتيّة 
وعن كيفيّة كشف المسبّبات التي تعيقنا عن امتلاك الصبر، قالت القرشي: «البداية الحقيقيّة تكون عبر فهم أعمق للذات وهذا ما لا تتّجه له معظم النساء، فنحن نذهب إلى مراكز التجميل كي نهتمّ بجمالنا الخارجي ونظهر بأجمل صورة وهذا ليس أمراً خاطئاً، ولكن علينا في المقابل أن نهتمّ بصحتنا النفسيّة ونلغي الفكرة السلبيّة التي في داخلنا حول زيارة الاستشاري النفسي، فهي لن تنتقص منك أبداً بل ستساعدك على اكتشاف ما يعيقك عن التقدّم وما يضرّ بعلاقاتك مع من حولك، نحتاج إلى أن نحسّن أنفسنا من الداخل ونطوّر مهاراتنا الحياتيّة ونرى الأمور بطريقة أفضل، فبهذه الطريقة نتّخذ قرارات إيجابيّة ويزيد إحساسنا بالرضا عن الذات».

تغييرات واضحة
أمّا في ما يتعلّق بالتغييرات التي تشهدها حياة المرأة لو تمتّعت أكثر بصفة الصبر، فقالت: «ستصبح السيّدة بالتأكيد أكثر سعادة وستزداد ثقتها بنفسها وسيتضاعف إحساسها بالرضا عن حياتها وإنجازاتها، فهي ستشعر بأنّ لها كامل السيطرة على نفسها وبأنّها أقوى من الظروف التي تمرّ بها، وبالتالي ستمتلك الثبات النفسي والذهني، وهو ما نبحث عنه جميعنا لعيش حياة أفضل».

 
شارك